Sunday 8th September,200210937العددالأحد 1 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

عفواً أيها الحبيب عفواً أيها الحبيب

تحية طيبة مباركة.. وبعد:
فقد اطلعت على ما نشر في جريدتكم الغراء بعددها رقم (10907) وتاريخ 30/5/1423ه في الصفحة الأخيرة لرأي الدكتور طارق الحبيب.. ولقد شدني ما كتبه الدكتور حول أهمية التربية النفسية وتطرقه لأهمية هذا الجانب في حياتنا.. وفي مجتمعنا، بل والعمل على تدريسه في مناهجنا (بنين - بنات) وأعلم يقيناً أن هذه الناحية (الجانب النفسي) هي جانب حيوي ومهم جداً فهو جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان وما الإنسان إلا روح وجسد، فالروح باختصار شديد هي الجانب النفسي لدى الإنسان أنا لا أغفل هذا الجانب.. بل أدعو إلى النظر إليه وتحويله إلى منهج دراسي لدى أجيالنا القادمة، لكن ما هز شعوري وأزعجني.. أن يختم ذلك المقال الجميل الهادف بنقد شديد (للمواد العملية)، التدبير المنزلي والتفصيل والخياطة وكأن تلك المواد قد وضعت في هامش المناهج في أي وقت وفي أي ساعة تلغى ويطوى قيدها.. لا أعلم مقصود وهدف الدكتور الفاضل لكن أجزم يقيناً أنه ما علم الكنه الحقيقي لتلك المادة.. أو بالأصح المواد العملية ككل.. دكتوري الفاضل.. إن أمهاتنا وآباءنا في السالف ما كانوا ليربوا بناتهم تلك التربية الصالحة إلا لتكون ربة منزل متميزة إلا لتأهيلها بقدراتهم البسيطة وإمكاناتهم لتحقيق دورها الريادي والحقيقي، بل والمتميز في بيتها فالمرأة أساس ذلك البيت.. ومن أساسيات مهام المرأة الناجحة هو اتقانها لعمل بيتها أياً كان ذاك العمل سواء بمعرفتها وتفننها في مطبخها بصنع أشهى الأطباق وشتى أنواع المأكولات أو في أعمال أخرى كمعرفة فن الخياطة والحياكة وتربية الأولاد التربية السليمة والدراية باقتصاديات الأسرة وتنظيم مواردها واحتياجاتها وما إلى ذلك من الأساسيات الواجب على كل امرأة عاملة كانت أو غير عاملة معرفتها والإلمام بها.
صحيح يادكتور طارق أن فن الطبخ أصبح الآن يؤخذ من مصادر شتى ومتوفرة بسهولة ويسر غير المدرسة سواء أكان عن طريق الفضائيات أو المكتبات وغيرها..
وكذلك التفصيل والخياطة والفنية.. ولكن العبرة هنا ليست بالكم بل بالكيف.. العبرة ليست بالكثرة والوفرة بل العبرة في تعلم كيفية تطبيق هذه الأشياء الوفيرة.. فمن السهل جداً أن تحفظ الطالبة مقادير وطريقة عمل طبق معين ولكن المهم هنا هو كيفية إعداد الطبق، وهذا بحد ذاته يحتاج إلى وقت وجهد وتدريب للطالبة حتى تستطيع اتقانه.
وكذا بالنسبة لمادة التفصيل والخياطة فالطالبة تحفظ المقاسات وطريقة العمل بيسر وسهولة ولكن ليس من السهولة في حالة التطبيق العملي.
ولا أغفل جانب المدنية ورفاهية الحياة التي نحياها في وقتنا الحاضر عن الماضي.. فتلك الرفاهية اللا محدودة لدى بناتنا أصبحت عائقاً حول نجاح الفتاة في منزلها والاعتماد وللأسف على العاملات والخدم أو على المطاعم والوجبات السريعة، وحتى بالنسبة للخياطة يتم الاعتماد على المشغل والعتبة على الرسامين والخطاطين!!
سؤال هنا أريد له إجابة.. عندما تكون المرأة متعلمة ومثقفة وتربي أولادها تربية سليمة من كل الجوانب الدينية والثقافية والنفسية.. ولكنها لا تعرف (طريقة سلق البيض) و(خياطة زرار قميص) ماذا نقول عنها؟!!
ربة بيت مثالية؟ أم ربة بيت مقصرة.؟ أنا أعلم أن هناك بدائل لكل من الطهي والخياطة وحتى الغسيل والكي.. ولكن هل الأسرة ستعتمد على هذه البدائل مدى الحياة؟!
فلا بد أن نعي أن «المواد العملية» لها أهمية كمواد أساسية لها احترامها وحقوقها، بل وتميزها عن باقي المواد والتخصصات الأخرى. ويثبت ذلك خريجات الاقتصاد المنزلي فإن لم تتسن لهن الوظيفة فإنهن يستفدن أكثر من غيرهن بتطبيق ما تعلمنه في المنزل والأسرة ككل بما يعود بالنفع العام.
فيجب أن نعطي «المواد العملية» حقها الوافي بعدم إجحافها وإنكارها، بل هي أساس تعلمنا في منازلنا، فالمرأة أياً كانت مكانها أولاً وأخيراً وسابقاً ولاحقاً هو بيتها.
قال تعالى: {وّقّرًنّ فٌي بٍيٍوتٌكٍنَّ } تكون امرأة بحق تستحق التكريم والشكر والثناء فهل من منصف ومتدبر واع يفقه معنى ما أوردت في هذه الأسطر؟!

هدى الحربي

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved