editorial picture

أفغانستان بين الاحتقان والانفجار

في أفغانستان الكثير من الأحقاد والكثير من السلاح وحرص أكثر على انقاذ البلاد من انفلات الغضب، وقد أبرز حادثا الخميس في كل من كابول وقندهار مدى هشاشة الأوضاع الأمنية والحاجة الماسة للحفاظ على الاستقرار النسبي الذي تحقق..
لقد تعايش الأفغان طوال أكثر من عقدين من الزمان مع الحروب، ويبدو أنهم يجدون صعوبة في التواؤم مع أجواء السلام، خاصة أن الكثيرين من الذين يحملون السلاح لم يعرفوا منذ مولدهم الحياة بعيداً عن البنادق.
وتحتاج معظم المشاكل في أفغانستان إلى معالجات هادئة رغم جموح المقاتلين واستعدادهم في كل لحظة على خوض أي معركة، ولأن المشاكل متعددة ومختلفة في النوع فإن المعالجات ينبغي أن تواكب كل حالة من حالات الصراع، فهناك التنافس القبلي التقليدي، وهناك العداء ضد القوات الأجنبية، وهناك أيضاً العصابات التي نشطت في ظل احتدام الصراعات السياسية والقبلية..
وفوق هذا وذاك هناك بلد يرزح، بل ويئن تحت أهوال كل هذه الصراعات، وتتهدده المجاعات والأمراض ويفتقر إلى البنيات الأساسية اللازمة للاستقرار، فتقارير الأمم المتحدة التي تحدثت منذ فترة عن عودة الكثيرين من اللاجئين الأفغان إلى بلادهم من الدول المجاورة، ما لبثت أن قالت مؤخراً ان بعض هؤلاء عادوا من حيث أتوا لأنه لا تتوفر كميات الطعام اللازمة لهم.
وسط هذه المصاعب فإن حادث اغتيال هنا أو هناك سيعمل على تعقيد الأمور أكثر وأكثر، ويرى العاملون في القوات الدولية ومنظمات الإغاثة أن هناك حاجة لمزيد من القوات الدولية للحفاظ على الأمن وتحجيم النزعات المنفلتة للمسلحين الذين ينتشرون في طول البلاد وعرضها.
ويعود الأمر في النهاية إلى أبناء الشعب الأفغاني أنفسهم فهم القادرون على فهم طبيعة مواطنيهم وبلادهم وهم المؤهلون لقيادة بلادهم إلى بر الأمان.. وهناك دائماً من هو مستعد لمد يد المساعدة خصوصاً إذا رأى التزاماً قوياً من أهل البلد بالحفاظ على أمنهم ومكتسباتهم.


jazirah logo