* الرياض الجزيرة:
يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز نائب خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله أعمال المؤتمر العالمي التاسع للندوة العالمية للشباب الإسلامي الذي يعقد في الرياض خلال المدة من «23 26» من شهر شعبان القادم تحت عنوان: «الشباب والانفتاح العالمي».
أعلن ذلك معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس الندة، وقال إن افتتاح سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لهذا المؤتمر يأتي امتداداً للدعم والرعاية اللذين تحظى بهما الندوة وغيرها من المؤسسات الخيرية الإنسانية والإغاثية الموجودة في هذه البلاد الطيبة، من لدن سموه الذي يحرص كل الحرص على إنجاح الأعمال الإسلامية في داخل المملكة وخارجها.
وأضاف معاليه قائلاً: إن هذا التواصل والدعم المستمرين لبرامج المؤسسات الخيرية في داخل المملكة، وخارجها يؤكد مدى الاهتمام الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني لهذه المؤسسات، ويجسد جهود المملكة المباركة في خدمة الإسلام والمسلمين في أرجاء المعمورة على جميع المستويات، وكل الأصعدة.
وفي هذا الشأن، أبدى معاليه عظيم تقديره لمختلف أوجه الدعم الذي تجده هذه المؤسسات الخيرية منذ إنشائها، والمساندة غير المحدودة التي تحظى بها من أجل الاستمرار في أداء رسالتها الإسلامية، وقال: إن هذه المؤسسات تعد أحد روافد الخير التي تنطلق من هذا البلد الكريم لأجل الدعوة إلى الله، وتعليم أبناء المسلمين، ومساعدة الفقراء والمعوزين، وتقديم الخدمات والبرامج المتنوعة للشباب المسلم في مختلف مناطق العالم.
وواصل معالي الوزير صالح آل الشيخ رئيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي قائلاً: إن إنشاء المؤسسات الدعوية في المملكة، ومن بينها الندوة، يأتي إدراكاً من قادة هذا البلد المعطاء وأهله، لأهمية التضامن وتضافر الجهود الرسمية والشعبية في دعم العمل الدعوي والخيري، الذي يمثل توجهاً ثابتاً للمملكة ومواقفها الثابتة مع الدول والمجتمعات الإسلامية.
وفي سياق آخر، لفت معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد النظر إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في سياق حرص الندوة العالمية للشباب الإسلامي على تبصير المسلمين بمستجدات العصر ومتغيراته المطردة، وكذا التحديات الجديدة التي تواجه الشباب المسلم في ظل التطور التقني المتسارع في جميع وسائل الإعلام و الاتصال، وفي ظل الانفتاح العالمي.
واستعرض معالي الوزير آل الشيخ في جانب من تصريحه الأهداف الرئيسية للمؤسسات الخيرية في المملكة، وقال: إن من بينها ترسيخ العقيدة الصحيحة في قلوب المسلمين وتمكين الاعتصام بالكتاب والسنة، ونشر العلم الشرعي في المجتمعات الإسلامية، ومساعدة المسلمين بالرفع من مستواهم العلمي بإقامة المعاهد، والمراكز، والدورات المختلفة في العقيدة والعبادة والسلوك، والمسارعة إلى إغاثة المسلمين عند نزول الكوارث والنكبات، والإسهام في تنفيذ البرامج الدعوية والاجتماعية في داخل المملكة العربية السعودية جنباً إلى جنب مع الجهات المعنية.
وواصل معاليه القول: كما تهدف هذه المؤسسات إلى خدمة العقيدة الإسلامية على أساس التوحيد الخالص على منهج السلف الصالح، ودعم المنظمات والجمعيات الخاصة بالشباب والطلاب المسلمين في أنحاء العالم، والإسهام في توضيح الرسالة السامية للشباب والطلاب، في بناء المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والفنية على مستوي المجتمع خاصة، والأمة بصفة عامة، والعمل على توجيه الشباب المسلم، لما ينفعهم في مواجهة التحديات المعاصرة.
وقال: إن الندوة العالمية للشباب الإسلامي وغيرها من المؤسسات الخيرية في هذا البلد الكريم مثل مؤسسة الحرمين الخيرية، ومؤسسة الوقف الإسلامي، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، وإدارة المساجد والمشاريع الخيرية وغيرها تحظى بثقة كبيرة من ولاة الأمر في هذه البلاد ومن الناس فيها. وأعمالها أعمال مؤصلة على النظام المؤسسي، تشرف عليها مجالس لا مجال فيها للاجتهادات الفردية، وتسير وفق خطط واضحة، وأدلة إجراءات وبرامج يسير عليها الجميع، سواء كان ذلك في الأنظمة الإدارية، أو الأنظمة المالية، أو في البرامج الدعوية المختلفة.
وأبرز معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ أن المملكة هي رائدة العمل الدعوي والإغاثي؛ لأنها قلب العالم الإسلامي، ولأن ولاة الأمر فيها ولله الحمد هم القادة في الإغاثة، وفي الدعوة على منهج الكتاب والسنة، وهو المنهج المعتدل المتوسط البعيد عن طرفي الغلو والتفريط.
وقال: ولهذا نرى أن عمل المؤسسات الخيرية في المملكة العربية السعودية عمل ناضج، لا تشوبه شائبة، ولا مجال فيه للقدح أو التنقص؛ لأنه عمل قديم، وليس وليد سنة أو سنتين، والمراجعات في العمل، وتحسين العمل كانت منذ عقود من الزمن، فالندوة العالمية للشباب الإسلامي عمرها نحو ثلاثين سنة، وغيرها من المؤسسات يبلغ عمرها عشرين سنة وعشر سنوات ونحو ذلك.
وزاد قائلاً: إن هذه المدة كافية بإذن الله لجعل العمل المؤسسي عملاً ناضجاً فيه كل ما تحمله كلمة العمل المؤسسي من معانٍ، والمملكة العربية السعودية سباقة إلى الخير وتكامل الجهود بين الدولة والناس والمؤسسات الخيرية هذا هو الذي يعطي تكامل التنمية، وتكامل العمل الدعوي والإغاثي؛ لأن الجهات الرسمية في الدولة تقوم بواجبها نحو الدعوة والإغاثة، فالدولة متكاملة بعمل مؤسساتها الرسمية والمؤسسات الخيرية وبعمل أفرادها.
وقال: إن أعمال هذه المؤسسات الخيرية تجوب العالم بأسره، ففي كل مكان ولله الحمد تجد أثراً لأعمال المملكة العربية السعودية، ومؤسساتها الرسمية والخيرية والأفراد، وهذا التكامل البديع يمثل المنهج الذي تنتهجه المملكة، في أعمالها الدعوية والإنسانية، موضحا معاليه أن هدف المملكة من ذلك هو هداية الخلق، وحمل رسالة القرآن الكريم إلى الناس جميعاً، وهي رسالة تهدف إلى تحقيق توحيد الله تعالى، وطاعة الرسول الخاتم محمد عليه الصلاة والسلام ، الرسالة التي تحمل نفع المسلمين في أي مكان كانوا دون التدخل في الأمور التي قد تضعف العمل الإسلامي، فالنية خالصة إن شاء الله تعالى في الأعمال الإسلامية التي تقوم بها الدولة، وتقوم بها المؤسسات الإسلامية.
جدير بالذكر أن المؤتمر التاسع للندوة العالمية للشباب الإسلامي الذي يعقد تحت عنوان «الشباب والانفتاح العالمي»، سيناقش خمسة محاور هي:
أولاً: الشباب والانفتاح الاقتصادي.
ثانياً: الشباب والانفتاح الإعلامي والثقافي.
ثالثاً: الشباب والانفتاح السياسي.
رابعاً: الشباب والانفتاح الاجتماعي والتربوي.
خامساً: الدعوة والانفتاح العالمي.
ويشارك في المؤتمر أكثر من ألف عالم وداعية من دول العالم المختلفة، يتقدمون ببحوث حول موضوع المؤتمر ومحاوره الرئيسية، حيث وصل إلى الآن حوالي مائتين وعشرة بحوث لباحثين وأكاديميين وعلماء ودعاة من سبع وتسعين دولة في مختلف قارات العالم.
|