Sunday 8th September,200210937العددالأحد 1 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

«ميمري » يا عرب «ميمري » يا عرب
رضا محمد العراقي

في 26 يونيو الماضي، دخل افرام هالفي رئيس الموساد الإسرائيلي على الحضور، وكله ثقة بأنه لن يطرد من الاجتماع ولن يكمم صوته وسيعرض وجهة نظره كاملة حيال القضايا المطروحة، فقد فوجئ أعضاء منظمة الحلف الأطلسي برئيس الموساد يقتحم عليهم اجتماعهم، وعلى الفور أيد الوفد الأمريكي مشاركته في الاجتماع، رغم أن إسرائيل كما هو معلوم لدى الكافة ليست عضواً في الحلف، وامتعض الآخرون، فالاجتماع كان محصوراً على أعضاء الحلف فقط.. وحضور هذا الإسرائيلي يعد خروجاً على القواعد المتبعة.
«هالفي» لم يكتفِ فقط بالحضور، بل ألقى كلمة هزت أركان الاجتماع واستغل اجتماع أكبر «قوة عسكرية» في العالم لحضها على العرب وإيران.. فقد طالب «هالفي» بكل تبجح دول الحلف الأطلسي في المشاركة بضرب العراق وإيران، لأن هذا العمل من وجهة نظر إسرائيلية سيوفر على إسرائيل الدخول مباشرة في الحرب.
وحتى يبث الرعب في قلوب الأوروبيين والأمريكان معاً، فقد حدد لهم تاريخ فبراير عام 2009م.. ذلك التاريخ الذي ستحتفل فيه إيران بالعيد الثلاثين للثورة الإسلامية، وستغتنم المناسبة للإعلان عن تجربة ناجحة لقنبلتها النووية.
ومن المؤكد أنها ستلهب حماس الجماهير بعرض ضخم للصواريخ المطورة بينها «شهاب -3» الذي يصل مداه إلى قلب إسرائيل والعواصم الأوروبية وصاروخ «شهاب -5» القادر على إصابة أهداف داخل المدن الأمريكية.
الخطاب كان قنبلة مدوية انفجرت آثارها على الأعضاء الذين رأوا فيه تجاوزا لنظام الحلف وتدخلاً مباشراً في عمله السياسي والعسكري.. واملاءات إسرائيلية لتخويف الحضور من وهم يعشش في أدمغة القادة الإسرائيليين وحدهم!!.
** إسرائيل مازالت حاضرة وفاعلة، تستغل كل الفعاليات
السياسية والعسكرية والعمل بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة للنفاذ بالحضور والمشاركة بل وفرض رؤيتها وتصورتها للأحداث ومجرياتها.
ولم يتركوا للأمريكان والأوروبيين أن يلتقطوا أنفاسهم من جراء التصور الرهيب لمنطقة الشرق الأوسط في فبراير 2009م والخطر الذي ينتظره «الأمريكان والأوروبيون» من العرب والإيرانيين وأسلحتهم التي ستفتك بهم وبحضارتهم.. بل يعمدون لممارسة نفس الدور من خلال مركز أبحاث وإعلام الشرق الأوسط «ميمري» حيث يقوم المركز بترجمة نماذج من الصحافة العربية وتقديمها للقارئ الأمريكي والأوروبي، بل تقديمها الى قادة الرأي والمسؤولين من أجل التأثير عليهم.. والمركز يختار بعناية فائقة مواد من الصحافة العربية تحمل أسوأ التعليقات على الغرب ونشرها على أوسع نطاق.. بحيث تنقل صورة سيئة عن العرب والمسلمين.. فهذا المركز قام بترجمة مقال د. أميمة الجلاهمة وثارت بعدها الدنيا على الصحافة السعودية.. وبترجمة مقتطفات من قصيدة غازي القصيبي سفير المملكة بلندن أخرجت القصيدة من سياقها ومعناها بشكل متعمد لاهالة التراب على سفير المملكة.
ولا ننسى ما يفعله اللوبي اليهودي في كل زيارة يقوم بها الرئيس حسني مبارك إلى باريس وأمريكا حيث يعرضون عليه بشكل منتظم ملف تجاوزات الصحافة المصرية ضد إسرائيل وسياستها.
لا يترك الإسرائيليون مناسبة أو ثغرة إلا واستغلوها بشكل يثير علامات استفهام كثيرة.. فهل دهاؤهم من الصعب محاكاته أو العمل مثلهم باستغلال المناسبات والندوات الدولية ومشاركتنا فيها من أجل تعطيل انفراد الصهاينة بالمجتمعين وتخويفهم من العرب وشرهم.. وما يفعله «ميمري» من ترجمة لمقتطفات من الصحافة العربية نستطيع فعل ذلك وأكثر.. وما شاء الله فالصحافة الإسرائيلية حبلى بالكثير من المواد التي تعلن كراهيتها للعرب والإسلام ونستطيع أن نقدم عنهم صورة بشعة لقادة الرأي في الغرب، وهو عمل يجب على جامعة الدول العربية القيام به والاضطلاع بمسؤوليته.. لأنه أصبح مطلباً ملحاً لكسر حاجز اللغة بيننا وبين الغرب لتحقيق الهدف الأهم في تغيير نظرة الغرب نحونا إلى الأحسن. وكشف السياسات التوسعية لإسرائيل ووسائلها القمعية ولن يتأتى ذلك إلا من خلال «ميمري» عربي.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved