Sunday 8th September,200210937العددالأحد 1 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في إطار الصراع على السلطة في إطار الصراع على السلطة
خاتمي يحاول تضييق الخناق علي مناوئيه

* طهران من فارشيد مطهري د ب أ:
وصل الصراع على السلطة بين المحافظين والاصلاحيين في إيران إلى مستوى جديد منذ الاعلان عن مشروع قانون مقترح من شأنه توسيع سلطات الرئيس، وأعلن الرئيس محمد خاتمي الأسبوع الماضي أنه يسعى لتوسيع نطاق سلطاته وأنه سيحيل مشروع قانون إلى البرلمان الإيراني بهذا الخصوص الشهر القادم، ورغم أن خاتمي أعلن أن أعمال الرئيس ستظل خاضعة لاحكام الدستور فإن خصومه المتشددين ينظرون إلى تحركه هذا باعتباره محاولة لتقويض سلطة المحافظين وتحييد معاقل قوتهم مثل القضاء ومجلس الاوصياء الشبيه بمجلس الشيوخ.
ويتركز النزاع بين الاصلاحيين الموالين لخاتمي والمحافظين حول سلطة ما يسمى بالهيئات المعنية مثل القضاء ومجلس الاوصياء على المؤسسات المنتخبة ديمقراطياً مثل الحكومة والبرلمان.
ويسيطر الاصلاحيون على الحكومة والبرلمان ويتهمون المحافظين في القضاء ومجلس الاوصياء بعرقلة وتقويض كافة خطط الاصلاح إلا أن المحافظين يردون على ذلك بأنهم إنما يفعلون ذلك في إطار ما يخوله لهم الدستور من صلاحيات، والمسؤول الأخير عن إدارة شؤون الدولة هو المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي.
وينتقد الاصلاحيون من أنصار خاتمي النظام الحالي بشدة لتركيزه كل هذه السلطات في يد المحافظين، ويمنح مشروع القانون الجديد الرئيس صلاحيات أكبر، ولكن لأنه لن يتدخل في شؤون القضاء فإن كثيرين يرون أنه غير ذي جدوى، وينظر إلى القضاء الإيراني باعتباره الكيان الرئيسي الذي يعرقل الاصلاح عن طريق قمع الصحافة واحتجاز عشرات المنشقين، ويعارض كبير القضاة آية الله محمود هاشمي شهرودي مشروع القانون قائلا إن توسيع سلطات الرئيس لن يحل أي مشكلة.
وقال رئيس مركز البحوث التابع لمجلس الاوصياء غلام - حسين إلهام إن الرئيس بموجب الدستور يترأس السلطة التنفيذية فحسب وليس له سلطة على باقي أفرع السلطة في الدولة، وأضاف إلهام أنه حتى في حالة الموافقة على القانون الجديد، فإن ذلك لا يمكن أن يغير مبادئ الدستور.
وكان الاصلاحيون يخططون قبل مشروع القانون الحالي لتوسيع سلطات الرئيس لتمرير مشروع قانون ينص على تعديل قانون الانتخابات بإلغاء المجلس الاشرافي، وطبقا للدستور الايراني فإن مجلس الاوصياء المؤلف أساسا من المحافظين يتولى الاشراف على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ويحق له استبعاد مرشحين بدعوى عدم الاهلية.
كما يحق لمجلس الاوصياء رفض كافة مشاريع القوانين التي يوافق عليها البرلمان الذي يستحوذ الاصلاحيون على غالبية مقاعده، ويعتقد مراقبون بأنه في حالة عدم موافقة مجلس الاوصياء على مشروعي القانونيين فإن الاصلاحيين سيضغطون بعد ذلك من أجل إجراء استفتاء لتعديل دستور عام 1979والذي صدر من خلال أول استفتاء يجرى بعد الثورة والذي صوت فيه أكثر من 90 في المائة من الناخبين لصالح إقامة نظام إسلامي.
ويعتبر المحافظون إجراء استفتاء خطوة أولى في جهود الاصلاحيين لقلب النظام الإسلامي وإقامة آخر علماني محله، وتعهد خاتمي بالمضي قدما في تحقيق رؤيته لاقامة ديمقراطية إسلامية قائلا: إن البلاد لا يمكنها أن تكتفي بالحديث عن الديمقراطية بل يتحتم عليها أيضا الاعداد لتطبيقها.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved