رغم ان «الاهمال» هو العامل المشترك والسبب الرئيسي في كل ما نواجهه في الحياة من مصاعب ومتاعب.. إلا أننا نلقي باللوم على الآخرين ونسارع للمطالبة بمساعدتهم ونجدتهم مما نحن عليه من أوضاع صعبة خلفها الاهمال وعدم الاكتراث واللامبالاة بعد أمور نعتقد ان عواقبها سليمة وخفيفة ولكن بعد ان تحل الكارثة ويقع الفأس بالرأس ندرك حجم ما جنته أيدينا وما تسببنا فيه على انفسنا.
والشواهد كثيرة على أمور مزعجة ومتفاوتة الضرر حدثت لنا بسبب اهمالنا.
فقد يحدث ان تسرق سيارة أحدهم نتيجة ترك المحرك يدور ونزوله عند البقالة لشراء علبة بيبسي مثلاً.. ويضع اللائمة في النهاية على الشرطة ويتهمها بالاهمال والتقاعس والفشل في ايجاد سيارته التي ما كانت لتسرق لو أنه توخى الحذر والحرص في هذا الجانب.
وقد يحدث ايضاً ان يفصل التلفون ثابتاً او جوالا نتيجة عدم مسارعته والتزامه بتسديد الفاتورة في الوقت المحدد.. ويعاتب بهذا الخصوص شركة الاتصالات والتي ما كانت لتقطع عنه الخدمة لو بادر بالتسديد في الوقت المناسب.
ونفس الحال ينطبق على فواتير الماء والكهرباء وأي خدمات أخرى تتطلب وفاء بالالتزام ومسارعة بالتسديد.
وثمة أمور أخرى تحدث في الحياة نتيجة الاهمال مثل الحوادث المرورية التي تقع بسبب السرعة وتتضاعف أضرارها نتيجة عدم ربط حزام الأمان.. وكذلك الأمراض المستعصية وغير المستعصية التي تحدث بسبب عدم اتباع نصائح الأطباء وترك النفس لهواها في التدخين والشرب والأكل بطريقة تضر لا تنفع.
لو نظمنا أمورنا ووفينا بالتزاماتنا لما حدث ما يحدث من مصائب ومشاكل في هذه الحياة.
نحن السبب في حدوثها.. ولكن يصعب الاعتراف بمسؤوليتنا تجاهها وبدون حياء أو خجل نحمل الآخرين المسؤولية ونعاتبهم وكأنه لا ذنب لنا ولا دور فيما نلاقيه من معاناة ومشاكل.
|