المواطن السعودي والمقيم لا ينظر إلى نايف بن عبدالعزيز على أنه أحد أبناء الملك المؤسس الفاعلين فقط، ولكنه إضافة إلى ذلك وربما مقدم على ذلك هو أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى للإعلام ورئيس مجلس القوى البشرية ومجالس واجتماعات أخرى مهمة، كل من هذه المجالس أكبر من وزارة بل تضم أكثر من وزير.
الأمير نايف منذ توليه وزارة الداخلية ورئاسته لهذه المجالس وحتى هذه الساعة، والمملكة كإحدى الركائز المهمة في المنطقة قد مرت ومازالت تمر بمراحل كل مرحلة تهون المرحلة السابقة لها، هذه المراحل محلياً وإقليمياً ودولياً خرجت المملكة من كل مرحلة منها بسلام والحمد لله.
والخروج منها بسلام لا يأتي بالصدفة أو بالتواكل، أو أن آليات الأحداث تنظم نفسها، كما تنظم آليات السوق نفسها (في المفهوم التجاري)، فأسس علم السياسة تنبئنا أن قرارات الدولة هي مخرجات لمدخلات تمر فيما يعرف اصطلاحاً «بالصندوق الأسود».
ونايف بن عبدالعزيز هو قطب الرحى في المدخلات والمخرجات داخلية وإقليمية ودولية وفي كل القضايا المرحلية التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية.
وكل دولة إذا رصدت سيرورتها وجدت هناك وزارة معينة عادة ما تخرج القادة (قادة البلد) مثالاً وزارة الخارجية أو وزارة الدفاع أو وزارة الداخلية ولأهمية هذه الوزارات تسمى «وزارات السيادة».
ووزارة الداخلية بالمملكة العربية السعودية تخصصت في تخريج القادة.
وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي لا يجعل من وزارة الداخلية سلطة. بل يعالج قضاياها، يشخص الأب الحنون أو شيخ القبيلة الراعي الذي يتصرف في كل قضية بمفردها بناءً على معطياتها ومعرفة خلفية الفاعلين لها.
تصرف الأب المشفق والطبيب المعالج الذي يتعامل مع القضية بتشخيصها وتشخيص تداعياتها ومن ثم علاجها من جذورها.
ويعالجها علاج اللاعودة لمرضها.
وليس من عادة سموه التعامل مع القضايا علاج من يزيحها من وجهه أو يؤجلها إلى حين.
إلا حينما تكون ضرورة معالجتها التأجيل (كالاستعانة بعامل الزمن).
الأمير نايف عندما تمثل أمامه قضية مواطن، فإن كانت عائلية يعتبرها عائلية من حيث الخصوصية وسرعة البت فيها.
وإن كانت من صغير يعتبره ابنه وإن كانت من كبير فهو والده.
وإن كانت صادرة من حسن نية، يحسن النية بالفاعل، وإن كانت بتعمد يقوم الاعوجاج الفاعل ويتابعه بالدعاية والرفق والحلم، حتى يجعل منه عضواً نافعاً في المجتمع.
الأمير نايف ممسوس بهمِّ المواطن متلبس بآماله.
فتجده يقدر تطلع المثقفين ويسبق طموحاتهم.
وينشغل في هموم الاعلام والاتصال الجماهيري، وصدق المعلومة وإيضاح الحقيقة لرد الإشاعة في جحرها.
ويستخدم كل إمكاناته وقدراته المتاحة في محاربة البطالة والمخدرات.
كل هذه الانفعالات في هموم وآمال الوطن، تتدثر وتتأطر في عقل راجح..! وحلم واسع وهدوء دافىء وحسن طباع وجميل سجايا وكرم نفس.
الأمير نايف بن عبدالعزيز.. رئيس مجلس وزراء الداخلية العرب.. وهو المجلس الإقليمي الأطول في عمر المجالس الإقليمية في المنطقة، ومنذ تأسيسه.. وهو يسير بدقة الساعة، وذلك مرده توفيق الله لرئيسه الذي استطاع بحنكته وحكمته وهدوء طبعه أن يدير هذا المجلس بنجاح منقطع النظير.
رغم الاختلافات في الآراء ووجهات النظر لأن جميع وزراء الداخلية العرب ينادون (أبو سعود) ولا يعتبرونه زميلاً بل أخاً كبيراً في حبه وتقديره واحترامه.
يؤهله عدله وعدم انحيازه لمصلحته الشخصية أو مزاجه، بل حرصه على مصلحة المجلس ووطنيته القومية، وسجاياه التي لا تتدخل إلا فيما يكون وراءه نجاح المجلس، ففرض احترامه وتقديره على الجميع.. فالكل يعزه ويجله.
الأمير نايف يقود حملة سعودية لا تهدأ في مساعدة الأهل في فلسطين.
كل هذه المؤهلات.. التي اكتسبها من خلال الطريق الشاق والطويل.. في حسن الأداء والانجاز للآخرين.. جذرت شخصية نايف في قلوب مواطنيه ومقيميه.. ومحبيه من العرب والمسلمين والأصدقاء.
فهم يتابعون أخبار علاجه ثم مشفاته بحمد الله ثم استجمامه. وما هذا الحشد المجتمع في مطار الملك عبدالعزيز بمحافظة جدة لاستقباله في عودته في سلامة الله إلى أرض الوطن وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان إلا ويمثلون أفئدة ملايين المواطنين والمقيمين والعرب والمسلمين.. في كل مكان، يعبرون بفرحتهم في عودته معافى.. والحب والتقدير لا يؤخذ بسهولة ولكنه ينتزع انتزاعاً.
وهذا الاستقبال في المطار والمتابعة والتلهف للأخبار.. كل في منزله أو مكتبه.. اهتمام عفوي صادق وحب حقيقي.. مرجعه الاحترام المتبادل.. والانجاز المقدر.
والأمير يأتي إلى وطنه بعد غيبة طويلة.. وبلده وإقليماه.. وكافة المنطقة أحوج ما تحتاج إلى مثله.
أدام الله عليه صحته وزاده توفيقاً إلى توفيقه.. وسدد خطاه بما يحقق المصلحة العامة للوطن والأمة.. وما توفيقي إلا بالله.
|