Sunday 1st September,200210930العددالأحد 23 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

تراجع الفيروسات.. معضلة جديدة أمام صناعة تأمين الإنترنت تراجع الفيروسات.. معضلة جديدة أمام صناعة تأمين الإنترنت

  * لندن رويترز:
كان النصف الأول من عام 2002 فترة هدوء مريب لخبراء الكمبيوتر الذين يراقبون ديدان الكمبيوتر وفيروساته مما أتاح للبعض التفاخر بفعاليته في مواجهتها على الرغم مما اتضح من أنه كانت هناك مبالغة في التوقعات بتفاقم المشكلة.
وليس لدى أحد تفسير قاطع للظاهرة، لكن النظريات تتنوع من استخدام برامج متقدمة لمكافحة الفيروسات إلى فرض قوانين أكثر صرامة ضد القراصنة والمتطفلين على أجهزة الكمبيوتر أو توخي المستخدمين قدراً أكبر من الحذر.
وفي العام الماضي قدر خبراء تأمين الإنترنت ان ديدان كود رد ونيمدا وسيكرام تسببت في خسائر بمليارات الدولارات وأدت إلى توقف شبكات للكمبيوتر لعدة أيام وأجبرت الشركات على اتخاذ إجراءات وقائية لمنع تكرار الهجمات. من ناحية أخرى، سلطت هذه الهجمات الأضواء على الشركات المسؤولة عن مكافحتها والتي طلبت من الشركات تحصين شبكات الكمبيوتر الخاصة بها ضد الغزاة غير المرئيين وإلا فقدت وقتاً وموارد ثمينة نتيجة تعطل شبكاتها أو فقد بعض الملفات.
وقال خبراء مكافحة الفيروسات إن المشكلة ستتفاقم في عام 2002 بالنسبة إلى الشركات التي لم تستعد لمواجهة الوضع إلا أنه لم يحدث ما يثير الفزع باستثناء تكرار ظهور الدودة كليز في البريد الإليكتروني في وقت سابق من هذا الصيف. وقال ميكو هيبونين مدير أبحاث مكافحة الفيروسات في اف سيكيور الفنلندية إن «كليز هي أكبر مشكلات هذا العام، إنها مفاجأة كبيرة لنا وللجميع في مجال مكافحة الفيروسات».
وفي العام الماضي حذر هيبونين من أن الفيروسات ستمتد إلى أجهزة الكمبيوتر المحمولة بما في ذلك كمبيوتر الجيب وما يسمى بالتليفونات الذكية وهو ما لم يحدث. وفي عام 2001 أصدرت اف سيكيور تسعة تحذيرات من فيروسات تحسباً لغزو مدمر.
وقال هيبونين إن الشركة لم تصدر أي تحذير هذا العام، وتوصلت الشركات الأخرى لمكافحة الفيروسات الأخرى للنتائج نفسها. وقال جراهام كلولي أحد كبار المستشارين الفنيين في سوفوس انتي فيروس في بريطانيا إن شركته رصدت مابين 600 و700 نوع جديد من الفيروسات كل شهر وهو نصف الرقم تقريباً موازنة بالعام الماضي.
وأوردت شركة سنترال كوماند في اوهايو أن هناك انخفاضاً في عدد الفيروسات في يوليو تموز موازنة بالشهر السابق. وتقول شركات أخرى إن عدد الفيروسات الموجودة ثابت موازنة بالعام الماضي إلا أن نسبة الإصابة بها تراجعت مما يثبت فعالية الإجراءات الوقائية وبرامج الكمبيوتر الجديدة لمكافحة الفيروسات. ولفت الهدوء في عمليات التطفل والقرصنة وكتابة برامج الفيروسات أنظار مسؤولي الأمن الحكوميين الأمريكيين. وصرح ماركوس ساكس المتحدث باسم لجنة تأمين الإنترنت الأمريكية لرويترز في مؤتمر قراصنة الإنترنت في لاس فيجاس في الاسبوع الماضى أنه تطور مشجع ولكنه محير، وشكلت اللجنة قبل عشرة أشهر. وتساءل «هل نشهد تغييراً في تفكير المتطفلين.. أم شعوراً وطنياً.. أم أننا أحسنا التعريف بالمخاطر وحماية الأنظمة». وأضاف انه على أي حال «تراجع عما رأيناه في العام الماضي». ويمكن ان تساعد عدة تفسيرات في توضيح أسباب تراجع هذا الاتجاه إذ إن الشركات اتخذت خطوات إضافية لتحصين شبكاتها وهو تطور يصفه العاملون في مجال مكافحة الفيروسات بأنه نصر كبير إلا أنه حد من حرية استخدام العاملين للبريد الإلكتروني. كما أظهرت النسخ الأحدث من برامج مكافحة الفيروسات فعالية بشكل خاص في مواجهة الفيروسات والديدان العشوائية التي تستخدم شفرة شائعة يستغلها معدو برامج الفيروسات من صغار السن.
كما عزا البعض تراجع جرائم الإنترنت إلى قوانين جديدة أيضا تفرض عقوبات صارمة تُراوح من السجن عشرة أعوام إلى السجن مدى الحياة على مرتكبي جرائم التطفل وكتابة برامج الفيروسات.
لكن تراجع الفيروسات حتى إذا لم يستمر طويلا يأتي في أوقات صعبة لقطاع تأمين شبكات الكمبيوتر الوليد إذ ظهر عدد من الشركات للاستفادة من الطلب على خدمات تأمين الشبكات في السنوات القليلة الماضية. وقال هيبونين «التراجع» في ظهور الفيروسات ليس لصالح صناعة مكافحة الفيروسات بصفة عامة، ولكن أود ان أراه يحدث إذ يوفر لنا موارد لنقوم بعمل غير مكافحة مشكلة لم يكن ينبغي لها أن تحدث من البداية». لكن آخرين مقتنعون أن من السابق لأوانه إعلان النصر وتحديد الجانب الفائز أو الخاسر. وحذر اورس جاتيكر المدير العلمي للمعهد الأوروبي لأبحاث مكافحة فيروسات الكمبيوتر «إنه الهدوء الذي يسبق العاصفة، ستكون هناك جولة أخرى، المشكلة أنه سيحدث تراخ إذا انتظرنا لفترة طويلة ولن نتمكن من التصدي لها».

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved