Sunday 1st September,200210930العددالأحد 23 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أحلامه كانت من طراز الملاحم الشعرية أحلامه كانت من طراز الملاحم الشعرية
الأسباب الحقيقية وراء حروب نابليون بونابرت

عندما زار الفيلسوف الفرنسي «روسو» جزيرة كورسيكا أعلن: «لدي شعور غامض بأنه في يوم من الأيام سوف تدهش هذه الجزيرة الصغيرة أوروبا بأسرها» وقد فعلت كورسيكا ذلك بالفعل، فقد ولد فيها نابليون بونابرت عام 1769 الذي هز أرجاء القارة الأوربية، ومنذ ذلك الحين كتبت عنه آلاف الكتب. وقد صدر حديثا كتاب بعنوان «نابليون» من تأليف المؤرخ البريطاني وأستاذ الأدب بجامعة ستريث كلايد البريطانية «فرانك ماكلين»، في كتاب من مجلد واحد جمع سيرة حياته.
وتعد سيرة «ماكلين« نوعا من الدراسة لحياة نابليون. وقد استند في كتابه إلى كل من «فرويد» و«يونج» لتحليل شخصيته، فجاء هذا الكتاب من أفضل السير في السلسلة الجديدة لسير نابليون (لقد بطل استعمال جميع كتب السير القديمة عن حياة نابليون التي كتبت قبل عام 1978، وذلك بعد اكتشاف وفاة نابليون نتيجة التسمم بالزرنيخ). ولم يصور ماكلين حياة نابليون بشكل ايجابي، ولكن في المقابل كان شديد القسوة عليه، سواء كجنرال وقائد جيش أو كرجل دولة، كما ركز على فشله في أن يقوم بلجم مارشالاته المرتشون والنخبة الحاكمة الخائنة، أو أشقائه الذين كانوا يتسمون بالجشع.
ولكون نابليون لا يبالي بأحد إلا الذين يحتاج إلى ولائهم فقط، فقد جاء ذلك الكتاب ليجسد ذلك الطموح الذي لا يعيقه ولا يقف أمامه أي مثل أو قيم. كما فند آراء جميع أصحاب السير السابقين الذين رأوا في نابليون أنه أكثر من مجرد فرنسي مشهور كان يطمح إلى المجد والعظمة، ذلك المثل الذي تكرر كثيرا منذ لويس الرابع عشر وحتى شارل ديجول.
أما بالنسبة إلى «ماكلين» فقد كان الفرق بين نابليون وبين القادة الآخرين هو أن أحلام نابليون كانت من طراز الملاحم الشعرية، وأن «عبقريته كانت من ذلك النوع الذي يحتاج إلى حروب مستمرة لكي تذكي جذوتها. في الوقت الذي كانت جميع الآمال التي علقت عليه محض أوهام».
كما عرض ماكلين الأسباب المادية الحقيقية التي كانت وراء حروب نابليون، وقام بعرض ووصف معاركه كلها بالصورالإيضاحية، كما أكد في كتابه أن معظم معاركه لم تظهر عبقرية حربية (باستثناء معركة أوسترليتز)، بل كان ربما أكثر وضوحا عن حياة الجنرال الخاصة وعلاقاته الشخصية. والتي يزعم فيها أن نابليون كان يشعر برضا في أذية الذات، وقد صرح نابليون يائسا في عام 1814 عندما كانت إمبراطوريته تنهار من حوله، «إن الممثل الحقيقي لهذه الأمة هو أنا؛ إن فرنسا بأشد الحاجة إليّ أكثر مما أحتاج أنا إليها» وكما يقول ماكلين في كتابه إن الوضع لا يزال كذلك حتى الآن؛ وذلك لسعي فرنسا الحثيث إلى كتابة وتنمية أسطورة ذلك الرجل، وعلى الرغم من براعة ماكلين كباحث تاريخي وكاتب سير محنك، فإن هؤلاء المتحمسين لنابليون لن يشعروا أن هذه السيرة ترقى إلى مستوى السيرة التي كتبها آلان شوم في عام 1997 عن نابليون بونابرت، على الرغم من أن هذه السيرة تعد الأفضل سواء من الجانب النفسي أو أسلوب الكتابة. كما تحتوي على 16 صفحة من الرسوم التوضيحية والمراجع.
نبذة عن الكاتب
فرانك ماكلين تعلم في أكسفورد وفي جامعة لندن. ويعمل كاتبا محترفا. وقد فاز بجائزة شيلتينهام لعام 1985 للآداب عن كتابه «الجيش الموالي للملك جيمس في انجلترا». وكتب عددا من السير المدوية، ويعمل الآن أستاذا زائرا في قسم الآداب في جامعة ستريثكلايد.

المؤلف: Frank McLynn
الناشر: Arcade

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved