Sunday 1st September,200210930العددالأحد 23 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

باحث متخصص في دراسات الإرهاب باحث متخصص في دراسات الإرهاب
الادعاءات الأمريكية لضرب العراق لا تستند إلى أسس قانونية

  * واشنطن خدمة الجزيرة الصحفية :
قال جون باسيل يوتلاي المراسل السابق لمجلة نايت رايدر والباحث المتخصص في دراسات الإرهاب والتهديدات الإرهابية إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا هي التي زودت النظام العراقي بالأسلحة الكيميائية وتعلم جيدا انها صارت في خبر كان بعد عملية التجريد الشاملة التي تعرضت لها الترسانة العراقية في أعقاب حرب الخليج الثانية.
وأشار الى انه ورغم المرات العديدة التي سمح فيها العراق بعودة المفتشين عارضت الولايات المتحدة كل المحاولات الرامية إلى رفع الحصار الاقتصادي المفروض عليها مما جعل العراق يشكك في نزاهة عمليات التفتيش وجديتها.
وفيما يلي رده على الادعاءات الأمريكية التي تتذرع بها لضرب العراق والتي نشرت في موقع آنتي وور على شبكة الانترنت .
* العراق متورط في الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة يوم11 سبتمبر وأصبحت على مشارف امتلاك أسلحة نووية.
- لقد شن حزب الحرب في الإدارة الأمريكية حملة واسعة النطاق في الإعلام الأمريكي تمهيدا للهجوم على العراق مرة ثانية والأمريكيون أكثر من يعلم أن صدام حسين هو العدو الأول للأصوليين ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون حليفا لأسامة بن لادن في التخطيط لعمليات سبتمبر وتنفيذها ولم يحدث أن رأينا صدام حسين وهو يرتدي عباءة الفرسان وينادي للحرب المقدسة ورغم أنه يؤيد عمليات المقاومة التي ينفذها الفلسطينيون ضد الإسرائيليين؛ ليس هناك دليل واحد يثبت انه يدعم الإرهاب العالمي دعك من كل هذا وحاول أن تحصل من الإدارة الأمريكية على دليل يثبت أن العراق لديه أي قدرات نووية أو أنه وفر أسلحة كيميائية أو بيولوجية لأي دول أخرى من دول الجوار كما تدعي الإدارة الأمريكية وقبل أن تفعل اعلم أنه لو كان الأمريكيون يملكون تلك الأدلة لما توانوا لحظة واحدة في الإعلان عنها وفضح النظام العراقي على الملأ.
أسلحة الدمار الشامل
* إذا لم نضرب العراق فسوف يستخدم صدام حسين أسلحة الدمار الشامل ضدنا أو ضد جيرانه أو إسرائيل.
-أولا: لم نصدق بعد الادعاء القائل بأن العراق لديه أسلحة دمار شامل، ثانياً: صدام حسين ديكتاتور مستبد متغطرس؛ لكن لم يصفه أحد من أعدائه أو حلفائه بأنه شخص متهور أو غير متزن عقليا صحيح أنه كان يمتلك تلك الأسلحة إبان حرب الخليج الأولى؛ لكنه لم يستخدمها خشية تحوله لمصدر تهديد للدول القوية في المنطقة الأمر الذي يجر عليه عواقب وخيمة منها تعريضه لنسف ترسانته مثلما حدث عندما ضربت إسرائيل عام 1980المفاعل العراقي تموز، إسرائيل نفسها تملك حسب آخر التقارير المعلنة 200 قنبلة كيماوية؛ ومع ذلك قرار استخدامها ضد أعدائها مهما كانت ظروف الصراع وملابساته ليس قرارا سهلا ثم أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا هي التي زودت النظام العراقي بالأسلحة الكيميائية وتعلم جيدا انها صارت في خبر كان بعد عملية التجريد الشاملة التي تعرضت لها الترسانة العراقية في أعقاب حرب الخليج الثانية ومسألة تهديد الجيران مسألة مشكوك فيها؛ لأن دول الجوار تعترض بشدة على ضرب العراق بل وجاء الاعتراض من معظم دول الخليج وعلى رأسها السعودية والكويت فلو كان التهديد حقيقيا فلماذا تعترض تلك الدول على ضرب العراق؟
عودة المفتشين
* العراق يرفض عودة مفتشي الأمم المتحدة ومزاولة أنشطة البحث عن برامج أسلحة الدمار الشامل وتمشيط مستودعات الأسلحة الجرثومية والكيميائية لهذا السبب لابد أن نبادر بضرب العراق.
- غير صحيح لقد سمح العراق لمفتشي الأمم المتحدة القيام بالمهام الموكلة إليهم منذ عام 1991 وحتى الآن رغم أن بعض أعضاء فرق التفتيش تورطوا في أنشطة تجسسية لحساب إسرائيل والولايات المتحدة ورغم المرات العديدة التي سمح فيها العراق بعودة المفتشين عارضت الولايات المتحدة كل المحاولات الرامية إلى رفع الحصار الاقتصادي المفروض عليها مما جعل العراق يشكك في نزاهة عمليات التفتيش وجديتها ولعل أبلغ دليل على عدم فائدة تلك العمليات وان الولايات المتحدة تستخدمها كذريعة للضرب والهيمنة ما أعلن عنه سكوت ريتر كبير المفتشين التابعين للأمم المتحدة والذي شارك في إحدى مهام التفتيش داخل العراق في حديثه مع قناة سي.إن.إن الأمريكية يوم 12001/2/8 حيث قال: فيما يتعلق ببرامج أسلحة الدمار الشامل فقد تم تدمير تلك الأسلحة تدميرا تاما على يد مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة في مطلع عام 1996 ثم تأتي مادلين أولبرايت لتقول عن إمكانية رفع الحصار أثناء ولاية كلينتون: إننا لا نتفق مع الدول التي تزعم أن العراق قد أذعن للشروط المفروضة عليه من حيث أسلحة الدمار الشامل أو من حيث رفع الحصار المفروض عليه ثم صدر تصريح آخر أكثر عنادا وقسوة من كلينتون ذاته حين قال: ستظل العقوبات والحصار مفروضين إلى الأبد أو مادام صدام حسين حيا يرزق.
ولما جاءت إدارة بوش الابن لم يصدرأي تصريح بشأن تعديل هذا الموقف أو تغييره.
في عام 1998 فرضت واشنطن مطالب جديدة على بغداد منها الحصول على الملفات الخاصة بموظفي الحكومة العراقية وحين سمح للمفتشين بالعودة إلى العراق جابوا طول البلاد وعرضها فيما رأت بغداد أن المطالب الأمريكية تزداد يوما بعد يوم دون أمل في رفع الحصار المفروض عليه ثم قدم العراق شكوى للأمم المتحدة قال فيها: إن المفتشين التابعين للمنظمة الدولية كانوا عملاء في المخابرات البريطانية والأمريكية (قال ريتر سكوت في حديث آخر له مع شبكة سي.إن.إن يوم 2001/1/5 إنه كان يتعامل مع المخابرات الإسرائيلية منذ 1995 وحتى 1998) بعدها شن كلينتون هجمات أخرى على العراق موظفا فيها المعلومات التي حصل عليها من المفتشين الجواسيس التابعين للأمم المتحدة وذلك لقصف أهداف محددة داخل الأراضي العراقية والعراق لديه الآن مخاوف من أن يتكرر نفس الأمر مجددا في حالة عودة المفتشين.
الحصار الاقتصادي
* إنها غلطة صدام في أن تسبب في وفاة نصف مليون طفل منذ فرض الحصار الاقتصادي. كان بإمكانه أن يوفر الغذاء والدواء لشعبه لو انه توقف عن الإنفاق على شراء الأسلحة.
- من المعلوم لدى الجميع أن كافة مبيعات النفط العراقي يتم الإشراف عليها من قبل الأمم المتحدة وتخضع لاستقطاعات تصل إلى 35 في المائة وتحصل عليها الأمم المتحدة لقاء الأنشطة والنفقات الخاصة بمسؤوليها ورغم أن واشنطن وافقت من قبل على برنامج النفط مقابل الغذاء وسمحت بتصدير الغذاء والدواء إلى العراق؛ لكنها لا تكف عن ممارسة دور المعترض على دخول أي شيء يساعد على إعادة بناء العراق فقد حظرت قرابة عشر سنوات تصدير مادة الكلور المستخدم في تعقيم مياه الشرب ومنعت كافة الأجهزة والآلات الخاصة بمد شبكات الكهرباء أو الصرف الصحي أو الري بل إنها منعت تصدير أقلام الرصاص التي يستخدمها الأطفال في المدارس (نشرت جريدة نيويورك تايمز في افتتاحيتها يوم 12001/2/1 ان الدبلوماسيين الأمريكيين في الأمم المتحدة قد أوقفوا صادرات قيمتها ملايين الدولارات إلى العراق كانت تضم مستلزمات خاصة بالنقل المدني وتوليد الطاقة الكهربائية بل والأدوية الطبية) ورغم اعتراض الأوروبيين على هذه القسوة والوحشية من جانب الأمريكيين واصلت واشنطن نفس السياسة.
طلبات تعجيزية
* إذا سمح العراق بإجراء عمليات التفتيش على النحو المطلوب ستوافق واشنطن على رفع الحصار لكن يجب أن يتخلص العراق من أسلحة الدمار الشامل ويقدم الأدلة التي تثبت أنه لن يعود إلى تصنيعها مجددا في المستقبل.
- أكد المسؤولون في الأمم المتحدة منذ فترة ليست ببعيدة أنه لا علاقة بين موضوع التفتيش ومسألة الحظر الاقتصادي ومنطقيا لا تستطيع أي دولة تقديم دليل على أنها لن تفعل شيئا ما في المستقبل بغض النظر عن طبيعة هذا الشيء ويعلم الأمريكيون بل أي طالب يدرس ألف باء كيمياء وفيزياء أن الأسلحة الكيميائية الفتاكة يمكن تحضيرها في مكان لا تتعدى مساحته متر في متر فما معنى الأدلة التي يطلبها الامريكيون إذاً؟ ضف إلى ذلك أن الأسلحة الكيميائية والبيولوجية تعد المعادل الأقل تكلفة للأسلحة النووية وضمان عدم تصنيعها في أي دولة على مدى عشر سنوات مستقبلا مسألة تكاد تكون مستحيلة.مرة أخرى يقول سكوت ريتر في حديث كانت قد أجرته معه شبكة إن.بي.سي توداي في عام 1998 إن الولايات المتحدة كانت تتعمد دائما استغلال ورقة المفتشين كذريعة لضرب العراق وتعجيز أي مبادرة لرفع الحصار عليه وأوضح ان الحكومة العراقية لم تبادر من قبل بطرد المفتشين إلا بعد أن يثيروا مسائل تتعلق بالسيادة والاستقلال وساعتها تقدم الأمم المتحدة بتوجيه من الولايات المتحدة وبريطانيا إلى سحب المفتشين.
صدام هو المستهدف
* الحصار المفروض على الشعب العراقي ليس غلطة الولايات المتحدة ؛ وإنما يسأل عنه النظام العراقي نفسه فكل ما تفعله الولايات المتحدة موجه ضد شخص صدام حسين وليس ضد الشعب العراقي.
- قدمت بريطانيا والولايات المتحدة خطة سلام تطالب العراق بالإذعان لكل مطالب التفتيش على ان يستمر الحصار الاقتصادي إلى ما لا نهاية في المقابل قدمت فرنسا وروسيا خطة أخرى (سقطت بحق الفيتو الأمريكي) تسمح برفع الحصار على الفور مقابل الاستمرار في عمليات التفتيش ومنع دخول أي مستلزمات عسكرية إلى الأراضي العراقية وفي جميع الأحوال كانت واشنطن تطالب صدام حسين بتقديم نفسه للمثول أمام محكمة جرائم الحرب أو التنازل عن السلطة وهي مطالب تعلم مسبقا أنها غير قابلة للتحقيق الأمر الذي يجعل الشعب العراقي ألعوبة في يد هؤلاء وهؤلاء ويؤخذ بجريرة ديكتاتورية حاكمة وجبروت القوى العظمى وقد أعربت دول عديدة عن دهشتها من أمر الحظر الاقتصادي؛ زاعمة أنها حين وافقت عليه إبان أزمة الخليج الثانية لم تكن تعلم أنها سوف تستمر كل هذه السنوات مع الأخذ في الاعتبار أن الحظر بهذا الشكل يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان.
السلاح الكيماوي
لقد استخدم صدام حسين الأسلحة الكيميائية وخاصة سلاح الغازات السامة ضد شعبه.
- الأفعال الوحشية دائما ما تكون الذريعة التي تبرر بها الولايات المتحدة للتدخل في شؤون الغير نعم صدام حسين فعل هذا لا أحد ينكر ذلك ولا أحد ينكر أن الولايات المتحدة ارتكبت نفس الصنيع في واكو لقد تسبب غاز سيتو الذي استخدمته المباحث الفيدرالية في قتل الأطفال الذين لم يستطيعوا التكيف مع أقنعة الغازات ثم أنشأوا خليطا من المتفجرات التي تشتعل في كل من يقترب منها وتقتله.
ادعاءات كاذبة
* الحرب ضد العراق ستكون خاطفة وسهلة والشعب العراقي سوف يرحب بالأمريكيين لأنهم سيخلعون حاكمهم الديكتاتور الطاغية وستقوم أمريكا بعد ذلك بتأسيس حكومة صديقة تكون قادرة على الإمساك بزمام الأمور والتخلص من أسلحة الدمار الشامل.
- الادعاء بأن أمريكا ستلقى كل ترحيب بعد ضرب وقتل مئات الآلاف من المدنيين العرب (وهو ما نفعله دائما) ادعاء غير حقيقي وكاذب الأهم من ذلك ان الإدارة الأمريكية الحالية تركت لدى العالم العربي انطباعا سيئا للغاية عن سياساتها؛ فالعرب ينظرون لأمريكا على أنها أداة في يد إسرائيل تفعل بها ما تشاء وقت ماتشاء ومن المرجح أن تؤدي تلك السياسة التعسفية القائمة على الانفراد بالتصرف إلى شن حرب عصابات ضد المدنيين الأمريكيين في كل مكان فضلا عن تفسخ وحدة الأراضي العراقية وما يتبع ذلك من الوقوع في صراعات طائفية تنقل المنطقة إلى مرحلة جديدة من الفوضى وعدم الاستقرار هذا إلى جانب الفوضى الاقتصادية التي ستحل على البلاد التي لها تعاملات تجارية حيوية مع العراق وعلى رأسها تركيا والأردن ثم لا تستبعد ظهور ديكتاتور جديد أو حكومة موالية للأمريكيين على حساب اعتبارات أخرى استراتيجية الحرب حين تقع لا يعلم أحد متى ستنتهي.
هذه قاعدة تعلمناها من التاريخ وينبغي أن نأخذ في الاعتبار أيضا أزمة النفط وتعريض المصالح الأمريكية للتهديد والفوضى.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved