الجدل الدائر حول ما إذا كان على الولايات المتحدة الذهاب إلى حرب ضد العراق يتعين عليه ألا يتجاهل ما سيترتب من رد فعل إيراني.
اتهمت ادارة بوش إيران «بإيواء» محاربي القاعدة الفارين من أفغانستان، كما ضمتها أيضا إلى «محور الشر»، واستنكر الرئيس بوش «السياسات الهدامة» للحكومة الإيرانية، وهددت كلاً من أمريكا وإسرائيل بضربات عسكرية وقائية محتملة ضد المنشآت النووية الوليدة لإيران، مع ذلك فان كل الاعتبارات المختلفة الأخرى تعمل بقوة ضد تحالف إيراني مع العراق:
** لا تزال إيران تنظر إلى العراق كمصدر تهديد رئيسي لأمنها الوطني، وفي حرب السنوات الثماني ضد إيران، أمطر العراق المدن الإيرانية بصواريخ سكود وقام باستخدام الغازات السامة ضد إيران، متسببا في قتل ربع مليون على الأقل، ومنذ انتهاء الحرب في عام 1988، لم تكن هناك أي معاهدة سلام بينهما.
** تعارض إيران كما هو الحال مع معظم الدول المسلمة الأخرى والصين، وروسيا، والدول الأوروبية خروج أمريكا للحرب ضد العراق، غير أن ذلك لا يحبب نظام صدام حسين لإيران، وبما يدعو للسخرية، تسعى الولايات المتحدة الآن ل«تغييرالنظام» في العراق، وذلك ما ظل يدعو إليه آية الله خميني طوال الحرب العراقية الإيرانية، وحينذاك أعانت الولايات المتحدة النظام العراقي على الصمود، الفارق مهم بالطبع.
لقد غزا العراق إيران، غير أنه لم يكن مصدر تهديد للولايات المتحدة.
بالقطع، ستدعو الفصائل المقاتلة المحافظة، كما فعلت في أثناء حرب الخليج، لمشاركة إيران في الحرب ضد الولايات المتحدة، وفي حال قيام إيران باشراك قوات مع العراق، سيكون من الصعب تجنب حرب مع الولايات المتحدة، غير أن الاقتصاد الضعيف والمطالب الشعبية المتصاعدة لإصلاحات اجتماعية وسياسية أسباب تقف ضد الحرب.
والأكثر أهمية، في استطلاع للرأي جرى عام 2000، عبر 55 في المائة من الإيرانيين عن تأييدهم لاستعادة العلاقات مع الولايات المتحدة.
الراجح أن إيران ستأخذ موقفاً حيادياً كما فعلت في حرب الخليج حينما كسبت ثناء وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر والرئيس الأسبق بوش.
وقد تحتاج الولايات المتحدة إلى تعاون إيران، قريبا، متى خرجت لحرب مع العراق، أفلا يكون أكثر حكمة أن تمسك ادارة بوش، من الآن وحتى ذلك الوقت، عن اسلوبها الخطابي الذي يفاقم أكثر علاقات إيران مع الولايات المتحدة؟
* كريستيان ساينس مونيتور خدمة الجزيرة الصحفية | 
