تعددت مواعيد وسيناريوهات الحرب الأمريكية التي تعتزم الولايات المتحدة شنَّها على العراق، فقد أدى التكتم الأمريكي عن الموعد والكيفية التي ستنتهجها القوات الأمريكية إلى تداول العديد من المواعيد وخطط الحرب، وتسابقت الصحف العالمية وحتى الأمريكية والعربية إلى ترديد ما يسمعه مراسلوها، وبعضها تنقل عن صحف أخرى إلى حدِّ أنّ بعض الصحف العربية نقلت عن صحيفة أحرانوت الإسرائيلية التي زعمت أن كبار الضباط الأمريكيين قد أبلغوا زملاءهم الإسرائيليين بموعد بدء الهجوم على العراق، وتكذب الصحيفة أكثر عندما تذكر أنّ الضباط الإسرائيليين أبلغوا نظراءهم الأردنيين بالموعد...!! وهذا الكلام غير منطقي، فحتى إذا اقتنعنا أن الأمريكيين قد يبلغوا الإسرائيليين بالموعد التقريبي حتى يأخذ الإسرائيليون حذرهم بحكم العلاقة الاستراتيجية المتميزة بين المؤسستين العسكريتين في أمريكا وإسرائيل، إلا أنه من المستحيل أن يسرِّب الضباط الإسرائيليون هذا السر إلى ضباط عرب أردنيين أو غير أردنيين.
وهكذا فإنّ الرواية الإسرائيلية مثلها مثل غيرها من الروايات التي دأب الأمريكيون والإسرائيليون على إشاعتها ربما بهدف إرباك العراقيين الذين حتماً سيضعون كل رواية في الاعتبار رغم تعارض الكثير منها مع المنطق وسياق الأحداث.
أمّا آخر ما تتداوله الدوائر السياسية والإعلامية عن موعد الهجوم الأمريكي على العراق فهو ما ذكره رئيس لجنة العلاقات الدولية في المجلس الفيدرالي الروسي ميخائيل مارغيلوف الذي حدَّد يوم الحادي عشر من سبتمبر ليتوافق الهجوم مع الذكرى الأولى للعمليات الإرهابية التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن سعياً وراء دعم شعبيٍّ أمريكي واسع النطاق، ويهدف المخططون الاستراتيجيون، كما يرى المسئول الروسي، يهدفون من وراء اختيار هذا الموعد إحراج المعارضين للحرب داخل الولايات المتحدة الأمريكية سواء في الكونغرس الأمريكي من أعضاء الحزب الديمقراطي المعارض... أو بعض النواب الجمهوريين... ويسعى الملتفون حول الرئيس جورج بوش من الداعين للحرب إلى تصوير شنّ الحرب في ذكرى أحداث 11 سبتمبر كسب تأييد للحزب الجمهوري مما ينعكس إيجابياً على الانتخابات القادمة لاختيار الأعضاء المكملين في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين وحكام الولايات، خاصة وان الكثير من هؤلاء الحكام يعانون من ضعف التأييد ومنهم أخ الرئيس جيب بوش حاكم فلوريدا. ويعتقد من حدَّد موعد 11 سبتمبر بأنه سيعيد تأييد الأمريكيين بالنسبة العالية السابقة للرئيس جورج بوش مما يساعد على نجاح مرشحي الحزب الجمهوري.
|