Sunday 1st September,200210930العددالأحد 23 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الهجوم على العراق يحتاج لقدرات عسكرية برية كبيرة الهجوم على العراق يحتاج لقدرات عسكرية برية كبيرة
الحرب ليست وشيكة رغم الدفع الإعلامي لها

  * لندن - اليستر ليون - رويترز:
يظل الغموض يكتنف الخطط الامريكية بشأن الحرب على العراق وربما لن تنشب الحرب إلا بعد شهور وان دقت ادارة بوش طبولها.
قال خبراء عسكريون وامنيون انهم لا يرون سوى علامات قليلة تدل على نوع الحشد العسكري المطلوب لغزو العراق بريا او حتى الاتفاق حول الشكل الذي سيكون عليه.
وعبّر كثيرون عن حيرتهم لغموض موقف ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش والانقسامات الموجودة داخلها على ما يبدو حتى لو انها تسمح بارسال اشارات مشوشة عن عمد بهدف الارباك والابقاء على عنصر المفاجأة.
قال السير تيموثي جاردن الخبير العسكري في المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن «هناك الكثير الذي يحتاج الى انجازه والمخططون في حاجة الى اتفاق بين البنتاجون ووزارة الخارجية على سبيل المثال على المطلوب منهم عمله».وتابع قائلا «الاليات تشير الى انه اذا كنت تريد بدء عملية جادة تحتوي على مكون كبير من القوات البرية فانك لا تستطيع عمل ذلك بسرعة كبيرة... وكل من اتحدث اليهم يقولون انه لا توجد بعد توجيهات فيما يتعلق بالتخطيط لاي شيء محدد».
ورفع ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي حرارة النقاش بشدة الاسبوع الماضي عندما القى كلمات اسهبت في عرض رأي الادارة الامريكية بشأن عمل قوي للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين قبل ان يتمكن من استخدام ترسانته المزعومة من اسلحة للدمار الشامل ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
وأثارت تصريحاته انتقادات العديد من حلفاء امريكا الاوروبيين والعرب الذين ابدوا استياءهم من احتمال غزو العراق وخصوصا انه غزو يفتقر الى عقوبات محددة من الامم المتحدة في وقت تشتعل فيه بالفعل الاشتباكات بين القوات الاسرائيلية والفلسطينيين في المنطقة.
لكن فيما يحتدم النقاش في واشنطن وفي اماكن اخرى من العالم لم يقدم بوش على خطوة كبيرة لتوضيح تفكيره.
وعندما سئل ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الامريكية يوم الخميس الماضي عن مؤتمر مقرر عقده الشهر القادم لمعارضين عراقيين لانتخاب حكومة في المنفى تحظى بتأييد الولايات المتحدة قال ان هذا الاجتماع «سيكون سابقا لأوانه» لأن بوش لم يتخذ بعد قرارا باستخدام القوة.
ويذهب الرأي المتعارف عليه الى القول بان التوقيت الامثل لغزو كبير يشارك فيه نحو 250 الف جندي سيكون في الفترة بين نوفمبر تشرين الثاني ومارس اذار كيلا يضطر الجنود الذين يرتدون سترات واقية من الاسلحة الكيماوية للحرب في حرارة الصيف.قال بول بيفر من مجلة جينس لشؤون الدفاع «لا اعتقد ان الحرب وشيكة لكنها قد تكون في غضون الاشهر الستة القادمة».
واضاف «التعبئة قد تبدأ بشكل جيد في اكتوبر ويمكن ان نرى شيئا يحدث في يناير او فبراير».
ويقول بعض المحللين ان تحركا سابقا على ذلك سيكون واردا اذا اختار بوش تشكيل قوة ضاربة اصغر حجما تدعمها قوة جوية تتوجه الى بغداد مباشرة خلف خطوط الوحدات العراقية في المحافظات، وسيعتمد بديل آخر يتطلب تعبئة قصيرة نسبيا على شن هجمات جوية ونشر قوات خاصة لدعم ثوار عراقيين معدة للتصدي لقوات صدام حسين.
قال مصطفى علاني المحلل العراقي المقيم في لندن ان «التخطيط ابعد ما يكون عن الاكتمال».واضاف «الافكار والسيناريوهات العسكرية موجودة لكنها لم تنضج لتصبح خطة متكاملة ومتماسكة».
ويرى بعض المحللين ان بوش قد يتردد في بدء هجوم قبل انتخابات الكونجرس في نوفمبر تشرين الثاني المقبل خشية حدوث انتكاسة عسكرية غير متوقعة. ويرد آخرون بان مرشحي الحزب الجمهوري حزب بوش قد يستفيدون في الانتخابات من صعود مشاعر الوحدة الوطنية والمشاعر الوطنية التي من المتوقع ان تولدها الحرب.
وقال ستيفين سايمون نائب رئيس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن انه لا يزال امام ادارة بوش الكثير الذي يتعين انجازه لتحقيق تأييد عام داخلي ولكسب حلفاء في الخارج في الهجوم على العراق.
وقال «لا يؤيد شيوخ الحزب الجمهوري (الهجوم) الى الآن ما عدا وزير الخارجية الامريكي الاسبق هنري كيسنجر» مشيرا الى الانتقادات التي عبّر عنها بعض الجمهوريين الكبار الذين عملوا مع جورج بوش الاب عندما كان رئيسا للولايات المتحدة.
واشار سايمون الى انه يتعين على البيت الابيض ان «يخوض صراعا» مع الكونجرس حول مسألة سلطات اعلان الحرب وان يقدم حججا مقنعة في جلسات الكونجرس حول اهداف الحرب والمقرر ان تبدأ هذا الشهر.
واضاف «ان الطريق قطع على عمل الادارة دوليا. يشعرون بقوة انهم ليسوا بحاجة لقرار جديد من الامم المتحدة إلا ان الاصوات المخضرمة تنصحهم (بالحصول على قرار)».
واللجوء الى الامم المتحدة ربما لاستصدار قرار من مجلس الامن يعطي العراق مهلة لقبول التعاون مع مفتشي الاسلحة التابعين للمنظمة قد يريح حلفاء واشنطن القلقين لكنه قد يؤجل اي عمل عسكري.
وقال المحللون ان الاشارات التي تدل على توقيت الغزو من قبيل تحركات القوات او تخزين الاسلحة والمعدات والوقود لم يتجسد في اي شكل حاسم.
لكن المعارضة المعلنة من قبل جيران العراق جميعا أثارت تساؤلات لم تجد اجابة حول اي قواعد في المنطقة ستكون متاحة لواشنطن ان كانت هناك اي قواعد.
لكن البحرية الامريكية لم تؤكد في وقت سابق من هذا الشهر انها تبحث عن سفينة كبيرة لنقل طائرات هليكوبتر واسلحة من الولايات المتحدة الى البحر الاحمر، كما امرت سفينة بنقل عتاد عسكري من اوروبا الى الشرق الاوسط.
ومنح البنتاجون عقدا هذا الشهر لشركة ميرسك للنقل البحري ومقرها الولايات المتحدة لتشغيل ثمانية سفن مجهزة لنقل ذخيرة ودبابات وسيارات اسعاف. وستنشر هذه السفن بالقرب من قاعدة دييجو جارسيا العسكرية في المحيط الهندي.
وقال جاردن ان العدد الاجمالي لجنود الاحتياط الامريكيين تحت الاستدعاء يتراجع تراجعا طفيفا في الوقت الحالي.
واضاف «اذا كانوا يعدون لعملية برية كبيرة فمن غير المتوقع ان يقلصوا استدعاء جنود الاحتياط لكن يقومون بتعبئتهم».
رامسفيلد يتحدث لمجموعة من القوات المارينز في احدى القواعد الأمريكية.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved