Sunday 1st September,200210930العددالأحد 23 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أشاروا إلى أن واشنطن ليست في حاجة لأعداء جدد أشاروا إلى أن واشنطن ليست في حاجة لأعداء جدد
زيني وشوارزكوف وكلارك ينضمون لقائمة المعارضين لضرب العراق

  * واشنطن - الوكالات:
أفادت نتائج استطلاع للرأي نشرته أمس الجمعة محطة «سي ان ان» التلفزيونية الاميركية واسبوعية «تايم» ان نسبة الاميركيين المؤيدين لارسال قوات برية الى العراق انخفضت من 70% في كانون الاول/ديسمبر الماضي الى 51% في نهاية آب/اغسطس.
وأضاف الاستطلاع ان عدد المعارضين لتدخل اميركي في العراق ارتفع من 22% الى 40% خلال الفترة نفسها. واعلن 49% من الاشخاص الذين شملهم التحقيق ان عملا عسكريا ضد العراق سيؤدي الى نزاع طويل ومكلف قبل ان تتمكن واشنطن من اعلان نصرها و15% من اعتبرواان الولايات المتحدة ستضطر الى الانسحاب من العراق من دون كسب الحرب.
هذا ويعارض جنرالات اميركيون متقاعدون معفيون من واجب الاحتياط شن عملية اميركية من طرف واحد ضد العراق، منضمين بذلك الى معسكر المعارضين لمثل هذه العملية، في مواجهة المتحمسين لها من المدنيين.
واعتبر ثلاثة جنرالات باربع نجوم (اعلى رتبة عسكرية في الولايات المتحدة) خلال الايام الاخيرة انه سيكون من غير المبرر شن هجوم سريع بدون مساعدة الحلفاءلاطاحة الرئيس العراقي صدام حسين الذي تسعى ادارة جورج بوش الى الاطاحة به.
وهؤلاء الضباط هم الجنرال انتوني زيني الرئيس السابق للقيادة العسكرية المركزية، والجنرال نورمان شوارزكوف الذي قاد عملية «عاصفة الصحراء» ضد العراق عام 1991، والجنرال ويسلي كلارك القائد العام السابق لقوات الحلف الاطلسي الذي قاد حرب كوسوفو عام 1999.وتساءل ويسلي كلارك في تصريحات صحافية «لم العجلة» في شن حرب «ينبغي ان تكون الخيار الاخير». داعيا الى «اجماع دولي» مسبق.
وتضاف اصوات الضباط الثلاثة الى صوت الجنرال السابق برنت سكوكروفت، المستشارالسابق لشؤون الامن القومي في عهد الرئيس جورج بوش الاب.
واعلن سكوكروفت اخيرا «لا تهاجموا العراق» الآن، لان ذلك «سيعرض للخطر الحملة الدولية ضد الارهاب التي باشرناها، بل سيدمرها»، وسيدخل البلبلة الى الشرق الاوسط.
وينتمي سكوكروفت الى الجناح المعتدل من الحزب الجمهوري الذي اعتبر ان حرب الخليج عام 1991 كانت تهدف الى طرد العراقيين من الكويت، وليس الى الاطاحة بالنظام العراقي. وزيني عسكري صريح النبرة، وقد ادلى اخيرا بتصريح في فلوريدا اثار الجدل في الولايات المتحدة.واعتبر في تصريح لصحيفة تامبا تريبيون ان الاولوية تكمن في مكافحة تنظيم القاعدة، معتبرا ان «اميركا ليست بحاجة الى اعداء جدد» سيظهرون في العالم الاسلامي اذا ما هاجمت العراق.
واضاف زيني «من المثير للاهتمام في مطلق الاحوال ان يكون جميع الجنرالات من هذا الرأي» في حين ان «الآخرين الذين لم يطلقوا النار مرة تتملكهم الرغبة في خوض حرب».
وذكر من وجوه معسكره سكوكروفت وشوارزكوف، وكذلك وزير الخارجية كولن باول.الرئيس السابق لهيئة اركان الجيوش الاميركية، الذي يتجنب التحدث عن القضية العراقية، وهو شديد التحفظ حيال عملية اميركية من طرف واحد.
ويحتل زيني موقعا مميزا، خصوصا وانه الموفد الخاص الاميركي الى الشرق الاوسط.
غير ان الخبير العسكري مايكل فيكرز رأى انه «ينبغي ألا نبالغ في مدى الانقسامات» بين السياسيين المدنيين والعسكريين السابقين.
وقال في تصريح لوكالة فرانس برس ان «تصريحات زيني غير اعتيادية لانه يضطلع بمهام غير رسمية في الادارة، لكنه لطالما عارض اطاحة صدام حسين بالقوة، وهو يراهن على سياسة احتواء».
كذلك تحدثت الصحف الاميركية خلال الاشهر الماضية عن ابداء المسؤولين العسكريين في البنتاغون معارضة حيال اللجوء الى القوة من طرف واحد ان لزم الامر، ان لم يساهم الحلفاء العرب والاوروبيون في الحملة مثلما في حرب الخليج الاولى.
غير ان فيكرز يعتقد ان القادة العسكريين سيمتثلون لقرار البيت الابيض، ايا كان.
وقال ان «الجدل في نظرهم يكمن في معرفة كيف يمكن شن الحرب ومتى، وفي التأكد من الوصول الى القواعد» من حول العراق.
وان كان بوش افاد انه يتريث ولم يتخذ قرارا بعد، فان نائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفلد يدعون الى شن الحرب. معتبرين انه ينبغي وقف «صدام» قبل ان يمتلك السلاح النووي.
ويؤكد رامسفلد ان المهم هو «اتخاذ القرار الصائب» وليس السعي الى الاجماع بين حلفاء سيتبعون في مطلق الاحوال القرار الاميركي.
هذا وقد نفى البيت الابيض ليل الجمعة السبت فكرة وجود خلافات مع وزارة الخارجية الاميركية حول مسألة العراق واعلن ان الحكومة الاميركية تتبنى موقفا واحدا بهذا الشأن.
وفي تصريح اقرب الى التوضيح ذكر المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان بان «وزارة الخارجية عبّرت عن رأيها مؤخرا في هذه المسألة كما تحدثنا نحن وهناك اجماع في موقف الادارة الاميركية بشأن العراق، اننا نتكلم بصوت واحد».
واضاف ان «سياستنا معروفة وتتطلب تغيير النظام في العراق»، مؤكدا من جديد ان الرئيس جورج بوش «لم يتخذ حتى الآن قرارا» حول طريقة تحقيق ذلك.
وقد ادلى نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفلد والمستشارة الرئاسية لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس، في الاسابيع الاخيرة بتصريحات معادية بشدة للعراق بينما التزم وزير الخارجية كولن باول الصمت وبدا أميل الى التحفظ.
وأكد تشيني الاثنين الماضي ضرورة التحرك في العراق بسرعة مؤكدا ان «مخاطرعدم التحرك اكبر بكثير من تلك الناجمة عن التحرك».
وفي اليوم التالي وفي مواجهة القلق الذي اثارته تصريحات تشيني، اوضحت وزارة الخارجية في محاولة لتهدئة الوضع ان هذه التصريحات يجب الا تفسر على انها مقدمة لحرب.
ويعود آخر تصريح لباول حول العراق الى 12 آب/اغسطس في مؤتمر صحافي عقده مع وزيرة الخارجية الاسبانية آنا بالاسيو.
وقد ندد حينذاك بما اسماه «القيم الاجرامية» للرئيس العراقي صدام حسين وشجع جهود المعارضة العراقية لايجاد بديل «في حال تم تغيير النظام» في بغداد.
وذكر مستشارو وزير الخارجية ان باول اعلن بوضوح عن تأييده لتغيير النظام العراقي حتى قبل ان يتولى مهامه كوزير للخارجية.وحاول المتحدث باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر وضع حد للتكهنات حول موقف باول معلنا الخميس ان «باول لا يلتزم الصمت»، موضحا ان وزير الخارجية في اجازة وعلى اتصال دائم بالرئيس بوش ومستشاريه.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved