أحاديث معظم الأصدقاء والزملاء في اجتماعاتهم لاتتجاوز في محورها توجيه النقد والاستهزاء ببعهضم البعض حيث يعمد كل منهم إلى استعراض عيوب الآخر بطريقة ساخرة سمتها التهكم وهدفها إضحاك الآخرين عليه..
ورغم ان مايجري لايعدو كونه مزاحا ثقيلا تعودنا عليه في مجالسنا واجتماعاتنا وينتهي بمجرد نهاية الجلسة إلا انه يترك أثراً سلبيا في نفوس من تعرضوا لسياط النقد والاستهزاء أو باللهجة العامية «الحش» كما يتسبب هذا الأسلوب المنتشر في مجتمعنا في إثارة العداوة والبغضاء وإزعاج من جاء للاستمتاع بالجلوس مع أصدقائه وزملائه بسبب ما واجهه من سخرية وتهكم في شكله أو أفعال سابقة.
ويتم التهجم والتهكم والاستهزاء وسط فخر واعتزاز من الشخص «المهاجم» بأنه أحرج زميله وأسكت صديقه بكلمات ومواقف يعتقد أنها مضحكة.
والسؤال: أليس هناك وسيلة أخرى للاستمتاع والتسلية بغير إحراج الآخرين وإزعاجهم؟ ولماذا نبني متعتنا وتسليتنا على حساب إحراج الآخرين؟! إن مايجري في معظم المجالس وبين الأصدقاء والزملاء أسلوب مزعج وغير معقول أو مقبول حبذا لو تم تفاديه وجلسنا جلسة رزينة هادئة بعيدة كل البعد عن أسلوب الغوغائيين الذين يعتقدون بخفة دمهم وسلامة منطقهم وقبول مايطرحونه من آراء استفزازية بحق الآخرين.
|