|
|
دعونا نطرح السؤال التالي: ما هي أهم الإنجازات التعليمية التي نأمل ونتوقع ان تحققها مدارسنا؟ الإجابة باختصار شديد هي: نتوقع من مدارسنا ان تنجح في تحقيق ما يلي: أولاً: أن تعمّق من إيمان طلابها واعتزازهم بمُثُلهم وقيمهم الروحية والأخلاقية «الأصيلة» وتعودهم على الحوار والتعاون المثمر مع الآخر وفهمه وتقبله دونما إقلال منه أو تحجيمه، ثانياً: تعلم طلابها في مناخ تعليمي صحي ملائم كيف يتعلمون وكيف يصلون إلى المعرفة والحقائق بأنفسهم مستفيدين من تقنية المعلومات الحديثة، وأخيراً: نتوقع من المدرسة ان تتيح لطلابها كل الفرص ليطبقوها ويمارسوا كل ما يتعلمونه من مفاهيم وحقائق ذات مغزى ومعنى حقيقي لهم.تلك هي أهم ثلاثة مطالب نقدمها لمدارسنا، وهي مطالب كما ترى لا يمكن ان تتحقق طالما لم نعد النظر في بنية المدرسة وبيئتها التعليمية الحالية، وطالما قبلت ورضيت مدارسنا بمسايرة حالة الضعف والتراخي الاجتماعي الراهن. وهنا يثور السؤال التالي ما الذي يدعو المدرسة لدينا أصلاً لتكون في مستوى توقعاتنا عنها؟ بل ما الذي يدعو المعلم نفسه ليكون في مستوى المأمول منه؟ أوافقك على ان صوت الضمير واستشعار عظم المسؤولية والإيمان برسالة التعليم والاحتساب تعد أهم دوافع الإنجاز والإبداع في التربية والتعليم، ولكن هل المطلوب منا والحال هكذا ان ننسحب ونترك أمر المحافظة على إنجاز متميز للمدرسة وللمعلم لصوت الضمير أو للوعاظ التربويين ولأئمة المساجد، في الوقت الراهن لاتزال المدرسة لدينا في منأى عن أي مساءلة صريحة من التنظيم الرسمي عن تدني إنجازها، لقد أصبح همنا الأكبر للأسف هو ان تحافظ إدارة المدرسة على استمرار جريان الأمور في دورتها وروتينها اليومي المألوف والممل، وان تعمل على عدم ظهور أي مشكلات على السطح تتسبب في احراج المسؤول، يبدو ان أحداً لا يرغب الآن في اتخاذ أي مخاطرة للتغيير تهز الممارسات والطقوس المدرسية المتكلسة، خصوصاً وأن أعضاء جمعية أعداء النجاح في تزايد مستمر، ومع هذا كله فإن هناك من المؤشرات المتفائلة ما يدل ان هذه الحال لن تطول بمشيئة الله. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |