ولد عام 1329هـ في مدينة الرياض من أبوين كريمين لهما المقام الاجتماعي والقيادة المطاعة، وبعد بلوغه السابعة من عمره وجهه والداه إلى الدراسة في مدرسة الكتاتيب الموجودة آنذاك بجانب تدريس أحد طلاب العلم دراسة خاصة، وكان حريصاً على ارتشاف العلوم والمعرفة.. وبعد تخطيه السنة العاشرة واستكماله قراءة القرآن ومعرفة مبادئ القراءة والكتابة اتجه إلى مجالسة طلاب العلم وحلقات الدراسات العلمية، وكان له شغف كبير في سماع قراءات العلوم كافة، خاصة التاريخ والفروسية والرياضيات وعلوم الدين كالفقه والتوحيد والفرائض وكذلك الأدب شعره ونثره وله ولع كبير في مناقشة طلاب العلم والاستفسار من العلماء من كل ما يجب ان يتأكد منه من معان تمر عليه أو يقرؤها.
وفي السنة الخامسة عشر من عمره ابتدأ ولعه في جمع الكتب وقراءة كل ما تقع عليه يده من كتب، وبدأ يجمع مكتبته العامرة بمختلف الكتب العلمية وقد خصص له فيها جلسات للقراءة والدراسة في داره، كان جلساؤه العلماء وطلاب العلم.
بجانب ذلك كان يتتبع أخبار العالم علمية كانت أو سياسية والحركات الأدبية، وقد نضجت أفكاره مبكراً وألف رسائل دعا فيها إلى الأخذ بزمام المبادرة في تعليم الجيل العلوم الحديثة على الأسس الحديثة، وله عدد من الأولاد، وكان خير أب في توجيههم وتثقيفهم.
وقد بدأ أعماله الرسمية منذ عام 1374هـ حيث اختارته الحكومة رئيسا لديوان المراقبة العامة، فقام بتأسيس الديوان، وجلب له الخبراء، وجعله دائرة من حيث النظام والدقة، ثم رأت الدولة ان تستفيد من جهوده في نطاق الضبط والعدالة، فأسندت إليه بتأسيس ديوان المظالم فقام بتأسيس ديوان المظالم على أحدث ما يتطلبه الواجب، واختار له خيرة المثقفين والعلماء، وممن تتوفر فيهم الكفاءة العلمية والنزاهة والعدالة، حتى جعله أحدث محكمة إدارية عليا في شرقنا الأوسط.
وبعد ان سار بديوان المظالم شوطاً طويلاً ناجحاً رأت الدولة بقيادة جلالة الملك الفيصل ان تستفيد من هذه الطاقة العلمية الحيوية أكثر، فأسندت إليه منصب وزير المالية والاقتصاد الوطني، حيث ان هذا الاختيار من قائد الأمة لهذا الرجل الكبير كان في محله.
فأصبحت بوجود ذلك العالم الأمين وزارة المالية والاقتصاد الوطني نموذجاً حيا تفخر به الدولة، وموضوع ثقة تعتمد عليه في تنظيم عصب الحياة «المال والاقتصاد»، كما ان العالم أصبح يثق ثقة تامة باقتصاد بلادنا الذي تعتمد عليه في شتى مجالات النمو والمشاريع وما ذلك إلا بتوجيهات وحكمة الفيصل وحنكة وأمانة وزير المال والاقتصاد.
ان سمو الأمير مساعد بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود فلتة من فلتات الزمان وعظيماً أوجد نفسه بنفسه، تتوفر فيه صفات النزاهة والرجولة والأخلاق الفاضلة والعقل الرزين، بجانب العلم الذي يزينه الخلق، انه والحق يمثل الأدب والعلم والحكمة والنزاهة، فحيا الله رجالا أفادوا أمتهم ودولتهم وعشيرتهم، علماً وعملاً.
والحق يقال ان هذا الرجل الفذ شخصية العدد ينطبق عليه قول الشاعر:
كن ابن من شئت واكتسب أدبا يغنيك محموده عن النسب ان الفتى من يقول هاأنذا ليس الفتى من يقول كان أبي |
هذا ومعلوم ان ميدان آبائه وأجداده معروف، فلهم القيادة والزعامة وهو واحد منهم.
|