منذ ظهور ما يسمى بالشعر الشعبي أو النبطي كانت هناك مطالع اعتاد عليها الشعراء والمتذوقون كاعتياد شعراء العصر الجاهلي على ذكر المحبوبة والوقوف على الاطلال ووصف الخيل أو الناقة إلا أن الشعر الشعبي كانت ترتبط مطالعه أحيانا بالقرض من القصيدة أو ترتبط بشاعر القصيدة فمثلاً اعتاد بعض الشعراء ذكر اسمه في مطلع القصيدة أمثال راشد الخلاوي الذي بدأ بعض قصائده بالشطر التالي (يقول الخلاوي والخلاوي راشد) .
كذلك الشاعر مخلد الكثامي الذي من مطالعه (يقول مخلد بادي الحيد الأسمر) ومطلع لقصيدة أخرى (يقول مخلد عند باب الحرم ون) ومن المطالع المعتادة البدء بذكر الله سبحانه وتعالى في مطلع القصائد كقول بعضهم:
نبدأ بذكر الواحد اللي عبدناه اللي خلق كل العباد وعطاها |
وقل حمد المشدق:
بديت باسم الله علام الاقدار اللي بتصريفه تسير المقادير |
وقول عبدالله العليان السليمي:
بديت باسمك يا عظيم الارادة يالواحد المطلوب يا وال الأقدار |
والبعض يستحسن البدء بالدعاء كقول رشيد الزلامي:
يالله انا طالبك طاعتك ورضاك وعلما ليا ذكروا هل الخير نذكر به |
وقول خليف بن ضلعان:
يالله يالمطلوب جزل العطيه ياذ الجلال أرجوك وانت الرحومي |
ومن المطالع التقليدية ما تصور الوقوف على المرقاب أو الرجم كقول الشاعر محمد الأحمد السديري رحمه الله في قصيدته الشهيرة:
يقول من عداء على رأس عالي رجما طويلا يدهله كل قرناس |
وقول بعضهم:
بديت بالمرقاب لجل التسلي ويا بديت المرقاب هي ضيق بالي |
أما قصائد المراسلات فغالبا تكون مطالعها على احدى ثلاث حالات فإما أن تبدأ بوصف وسلة التوصيل كالراحلة بالماضي والسيارة في الحاضر ومن ذلك قول بشير السناني:
يا راكب اللي تو ما فج نابه زوم السدس ربعه كمل مع ثناياه |
وقول ناصر بن ضيدان:
يا راكب اللي يطر بن المقني يا ما حلا بظهورهن شد الأكوار |
وقول ابن عيار العنزي:
شديت لي هافا على الكيف ممتاز جمسا حمر يطوي بعيد المراميس |
والحالة الثانية هي الاستعانة بمن يوصل الرسالة وذكر اسمه أو لقبه ومن ذلك قول الشاعرة نوضا بنت سيف السليمية:
يا حذيفة اركب لي على طوعة الرأس حمراء من العيرات تخم الوطن خم |
أما الحالة الثالثة الإسناد باسم أو بلقب أو صفة وغالبا ما ترتبط بالسلام كقول رشيد الزلامي:
سلام يا حلال عقد الشرابيك يا زبن من تسند عليه الدعاوي |
وقول عمير بن زبن:
مأجور مما حل بي يابن سلوم هم وهاجوس ليا خيم الليل |
والأمثلة كثيرة والمطالع المعتادة أكثر من هذا ولكن قد يكون هذا أعمها وأكثرها انتشاراً إلا أن في فترة التحديث اختلف النمط السائد عند طبقة الشباب المحدثين وأصبحت البدايات تمثل دلالة على قوة القصيدة حتى أن البعض يجعل بيت القصيد هو المطلع وربما تكون ذائقة المتلقي قد طالها التحديث وأصبحت تتطلع الى مطالع تحمل صوراً جديدة تبعد كل البعد عن التقليد الذي يراه بعض النقاد عيبا شعريا وعجزاً عن التجديد وليس سمة شعرية يراه البعض.
سعد الهلوني |