Saturday 31th August,200210929العددالسبت 22 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كيف يفكر الإسرائيليون؟ كيف يفكر الإسرائيليون؟
رد إسرائيل النووي!!

نشرت يديعوت أحرونوت مقالا للكاتب مئير شتيغليتس بعنوان «الكتمان النووي» حول احتمال قيام إسرائيل بالرد نوويا على التهديدات العراقية بالابادة الجماعية. وجاء في المقال ما يلي:
احتمال حدوث ذلك لا يبدو عاليا لكنه يجب التذكر بأنه يمكن للرد غير المنسجم جر نتائج شديدة المخاطر من بينها: فقدان الشرعية الدولية لإسرائيل والأسوأ من ذلك رفع الكبح النووي عن دول مثل مصر لذلك من المهم فحص التصورات التي يمكنها أن تضع أصحاب القرارات أمام مأزق خرق المحظور النووي.
عمليا يمكن أن يتم هذا الخرق على صعد مختلفة فعلى الصعيد الكلامي يمكن التخلي عن سياسة الضبابية الإعلامية أي الاستخدام المباشر للتهديدات النووية (وقد اقتربت إسرائيل من ذلك إلى حد كبير مؤخرا) وعلى صعيد الردع يمكن عرض معدات نووية بشكل يمكن للمخابرات الأجنبية اكتشافها لترسل بذلك تلميحا إلى كل الأطراف ذات الشأن (كما فعلنا حسب إدعاءات المنشورات الأجنبية في حرب يوم الغفران).
ويمكن على الصعيد التنفيذي البدء بقصف تجريبي نووي في المناطق القاحلة نسبيا ويعني الخرق النهائي لهذا المحظور. طبعا إطلاق رؤوس نووية متنوعة القوة (تمتلكها إسرائيل حسب المنشورات الأجنبية).
لنفرض أنه مع إندلاع الهجوم الأمريكي ستصيب بعض صواريخ السكود العراقية الأراضي الإسرائيلية وسيطرح الاشتباه بأن أحد رؤوسها القتالية يحمل مواد بيولوجية.
لا شك أن مجرد طرح هذا الاشتباه البيولوجي سيدب الفزع بين أوساط واسعة من الجمهور وسيجعل قوى داخلية تدفع نحو عملية انتقامية فورا مقابل هؤلاء سيقف من سيدعو إلى ايجاد إثباتات واضحة تؤكد ماهية المواد البيولوجية ودراسة مخاطرها (مثلا نسبة انتشار الإشعاعات بعد سقوط الصاروخ على الأرض) والتوصية بإغلاق المنطقة المصابة وبدء التطعيم التدريجي.
على صعيد الميزان الاستراتيجي ستقف جهات أمنية وسياسية تعود في الأسابيع الأخيرة وبشكل مستحوذ إلى تكرار الحديث عن مخاطر فقدان مصداقية الردع وتنشر التصريحات حول الحاجة إلى عرض الهدف.
من جانب واحد نفترض سماع أصوات ستحاول الشرح بأن العراق يخضع لسياسة عرض الأهداف من قبل أمريكا وستحذرنا هذه الأصوات من أن الخطر الحقيقي يكمن في الرد الإسرائيلي المبالغ فيه الذي يمكنه دعم الجهات الإقليمية التي تدعي بأن ضخامة القوة الإسرائيلية تشكل خطرا على حقيقة وجودها.
على صعيد القيود الأخلاقية من الواضح أننا سنسمع هتافات تدعو إلى صب جام الغضب على الأغيار والانتقام اليهودي (ومن المناسب أن نتذكر بهذا الصدد أننا سمعنا خلال حرب الخليج أيضا أصوات بعض أطراف اليسار التي دعت بفعل كثرة خوفها الجيش الإسرائيلي إلى حل جوهر المشكلة) في المقابل سيقف أولئك الذين يعتقدون أن خرق المحظور النووي دون وجود مخاطر واضحة وآنية يعتبر من أخطر الجرائم ضد البشرية.
لقد نشرت وسائل الإعلام أن إدارة الرئيس بوش تدرس فكرة استخدام قوة صغيرة من المقدرات النووية لأغراض محاربة الإرهاب ومسار الشر هذا لا يعني ضمان دعم الإدارة الأمريكية للرد الإسرائيلي المكثف لكن ذلك ينطوي على تلميح إلى أن معارضة رد كهذا يمكن أن تكون أقل من المتوقع أما بالنسبة للإسرائيليين الذين تضغط أصابعهم على الزناد الاستراتيجي فإن صلة بن اليعزر هي موضع شك فيما يبدو شارون ورئيس هيئة الأركان العامة وقائد سلاح الجو كمن يعتبرون من المتطرفين بين حراس «مصداقية الردع» على كل حال إذا خرقت إسرائيل بشكل اعتباطي ومكثف المحظور النووي في هذه المعركة فإنه يمكن للمعركة الجدية القادمة أن تكون آخر المعارك.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved