في مقالة للأخت فاطمة العتيبي ذكرت ان قاتل زوجته وطفلته ثم الانتحار بقتل نفسه تصرف قد يكون ناشئا عن ضغوط.. الى آخر المقالة.. «صح لسانك يافاطمة» من هذا المنطلق وتضامنا مع ما ذكرته فاطمة اقول «التفحيظ عبارة عن تصرف او سلوك غير مسؤول، الهدف منه اخراج ضغوط ما مكبوتة.
«هذا من وجهة نظري». لماذا؟ فلنجب اولا على الاسئلة التالية:
* من هم المفحطون؟
* كم تبلغ اعمارهم؟
* ماهو المستوى الاجتماعي الذي ينتمون اليه؟
* ماهو المستوى المالي الذي يعيشون ضمنه؟
* ماهي الاوقات التي يختارونها للقيام بهذه الهواية؟
* ماهو مستواهم الثقافي؟ والديني؟
* ماهو مستواهم التعليمي؟
وأسئلة اخرى كثيرة.. الخ
من اجابات هذه الأسئلة ينتج لنا ان المفحطون شباب من عوائل مختلفة منهم الفقير ومنهم الغني اعمارهم ما بين 16 عاماً وحتى 25 عاماً ويختارون الاوقات حسب ما يتفقون عليه في نفس اللحظة التي يطلب منهم احد زملائهم مشاركته في التفحيط بدون سابق خطط.. اجتماعيون جدا ولكن هوايتهم التفحيط .. ومضايقة الآخرين من حيث لا يشعرون منهم المتعلم ومنهم الأمي ومنهم نصف المتعلم «اذاً نكتشف ان هذه الفئة لا يشتركون في صفة واحدة او مستوى واحد» فالفقير بينهم والغني بينهم والمتعلم بينهم والامي بينهم.. الصغير بينهم والكبير بينهم.. اليتيم بينهم ومن يعيش في اسرة كاملة بينهم.. الطويل بينهم والقصير بينهم.. الطالب بينهم والموظف بينهم.
فماذا يا ترى يجمعهم؟ لماذا اجتمعوا على المخاطرة بحياتهم أولا .. ثم بحياة الآخرين حولهم؟ لماذا اجتمعوا على القضاء على اموالهم شخصيا؟ لماذا اجتمعوا على حرق قلوب امهاتهم وآبائهم.. ؟.. لماذا؟ ولماذا؟
هل هو تفريغ لضغط معين؟ او عقاب على ضغوط معينة؟ وماهي هذه الضغوط يا ترى؟
هل للفراغ دخل في هذا؟ وكيف للغني ان يكون لديه فراغ؟
هل للفقر دخل في هذا؟ وكيف للفقير التضحية بأمواله؟
هل للجهل والامية دخل؟ فكيف نرى بينهم الجامعي؟
هل للمرحلة الدراسية دخل؟ فكيف نرى بينهم الموظف؟
هل للوحدة دخل؟ فكيف نرى بينهم ضاحك السن 24 ساعة.
هل للبعد عن الله دخل؟ فكيف ونحن نرى بينهم من يخرج من المسجد راكضا لاحقا بزملائه للتفحيط.
اوجه سؤالي الحائر الى علماء النفس والتربويين وغيرهم.
يا ترى ماهي الضغوط المنزلية.. الاجتماعية.. التي تدفع بهؤلاء الفتية الى هذا السلوك غير المسؤول؟
مع تحياتي لكل من يسهم في هذا البحث لنقف على مكان النزف فنوقفه قبل ان نفقد المزيد من ابنائنا من خلال احتجازهم في السجون اياماً فيزيد الكبت والضغوط التي لديهم.. ثم الانفجار في سلوك آخر لا سمح الله اسوأ من التفحيط.. بعيداً عن الأعين..
اللهم احفظ شبابنا وابناءنا ولا تجعل للشيطان سلطاناً عليهم.
والله من وراء القصد
فاطمة صالح التركي/عنيزة
|