تناولت جريدة الجزيرة في عددها 10911 ليوم الثلاثاء الموافق 4/6/1423هـ في صفحتها الثالثة الخبر التربوي الذي أعلنه معالي وزير المعارف الدكتور/ محمد بن أحمد الرشيد عن عزم وزارة المعارف على اقامة الندوة الكبرى والموسومة «ماذا يريد المجتمع من التربويين وماذا يريد التربويون من المجتمع؟» وهذه الندوة برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز نائب خادم الحرمين الشريفين حفظه الله والمؤرخ إقامتها في شهر ذي القعدة القادم إن شاء الله وتفاعلاً مع أهمية هذه الندوة المباركة وتجاوباً مع توجيهات معالي وزير المعارف ودعوته للتواصل الهادف مع اللجنة المنظمة للندوة بالآراء والأفكار الناضجة والاجتهادات الموضوعية البناءة احببت أن اضع بعض التصورات والآراء المتواضعة حول موضوع الندوة السالف الذكر.
لاشك أن رعاية نائب خادم الحرمين الشريفين لهذه الندوة تشجيعٌ كبير واهتمام عالٍ من لدن حكومتنا الرشيدة وإحساسٌ بالهموم التربوية وان التربية هي المعول بعد الله الذي يقوم عليه بناء الامة وقوة التلاحم بين الدولة والمواطن ولا غرو أن حجر الزاوية مع التربية هو المجتمع ذاته بما يمثله من أفراد وجماعات ولن يكون للتربية شأن بمنأى عن المجتمع وكلاهما مكمل للآخر.
ونحن كتربويين تقع على عاتقنا مسؤوليات جسام وامانة عظيمة فمن هذا المنطلق ارى ان تفعل هذه الندوة داخل الإدارات التعليمية والمدارس واقامتها بأشكال متعددة وورش عمل ويقدم فيها الآراء والمقترحات واوراق العمل المناسبة الناضجة غير المملة والتي تحاكي واقعنا التربوي ويفسح المجال لولي الامر والطالب والمعلم وكل من يرغب في المشاركة وبالتالي تؤخذ الآراء والمقترحات السديدة من قبل اهل الاختصاص واهل الخبرة واهل الميدان وتكون بمثابة المشاركة مع هذه اللجنة المنظمة للندوة الكبرى ومشاركات الادارات التعليمية والمدارس الراغبة في اقامة ندوات مصغرة حول الموضوع ذاته تكون قبل شهر ذي القعدة لان عملاً كهذا يتطلب تضافر الجهود وألا تقع تبعاته ومسؤولياته على الوزارة نفسها بل ينسحب على الجميع مديري تعليم ومشرفين ومديري مدارس ومعلمين واولياء امور واهل الرأي والثقافة والادب والاعلام بكافة قنواته باعتبار ان ذلك الجهد الهائل ينصب في صالح مجتمعنا الذي نمثله نحن والابناء في سياق تربوي متناسق مع ألاطر الاسلامية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي هو أساس التربية وبناء الانسان والدولة ايدها الله تقدم الشيء الكثير والذي يصعب معه الوصف والاحاطة في سبيل التربية والتعليم ونشر العلم والذي يعتبر حقاً مشاعاً للجميع فالذي يشاهد ابناء الوطن وهم يشيدون صروح العلم والمعرفة يدرك حجم العلاقة بين افراد المجتمع والتربية والتي يجب ان تستمر وتقوى بعيدة كل البعد عن الكسب المادي.
ومجتمعنا يحتاج الى أبنائه في شتى ميادين الحياة المتسلحين بالعلم المعرفي المتزن والذي يخدم المجتمع والافراد والمسؤولين وبالتالي فان مشهدنا التربوي يحتاج الى مثل هذه الندوات والتي تجسد روح الانتماء للمجتمع والذي قدم لنا انفس الاشياء ولابد لنا من رد هذا الجميل وهذا العرفان لدولتنا ومجتمعنا وتأسيس جيل صالح يأخذ بزمام المبادرة نحو غد مشرق يخدم وطنه ومجتمعه في قريب عاجل ان شاء الله متمنياً لهذه الندوة كل توفيق ونجاح.
عبدالمحسن المحيسن/رياض الخبراء |