قرأت ما جاء في العدد 10906 يوم الخميس 29/5/1423هـ في صفحة المجتمع في ركن الارشاد حيال محاولة الضحية م.م الانتحار ويالها من ضحية ويا لها من زهرة احرقتها الاحزان، ويا لها من وردة أهلكتها الكآبة، اذ هي تعقد العزم على تفجير قلبها لينفجر انفجارا من اجل الوظيفة رغم انها تملك شيئا اغلى من الوظيفة الف مرة ومرة وهو سيرة عطرة تحفل بصفحة بيضاء فاقع لونها تسر الناظرين، وآية ذلك تلك الثقافة التي قد نالتها.
وانا لا الومها على هذا الضيق الذي نغص عليها الحياة كلها، وانما اللوم كل اللوم على هذه الفكرة الخبيثة التي جاءت من الذين لا يؤمنون بالله تعالى، وانما همهم الاول والاخير ان الحياة مادة ولذة وبدونهما لا تساوي الحياة صفرا.
فينتحرون تعبيرا عن خيبة التعب وكسافة البال وظهر يقلدهم من يقلدهم، وكأنه لم يقرأ قول الله عز وجل في آخر سورة الروم:
{فّاصًبٌرً إنَّ وعًدّ اللَّهٌ حّقَِ ولا يّسًتّخٌفَّنَّكّ الذٌينّ لا يٍوقٌنٍونّ }
هذه واحدة، اما الثانية: فلا تعتقدي ان الوظيفة راتب فقط، وانما هي قيد واي قيد، ومسؤولية عظيمة تثقل النفس بهم غير قليل، بالاضافة الى قذائف لا حصر لها من قيل وقال. والثالثة: الرضا بالواقع والافتخار فيه درع عظيم لصد اليأس ورد البأس، فأيهما احسن عندك ان تظهري بصورة قاهرة للظروف، فتكوني كالشجرة تموت وهي واقفة، ام بصورة يائسة فتكوني كالفراشة التي تقذف نفسها بالنار وزيادة على هذه لابد ان تحاولي ما استطعت الحيلة في البحث عن العمل مرة ومرة ومرة واذا أعياك البحث فأنا اعتقد أو أجزم انه ليس عيبا ان تذهبي الى وزارة الشؤون الاجتماعية.
والرابعة الرائعة: نحن لم نخلق للعمل والراتب، فأنا لم أخلق كي أكون معلما يرهقني التلاميذ من حين الى حين، وهو لم يخلق كي يكون مديرا والممتاز قليل بحقه.
وهذا لم يخلق كي يكون رياضيا وكلما عدا اعجز اللاحقين! وانما نحن خلقنا من اجل شيء واحد لا ثاني له، وما اكثر التقصير فيه وما اربح من رعاه وما اخسر من ضيعه!
قال تعالى: {ومّا خّلّقًتٍ الجٌنَّ والإنسّ إلاَّ لٌيّعًبٍدٍونٌ }
اذا عبادة الله تبارك وتعالى في بداية الامر ثم يأتي العمل بعد ذلك، وهو يحتاج الى الصدق في الأداء، ويحتاج الى الاخلاص في التنفيذ، ويحتاج الى الأمانة لان الوطن امانة.
عبد الله منور الحربي/الرس |