editorial picture

إرهاب بني صهيون المنسي

مثلما استغلت إسرائيل الضجة التي أحدثتها أحداث الحادي عشر من سبتمبر وانشغال العالم بما يسمى بحرب مكافحة الإرهاب التي أشعلتها أمريكا حيث قام الإرهابي آرييل شارون وبانتهازية فجة وشن عدة عمليات إرهابية أسفرت عن العديد من المجازر التي راح ضحيتها المئات من الشهداء الفلسطينيين دون أن يلتفت أحد لتلك الجرائم التي انتهت بإعادة احتلال جميع المدن والأراضي الفلسطينية التي حررت بموجب اتفاقيات السلام التي أبرمت بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
والآن وبنفس الأسلوب الانتهازي المقيت الذي يتميز به الإرهابي شارون وعصابته من وزراء الائتلاف الإسرائيلي يستغل انشغال العالم بالتهديدات الأمريكية بتوجيه ضربة عسكرية للعراق فيستغل شارون هذا الانشغال العالمي فيرتكب المجازر والجرائم البشعة في حق الشعب الفلسطيني.
قبل أيام وفي الوقت الذي كانت الفصائل الفلسطينية تستعد لإعلان اتفاق بوقف أعمال العنف ضد الإسرائيليين داخل الكيان الإسرائيلي، يأمر شارون ووزير حربه شخصياً قواته المجرمة بالقاء قنبلة ضخمة لا تلقى إلا على السدود والمواقع المحصنة على منزل عائلة الشهيد صلاح شحادة التي أبيدت جميعها مع عائلها الشهيد شحادة وخمسة عشر شهيداً آخر.
ويوم الخميس وبعد أن جرت الجريمة السابقة دون أن ينتقدها أحد من المتباكين على السلام يعاود الإرهابيون الإسرائيليون استهداف المدنيين الفلسطينيين العزل وهذه المرة حُصدت عائلة فلسطينية من أربعة أشخاص كانوا نياماً في حقلهم المزروع بالعنب.. حتى يبكروا لجني المحصول في الفجر.. وبدلاً من أن يحصدوا العنب حصدتهم دبابات شارون فسقط أربعة شهداء صبي وصبية ووالدتهما وقريبهما لترتفع أرواحهم للسماء تشكو ظلم وإرهاب الإسرائيليين وتواطؤ العالم المتمدن الذي انشغل بحروب مكافحة الإرهاب المزعوم.. في حين أعطوا الفرصة للإرهاب الحقيقي ليحصد الأبرياء الذين يبيتون في العراء بحثاً عما يسد رمق أطفالهم فتحصدهم الدبابات.



jazirah logo