* كتب- محمد العيدروس:
شددت شخصيات إسلامية على أهمية ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الإسلامية الثقافية في اظهار صورة الإسلام السمحة، والرد على الحملات الضارية والشرسة التي تشنها أجهزة الإعلام العالمية المغرضة وما تطلقه من أفكار تصف فيها المسلمين بالعنف والارهاب والهمجية، وتشويه صورة الإسلام والصاق التهم الباطلة بالمسملين.
وطالبوا - في تصريحات صحفية - بمناسبة قرب عقد ملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامي الثقافي السادس في جوهانسبرج بجنوب افريقيا الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد في السادس من شهر رجب المقبل 1423هـ- المؤسسات والمنظمات والهيئات والمراكز الإسلامية بالاستعداد لمواجهة هذه الحملات الضارية على الإسلام باستخدام الوسائل الحديثة للرد بأسلوب علمي على أعداء الإسلام وكشف حقيقة ما يدبرون ضد الإسلام.
ففي البداية أبان مفتي جبل لبنان الدكتور محمد علي الجوزو أن كثيراً من الناس يخطئون عندما يربطون الحملة الإعلامية العدائية الصهيونية على الإسلام، بأحداث نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، فالحملة على الإسلام ترجع إلى ما قبل الحروب الصليبية، وازداد بعدها، وقد دأب المستشرقون على مهاجمة الإسلام- وتشويه صورة النبي - صلى الله عليه وسلم-، والتشكيك بالرسالة الإسلامية، وبالقرآن الكريم، والبحث عن المثالب والعيوب، بل اختراع هذه المثالب والعيوب للطعن بالإسلام، وقيمه الدينية والاخلاقية والانسانية، هذه الكتب تملأ المكتبات في الغرب والشرق، وتبث سمومها في جميع أنحاء العالم.
واشار إلى أن هذا أمر طبيعي، فالفتوحات الإسلامية التي حررت مناطق كبيرة من العالم من طغيان الاستعمار البيزنطي والروماني، واندحار القوى الاستعمارية أمام بسالة الجيل الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصول الجيوش الإسلامية إلى حدود الصين شرقاً وإلى قلب أوروبا غرباً، جعل العالم الغربي يرتجف خوفاً أمام هذه القوى الإيمانية الضاربة التي انطلقت من قلب الجزيرة العربية، واستطاعت أن تحرر بلاد الشام وفارس ومصر وشمال افريقيا، وأن تدخل اسبانيا، وتصل إلى حدود فرنسا وايطاليا غرباً، وأن ترفع راياتها على حدود الصين في بلاد آسيا الوسطى شرقاً، كل ذلك جعل الغرب كله، وجعل الكنيسة الغربية في قلق وخوف واضطراب، مما دفعها إلى إعلان الحرب المقدسة لتحرير مهد المسيح من أيدي المسلمين، كما كان ظاهر حملاتها الصليبية، التي كانت غطاء لأهدافها الاستعمارية، ورغبتها في السيطرة على البلاد الإسلامية وخاصة القدس وبلاد الشام من حولها.
وقال: لقد استخدم الصليبيون الحرب الإعلامية والنفسية، ولجأوا إلى سلام (الاستشراق) الذي كان يهدف إلى اظهار الإسلام بصورة مشوهة، وإلى قلب الحقائق للتشكيك بالعقيدة الإسلامية، والادعاء بأنها مأخوذة عن الانجيل، والادعاء أن الإسلام دين عدواني يقوم على السيف والبطش والقتل، وأن المسلمين قوم متخلفون ، يستبيحون سفك الدم، ثم أخذوا في اثارة الشبهات حول حياة الرسول صلى الله عليه وسلم الاسرية، وحول تعدد زوجاته عليه الصلاة والسلام، كما أثاروا الشبهات حول الحدود كقطع يد السارق، ورجم الزاني المحصن، وغير ذلك من الامور، كان هذا في الماضي، لذلك تعددت الحملات الصليبية على بلادنا.
واستطرد يقول: وبدأت تهمة الارهاب توجه إلى المسلمين في كل مكان، وفوق كل أرض، يضطهد فيها المسلمون، والصقت هذه التهمة بالمسلمين على اختلاف جنسياتهم في كل بقاع الارض، في فلسطين، وغيرها، حتى أصبحت حجة لدى كل حاكم يعادي الإسلام والمسملين في بلاده، ولدى كل دولة تحارب الجماعات الإسلامية التي تدافع عن أرضها وعن حقها في الحرية والاستقلال، ووضعت أجهزة المخابرات في هذه الدول ميزانيات ضخمة لتمويل الحملة على الإسلام.
وعن واجب المؤسسات الإسلامية تجاه هذه الحملة الشرسة ضد الإسلام طالب الدكتور الجوزو الاستعداد لمواجهة هذه الحملة الضاربة على الإسلام، باستخدام الوسائل الحديثة، للرد بأسلوب علمي، على أعداء الإسلام وكشف حقيقة ما يدبرون ضد المسلمين، وأنه يجب أن توضع خطة عمل جماعية تشارك فيها المؤسسات الرسمية والأهلية التي تعمل في مجال الدعوة، وذلك لايجاد قنوات تلفزيونية في أميركا وفي أوروبا، وأن تبث برامجها باللغات الحية، وأن تخاطب أبناء تلك البلاد بألسنتهم، وأن يستفاد من الجيل الاوروبي والأميركي الجديد الذي دخل الإسلام، لمخاطبة أقوامهم، كما يجب أن يستفاد من قادة المؤسسات الإسلامية الناشطين داخل تلك البلاد، ومن الشباب المسلم المثقف المتخرج من جامعات أوروبا وأميركا.
وحول ملتقيات خادم الحرمين الشريفين، أفاد الدكتور محمد الجوزو أنه لما كانت ملتقيات خادم الحرمين الشريفين تقوم بدور فعال، في عقد الندوات العلمية في مختلف العواصم الأوروبية وغيرها، فالمطلوب أن تضم هذه الندوات بعض العلماء الغربيين الذين هم على صلة ومعرفة بالإسلام، لتتسع دائرة الحوار بيننا وبين علماء الغرب، وأن نفسح المجال أما بعض الشباب المثقف الغربي للمشاركة في جزء من هذه الندوات، حتى يتم التفاعل مع المجتمعات الغربية، وايصال المعلومات التي نود نشرها في الغرب من خلال هذه الندوات واللقاءات، كما يجب علينا أن نهتم بالدول الافريقية، حيث الاستعمار الغربي، وحيث ينتشر التبشير بشراسة في هذه البلدان، لاستغلال فقر هذه المجتمعات، وتغيير عقيدة المسلمين فيها، وتحويل الزنوج الوثنيين إلى النصرانية، لأن المغرب العلماني رغم ابتعاده عن الدين نهائياً فإنه ما زال يستغل التنصير كأداة للاستعمار وسيطرة القوى الغربية على أفريقيا، كما أنه بإمكان هذه اللقاءات أن تكون المنطلق لايجاد خطة عمل مشتركة بين المؤسسات الإسلامية العاملة في المجال الدعوي، لتوحيد جهودها، وانشاء المؤسسة الإعلامية الإسلامية الدولية التي يناط بها مخاطبة العالم الغربي في مختلف بلاد العالم.
وأكد الجوزو أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود لهذا العمل ستضاف إلى سجله الحافل في خدمة الإسلام والمسلمين، وفي الدفاع عن دين الله، ونشر الدعوة الإسلامية في الخارج، وحماية الاقليات الإسلامية هناك، مبرزاً أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد بتوجيهات معالي وزيرها الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ خطت خطوات حثيثة في هذا المجال، وذلك في مبادرتها إلى عقد لقاءات دولية عدة في أوروبا، جمعت فيها خيرة الكفاءات في المملكة، وفي العالم الإسلامي، حيث تحولت هذه اللقاءات إلى مظاهرة ثقافية علمية كبرى، تعتمد أحدث الوسائل العلمية، وتقدم رؤية جديدة، تتفق وروح العصر.
وبالنسبة لعضو المجلس الإسلامي الأعلى بتونس محمد صلاح المستاوي، فهو يؤكد أن الإسلام والمسلمين يتعرضان إلى حملة لتشويه صورتيهما، وذلك في شكل مقالات وتحقيقات واصدارات وحصص اذاعية وتلفازية يبدو فيها واضحاً جلياً التشويه والمغالطة والتحامل، مشيراً إلى أن هذه الحملة ليست وليدة الأمس القريب، بل تمتد إلى أحقاب طويلة سبقت دخول الاستعمار إلى البلاد الإسلامية وواكبت فترة بقائه في ديار الإسلام ولم يتوقف بعد احراز الشعوب الإسلامية على استقلالها ولكن هذه الحملة تكثفت في السنوات الأخيرة وبدت في شكل عمل مدروس ومتواصل ومتكامل الأدوار لا تهدأ زوبعة حتى تفجر أخرى ، الأمر الذي لا يدع مجالاً للشك في أن منظمات وهيئات معادية للإسلام تقف وراء هذه الحملة، وكم قرأنا وسمعنا وشاهدنا في السنوات الأخيرة من افتراءات واباطيل لا تستند إلى حقيقة أو واقع من مثل أن الإسلام دين عنصرية، وتمييز بين الأجناس! وهو دين يضطهد المرأة!!، وهو يعادي التقدم والتمدن!، ويبيح الظلم وسفك الدماء وانتهاك الأعراض!، والقائمة طويلة في الأباطيل التي تواترت وصم الإسلام بها.
وقال المستاوي: إنه للأسف الشديد كان مستند المتحاملين على الإسلام والمسلمين بعض الأحداث التي تجد في الديار الإسلامية وعلى أيدي بعض المسلمين خارج ديار الإسلام، وقد كانت مثل تلك التصرفات المشينة محل إدانة وتنديد من قبل المسلمين أنفسهم وعن طريق علمائهم وهيئاتهم العلمية المختصة، ومع ذلك فإن حملات التشويه لم تعتبر تلك التصرفات غير المسؤولة لا تلزم الإسلام وعموم المسلمين، بل اتخذت تلك التصرفات كعلة وحجة للتخويف من الإسلام وإلصاق شتى التهم به مما يدل أن الحملة مغرضة والنوايا مبيتة، لقد تناست المنظمات والهيئات الواقفة وراء الحملة المسعورة على الإسلام والمسلمين.
وأكد المستاوي أن أول من ينبغي أن يتصدى للرد على حملات التشكيك والتضليل هي المؤسسات الإسلامية والمراكز الإسلامية في بلدان الاقليات فهي الطليعة وهي الواقفة على الثغر وهي لكي تقوم بهذا الدور العام والدقيق لابد أن تكون واعية بطبيعة المرحلة التي تمر بها الأمة ودينها فالتحديات عديدة، وعليها أن تبين حقائق الإسلام بلغات البلدان والشعوب التي توجد فيها هذه المراكز، ولابد أن يكون هذا العمل جاداً ومتواصلاً ومتابعاً للصغيرة والكبيرة يلاحقها ويحصل عليها بشتى الوسائل المتاحة ويجند الكفاءات وهي موجودة لإعداد الاجوبة الضافية الشافية والمحينة ويضعها بين أيدي المعنيين بها في أسرع وقت.
واوضح المستاوي أن ملتقيات خادم الحرمين الشريفين الثقافية الإسلامية التي انطلقت فعالياتها ومد جسور الحوار وابداء الرغبة الصادقة في التعايش والتعاون مع الأخرين وشيء من هذا والحمد لله، أخذ يجد الاهتمام والتقدير، لذلك لابد من متابعة انعقاد هذه الملتقيات على أن تجمع بين ما في الاجتماع العام والكبير من لفت لانتباه الرأي العام وبين ضبط خط التحرك الفعلي وانطلاق التنسيق العلمي المدروس نصحاً للمفاهيم ودحضاً للشبهات واظهاراً لحقيقة الإسلام ووجهه السمح.
بعد ذلك تحدث الدكتور محمد عبدالحليم أستاذ كرسي الملك فهد بجامعة لندن للدراسات الإسلامية قائلاً: قبل الحديث عن وسائل التصدي للحملات، نقول إن الواجب الأول على المسلمين أن يلتزموا بما وصف الله به المؤمنين في قوله :{فّمّا وهّنٍوا لٌمّا أّصّابّهٍمً فٌي سّبٌيلٌ اللَّهٌ ومّا ضّعٍفٍوا ومّا \سًتّكّانٍوا واللَّهٍ يٍحٌبٍَ الصَّابٌرٌينّ } ، وإذا كان المستهدف هو الإسلام، فعلى المسلمين أن ينهضوا بجهد كبير مدروس مستمر، لفهم طرق ووسائل الحملات، ومواجهتها بطريقة ناجحة، وهم قادرون ان عزموا.
واوضح أن هذه الحملات يشنها غير مسلمين، ويخاطبون بها غير المسلمين بلغاتهم ووسائلهم، وقال فإذا اجتمعنا وخطبنا باللغة العربية صباح مساء رداً على الحملات فلن يغير هذا قيد انملة من الوضع الراهن، والواجب أن يكون الرد عليهم بلغاتهم، وبالطريقة التي يفهمونها، والوسائل الناجحة، ويمكن الاستعانة بالمخلصين من غير المسلمين، ومن ينفق سيجد من يسارع إلى خدمته في الغرب وفي كل مكان.
واضاف الدكتور عبدالحليم قائلاً: عدد قليل من وزارات الشؤون الإسلامية في بعض بلاد المسلمين، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية تقوم بجهد طيب في الحديث عن الإسلام في الغرب، ودور وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد أساسي في هذا، وجوهري، ويجيء في المقدمة، لكن أمر الحديث عن الإسلام في الغرب أكبر بكثير من أي وزارة شؤون إسلامية، ويجب أن تحتشد له وزارات متعددة بكل خبراتها، وامكاناتها ووسائلها، وتوضع خطط مدروسة كبيرة مستمرة، فيتحقق النجاح بإذن الله.
أما عن الافادة من المؤسسات والجمعيات المختصة بالقرآن الكريم وعلومه داخل المملكة وخارجها، بين الدكتور محمد عبدالحليم أن عليها أولاً الاستفادة من الصحوة التي طرأت بالهجمات الشرسة على الإسلام والقرآن الكريم، لكن يجب أن يتبع الصحوة نقلة في حجم الجهد وأنواعه ووسائله، كما يجب أن ندرس ما يقوله المهاجمون، ونرد عليهم بلغاتهم وطرقهم، ووسائل إعلامهم، نحن بحاجة إلى اعداد علماء في بلاد الاقليات، تتوفر لهم منح دراسية للتخصص في القرآن ودراسة ما يكتبه الغرب عنه، وطرقهم.
واستطرد بقوله: البلاد العربية لا تستفيد من الوسائل المتاحة، فمثلاً مركز الدراسات الإسلامية في جامعة لندن يصدر مجلة «الدراسات القرآنية» باللغة الإنجليزية، وبها قسم باللغة العربية، وهي مجلة محكمة، وتوزع في جامعات الغرب، مبدياً استغرابه عدم رغبة أية جامعة إسلامية في منطقة الشرق الأوسط من الاشتراك فيها غير بعض جامعات المملكة التي طلبت الاشتراك في المجلة، كذلك وجدنا من الصعب الحصول على مقالة عن القرآن باللغة العربية كل ستة أشهر من البلاد العربية مجتمعة، ولم تستطع المجلة الحصول على مقال واحد من أية جامعة إسلامية، ولكن تلقينا مقالاً من باحثة سعودية من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة المملكة العربية السعودية وسينشر قريباً، والحمد لله تلقينا بعد ذلك مقالات باللغة العربية من باحثين من ايران وماليزيا ونيجيريا، مؤكداً أن القسم العربي في المركز مفيد جداً للعلماء العرب لاننا نضمنه ملخصاً بالعربية للمقالات الإنجليزية، فيطلع العرب على ما يكتبه غيرهم، ويمكن توسيع خدماته إن رأينا من العرب اقبالاً على المجلة.
واضاف أستاذ كرسي الملك فهد بجامعة لندن للدراسات الإسلامية قوله: إن المملكة العربية السعودية تبذل من خلال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف خدمات جليلة في سبيل نشر كتاب الله وطباعة الكتب الإسلامية، ويمكن توجيه بعض الجهد فيه للرد على الحملات ضد القرآن، وفي أنحاء العالم من الحق أن نقول إن جهد المؤسسات والجمعيات المختصة بالقرآن دون المطلوب، في الظروف التي طرأت حديثاً والكلام عن القرآن دراسة وهجوماً متروك لغير المسلمين في الغرب، وجهد المسلمين في هذا لا يذكر بالمقارنة، الأمر يحتاج إلى دراسة كبيرة، وقد ترى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد بالمملكة عقد «ورش عمل» للنظر في هذاوعمل شيء مجد.
وأكد الدكتور محمد عبدالحليم أن الواجب على المؤسسات والمراكز الإسلامية في بلاد الاقليات، وعلى جميع المسلمين في مواجهة الحملة عليهم، وعلى دينهم، والصابرون هم الذين ما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا، كما يجب تكثيف الجهد لتعريف أبناء الاقليات تعاليم الدين الصحيحة في ظروفهم الخاصة في مواطنهم، والاعتزاز بدينهم وتعاليمه القويمة، وعدم العزلة عن المجتمع من حولهم، والتعاون مع المخلصين غير المغرضين من أهل الاديان الأخرى، والتعاون مع غير المسلمين فيما ينفع الناس، واعطاء صورة عملية للإسلام الصحيح، وايضاً يجب مخاطبة غير المسلمين «بلسان قومهم» لغة وفكراً، وطريقة عرض واستغلال كل ما يمكن من وسائل الاعلام بطريقة ناجحة، مع الصبر والجلد في هذا، كما يجب أن نعترف أن دور المؤسسات الرسمية المشهورة ضئيل جداً، خارج دائرة المسلمين، وهناك مؤسسات في بريطانيا مثلاً غير المؤسسات الرسمية التي تتلقى الدعم، تقوم بجهد طيب يفوق كثيراً ما تستطيعه المؤسسات الرسمية، وهذه تستحق الدعم، ويمكن أن تقترح بعضها.
أما المهندس محمد يوسف هاجر الأمين العام للمنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية فيقول: إن المسلمين في العالم أجمع يراقبون ما تعرضه بعض أجهزة الاعلام العالمية المغرضة، وما تطلقه من حملات ضارية ضد الإسلام والمسلمين، هدفها تشويه هذا الدين الإسلامي الحنيف، والصاق التهم الباطلة بالمسلمين، ووضعت خطة هجوم فكري تستهدف العقيدة والحضارة الإسلامية، ووصف المسلمين بالعنف والارهاب والهمجية والاشرار، حتى أصبح ليس هناك تفجير أو تخريب أو تدمير إلا ومن وراءه مسلمون، دون إجراء أي تحقيق، فأصبح المسلم في الغرب مهدداً في عقيدته، وهويته الإسلامية، والتعرض إلى شتى أنواع التفرقة والعنصرية والكراهية، ويواجه تحديات كبيرة بعزيمة وصبر واصرار، وأن الحملة المسعورة، والهجمة الشرسة لم تزده إلا تمسكاً بدينه، وعودته إلى أصوله، والعمل لمواجهة هذه الحملة الظالمة التي ترتكب أحياناً عن جهل، وأحياناً أخرى لتزييف الحقائق، واستغلال بعض الأحداث التي تحصل في بعض الدول، أو التصرفات الخاطئة التي يرتكبها بعض المسلمين، فتكون حجة لتغيير الصورة الصحيحة للإسلام. فيجب على المنظمات والمؤسسات الإسلامية العالمية توحيد الكلمة، واتخاذ منهج موحد لصد هذا التيار، وذلك عن طريق الاتصال والاجتماع واللقاء، فملتقيات خادم الحرمين الشريفين الثقافية الإسلامية يمكنها أن تلعب دوراً مهماً في هذا الصدد، وابراز قيم الإسلام السمحة الحاثة على التعاون والتفاهم بين البشر، وتعريف الناس بالإسلام ومحاسنه، وما ينص عليه القرآن الكريم والسنة المطهرة، لتواجه التحريف والتزييف الذي تقوم عليه الصحافة الغربية اليوم، وفتح باب الحوار المتكافئ مع الغرب، والاحترام المتبادل لتوضيح رسالة الإسلام الإنسانية، الداعية لخير البشرية جمعاء، والتي تسعى إلى التضامن والتآخي والتسامح، وأن الإسلام يحترم تعدد الثقافات والحضارات، ويعتبرها حكمة الله في خلقه، وهو أمر ليس بوسع مخلوق تبديله أو تغييره.
كذلك من خلال هذه الملتقيات نربط جسور التعاون والتقارب الثقافي والفكري مع الساسة والمفكرين الغربيين، ومن يهتمون بالدراسات الإسلامية، لدحض الاكاذيب والحملة العنصرية الجديدة التي تدعو إلى ما يسمى ب(صراع الحضارات)، و(حرب الاديان)، ومقارعتها بالحكمة والعقل، والتفريق بين سلوك بعض الأشخاص، وبين ما يحث عليه الإسلام، لأن هذا الدين ينبذ كل عنف وارهاب وغلو، وأن معظم المنظمات والجمعيات والمراكز الإسلامية في الغرب وفي جميع أنحاء العالم تعمل جهراً، وهي جمعيات مسجلة رسمياً في دولها، وتعتبر منظمات شرعية، واغلبها انسانية وخيرية تقدم المعونات، والعمل الانساني، والدعوة عن طريق الاقناع والترغيب، والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة.
|