Saturday 31th August,200210929العددالسبت 22 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رئيسة مركز والدة الأمير فيصل للتوحد لـ«الجزيرة»: رئيسة مركز والدة الأمير فيصل للتوحد لـ«الجزيرة»:
التفكك الأسري من أخطر العوامل المؤثرة في النشء

* الرياض روضة الجيزاني:
لاشك ان عدم تواجد الرقابة على الابناء يكون احد الاسباب الرئيسية لتعرضهم للانحراف فالمراقبة الاسرية تعد من وسائل التربية الحديثة للابناء فهي ايضاً تعد الوقاية لهم من اشياء كثيرة تواجهنا في هذا العصر الذي برزت فيه ظواهر عديدة قد يكون من اهمها واخطرها تعاطي المخدرات، ولكن هل يقتصر دور الاسرة على المراقبة فقط بالطبع لا، فهناك ادوار كثيرة تلعبها الاسرة في التنشئة الاجتماعية.
الجزيرة التقت رئيسة مركز والدة الأمير فيصل للتوحد سمو الأمير الجوهرة بنت فيصل بن تركي وتحدثت عن دور الاسرة في المحافظة على النشء وغرس القيم الاسلامية من الناحية الاجتماعية.
في البداية تقول سموها:
التنشئة الاجتماعية يقصد بها غرس التنشئة او التطبيع الاجتماعي، وهي العملية التي يتعلم الناس من خلالها الانماط السلوكية لمجتمعهم، والادوار التي يجب او يتوقع ان يلعبوها، ولكن ماذا يتوقع افراد المجتمع من هؤلاء، فهم بالمفهوم الاجتماعي يعتبرون قصّراً، حيث تبلغ نسبة هؤلاء بين 42ـ46% من السكان في المملكة العربية السعودية ومن الناحية الشرعية الاسلامية يقصد بالنشء الاطفال دون سن التكليف الشرعي، وهي سن البلوغ 13 أو 14 سنة.
وأود ان اتطرق اولاً الى اهم الاتجاهات التي يتوقع ان يسلكها الابناء ومنها: تأثرهم بأطفال اسر اخرى، والتأثر بالمدرسة كذلك التأثر بالحي الذي يسكنون فيه، كما انهم عرضة للتأثر بأجهزة الاعلام وشبكة الاتصالات الدولية.
* ماهي أهم القيم الاسلامية التي يجب على الاسرة الاهتمام بها؟
القيم الفردية: نبذ العنف بكل اشكاله واحجامه، اماطة الاذى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وخلوص النية الى الله بالاضافة الى حسن اداء العبادات والتواضع واتقان العمل.
قيم ومبادئ عامة يجب غرسها
وهناك قيم عامة منها: رد الجميل والشكر لله والعرفان بفضله، التكافل الاجتماعي، صلة الرحم، بر الوالدين، والابتعاد عن الباطل والمنكر والشهوات والبخل والكراهية والقطيعة والغدر والرياء والمباهاة.
ولاشك ان كل قيمة من هذه القيم تتفرع منها عشرات القيم التي اكدها القرآن الكريم وحرصت عليها السنة المحمدية الشريفة.
* تختلف مفاهيم التربية داخل الاسرة كيف نصنف مفاهيم ذلك وكيف رتبها الدارسون وفقاً لدراسة القيم الاسرية؟
اختلف الدارسون في ذلك وفقاً لمفاهيم وفروق من مداخل لدراسة القيم الاسرية فالمدخل الذرائعي النفعي الذي يدرس القيم باعتبارها قيمة نسبية تتغير بتغير الزمان والمكان والشركاء والمواقف، والمدخل الاسري يقوم بدراسة القيم من خلال وجهة نظر الآباء، او النشء أنفسهم.
المدخل الديني قيم وثوابت خالدة
والمدخل الديني المدخل الذي يرى ان القيم ثوابت خالدة لا تتغير بتغير الزمان او المكان، والقيم الطارئة ان كانت فاسدة فانها لاتعتبر قيماً، اما اذا كانت حسنة فانها تدعم الثوابت ولا تتعارض معها وانما الاصل الثوابت بالنسبة للاسرة الاسلامية اياً كان نوعها.
وهناك اشكال من الاسرة الاسلامية غير ثابتة مثل الاسرة التي تتكون من: الزوجين مع طفل واحد او اكثر غير المتزوجين.
الاسرة الاحادية: احد الوالدين مع طفل واحد او اكثر بسبب الطلاق او الترمل او الهجر او الانفصال او المرض او السجن في المجتمعات الاسلامية كذلك الاسرة البديلة: زوجان يقومان برعاية طفل او اكثر من غير اطفالهما او مع اطفالهما، هذه الاشكال قد تتعرض لعوامل تؤدي الى استقراره وتماسكه وتأدية وظائفه في زرع القيم الاسلامية في النشء ولأسباب عديدة من الداخل خاصة في حالات ابتعاد النشء عن القيم وجنوح الاحداث او تعاطيهم المخدرات.
* ماهي أخطر العوامل المؤثرة في النشء؟
أخطر العوامل هي التفكك الاسري بمختلف انواعه، فضعف دور الاسرة وعجزها والاهمال والبيوت الآثمة والمنحرفة والمحطمة وانعدام المحبة فيها والطلاق وتعدد الزوجات مع عدم العدل، وعدم التوازن بين الحرية والضبط وعدم اشباع حاجات الطفل النفسية وعدم تمسك الاسرة بالدين، كل هذه العوامل لاتساعد على زرع القيم الاسلامية في ابنائنا في بلادنا الاسلامية، كما ان تعاطي الوالدين للخمور او المخدرات والادمان عليها، فادمان المخدرات والخمور يؤدي الى قصور في المعاشرة الزوجية واجهاض في الحمل وتشويه المواليد، ومن المؤسف ان يتغير دور الاسرة من غرس القيم الفاضلة الى حماية الاخلاق الفاسدة.
قيم رجولية خاطئة
* بعض الأبناء يبحثون عن قيم رجولية اعتقاداً منهم بأنها من علامات الرجولة وقد يكون بعضها خاطئاً وخطراً على حياتهم؟
أولاً سوف اوضح بعض الدراسات التي اجريت حيال هذا الامر، حيث تبين ان الانحراف يرجع الى الاهمال الاسري وايضاً الى التشرد والتزمت الاسري، ومن اخطر الأنواع الانتماء الى عصابات الاحداث الاولاد الذين يبحثون عن قيم الرجولة من مداخل خاطئة تتمثل بعدة اشياء منها: سلطة مطلقة على افراد الاسرة، مهارات بطولية خاطئة واظهارها داخل الجماعة كالتفحيط والعنف الجماعي والعدوان والقيام بالمخاطرات وخوارق العادات، كذلك التحرش بالآخرين وافتعال المشاجرات او المصادمات والسرقة والاتجار بالمخدرات، بالاضافة الى البقاء خارج المنزل معظم الوقت.
وبالنسبة للأحداث المدمنين فهم يرفضون العلاج في بداية الأمر لأن قبول العلاج يعني بالضرورة الاعتراف بالضعف من وجهة نظرهم ومن هنا يتطور عجز الاحداث الجانحين وخاصة المدمنين عن التفاعل مع الادوار والمواقف الايجابية في الحياة.
ويرى بعض الدارسين ان انحراف النشء هو عبارة عن صراع قيم وصراع الثقافات بين تيار الثقافة العامة الرئيسي والثقافة الفرعية لجماعات الاحداث الجانحين، كذلك الهروب من المشاكل والضغوط الاسرية والمدرسية او الشعور بالفراغ او تدليل الآباء للابناء.
* كيف يكون العلاج لمثل هذه الظواهر الاجتماعية؟
العلاج لهذه الظواهر يتفاوت وفقاًً لامور هامة منها:
ردع الجانحين لأن ذلك سيعدل من سلوكهم وعلينا ان نعرف ان الجانحين يعرفون تماما نظام العدالة الجنائية ويحاولون الاستفادة من خدمات الرعاية الاجتماعية فيعتمدون الجريمة والعودة اليها، ولكن المملكة العربية السعودية وانطلاقاً من قيمها الثابتة اخذت على عاتقها القيام بعدة برامج لعلاج الانحرافات والعمل على زرع قيم اسلامية بينهم، وبرامج توعوية، كذلك العلاج الذي ينطلق منه عدة امور تربوية ومالية واجتماعية نفسية ودينية، بالاضافة الى التدريب فالجانحون يحتاجون للتدريب للمهارات الاجتماعية الاولية.
لابد من إشراك الوالدين بمراحل العلاج
وأود التأكيد على شيء هام بمرحلة العلاج وهو اشراك الوالدين في ذلك والعمل معهم وتوعيتهم ومساندتهم وايجاد صيغة لتقوية ودعم الروابط الاسرية والقرابية والمجتمعية، سواء تمثلت في جماعات الرفاق او المدرسة او المحاكم او الشرطة، واستبدال قيم العصابات بقيم فاضلة والعمل على اداء الواجبات والعبادات.
العلماء مسؤلون في مساعدة الأسر
وعلينا التنويه عن خطط المملكة في هذا الشأن، حيث نصت الخطط التنموية على ان العلماء في كل مجتمع مسؤلون عن مساعدة الاسر في واجباتها في التنشئة الاجتماعية السليمة، وتنمية شخصيات واخلاق اطفالها عن طريق التوجيه والارشاد الديني كذلك دور الخدمة العامة التي تقدم النشاط الاجتماعي وتقوم بها مجموعات وبيوت الشباب من خلال المساجد والاندية الرياضية والمدرسية والكشافة للقيام بتنظيف المساجد وتحسين مساكن المسنين ومساعدات جماعات تحفيظ القرآن والمساهمة في اسابيع المرور وتنظيم المخيمات والرحلات ومشاركة الكشافة في توجيه الحجاج، ولتعديل سلوك الجانحين في المملكة العربية السعودية تقدم خدمات ورعاية اجتماعية تركز على الرعاية داخل الاسرة واعادة التأهيل والتخفيف عن الرعاية داخل المؤسسات.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved