* كتب محمد العيدروس:
ضرب مجموعة من الشباب السعودي (المتفوق دراسياً) عدة عصافير بحجر واحد وتمكنوا جميعاً تحت إشراف مستثمر سعودي آخر من خوض معركة تحد حقيقية عبر العمل في مقهى سعودي (كافيه).
وهذا المقهى يدار سعودياً 100%.. فالذي يصنع الكابتشينو سعودي والذي يقدمها سعودي والذي يستقبل الزبائن سعودي.
وفكرة هذا المقهى «الفريد من نوعه» كما يقول المستثمر الشاب عبدالعزيز القهيدان، هو الخروج عن المألوف.
وهو عبارة عن صالون هادىء بأضواء وديكورات متميزة يخاطب فئة معينة من المجتمع.. يخدم المثقفين والأدباء والمفكرين. تنتشر في جنباته مجموعة من الكتب والدوريات المحلية والعالمية. ويجد الزائر له ومن برفقته أجواء «المقاهي» ورائحة القهوى ولكن بأسلوب أكثر رقياً وبإدارة شباب سعودي بالكامل.
البداية..
يقول عبدالعزيز القهيدان (شاب في بداية الثلاثينيات ومالك المشروع) (Cafe Land)، أو أرض القهوة، في أحد أحياء شمال الرياض: فكرنا طويلاً في مشروع تجاري نافع، وبزغت فكرة إنشاء مقهى، وقمت بعمل مقارنة بين المقاهي الموجودة، واتضح لنا أنها تخاطب فئة معينة فقط وهي الشباب. وأجواؤها شبابية بحتة، بدءاً من الضجيح إلى التلفاز إلى الديكور الصارخ.
ويضيف: ولذا رأينا أن نستحدث مقهى موجهاً لفئة المثقفين والمفكرين وعشاق الهدوء والقراءة.
الكتب والدوريات إلى جانب القهوة
ويشير الشاب القهيدان إلى أن المقهوى لا يقوم على تقديم القهوة والمرطبات والساندوتشات فحسب، بل يقدم كتباً نادرة للقراءة، ويمكن للزائر أن يستعير أياً من الكتب وإعادتها مرة أخرى، بمعنى أننا حرصنا على أن يستثمر الزائر وقته بالقراءة المفيدة.
زبائننا في الأربعينيات والستينيات
ويقول: إن زبائن هذا المقهى هم من الناضجين فكراً وطرحاً. وأغلبهم مثقفون وذوو مواقع، وأعمارهم تتجاوز الأربعين والخمسين. ومن أهدافنا من إقامة هذا المقهى رغبتنا في أن نوجد ما يشبه الصالون الأدبي للالتقاء أو النقاش أو الاجتماع في أجواء هادئة مع توافر الخدمات.
رؤية حول الشباب السعودي
وحول الكيفية التي تم بها تجميع أكثر من عشرة شباب سعودي دفعة واحدة في مهنة (فريدة) كهذه، قال: الشباب السعودي عندما يرغب في خوض غمار تجربة ما، ينجح فيها، والأهم في تصوري هو كيف نتمكن من مخاطبة نفسياتهم، مشكلة الكثيرين أنهم ينظرون للشاب السعودي ويتعاملون معه بنفس الوضعية التي يتعاملون بها مع العمالة البنجلاديشة والهندية وغيرها، إضافة لذلك أنهم لا يمنحونهم الفرصة ولا يتعاملون معهم بروح الإبداع. نحن هنا نطبق نظام الدوريات ونظام الفريق الواحد ونعمل جماعياً.
النتيجة
وما هي النتيجة بصراحة؟
- قال: كما ترى نحن الآن في السوق منذ شهرين، ولكن الأميز أننا نعمل في قالب واحد، وكل شاب سعودي ينتحر في عمله حتى يثبت جدارته، هل تصدق أن اغلبيتهم لا يرغبون في إجازة أسبوعية ورواتبهم لا تتجاوز الـ1500 ريال.
متفوقون دراسياً
وداخل هذا المقهى رصدت «الجزيرة» شباباً يصول ويجول ويعمل بنشاط وهم: مضحي يحيى جنيد، عمر الراشد، عبدالله السفياني، عمرو حواري، عزام فلمبان، ريان زهران، عمرو تمرداد، مصطفى شيرة، يوسف دردير، عبدالله مصلي.
كما أنهم يوزعون المهام اليومية فيما بينهم، فالبعض متخصص في عمل الساندويتشات والآخر في الكابتشينو والآخر في احضار الكتب والدوريات والآخر في الحسابات وآخرون في الاستقبال ومباشرة الزبائن.
يبقى أن نعرف أن تكلفة المشروع تجاوزت الـ500 ألف ريال سعودي.
|