* لندن - رويترز:
قالت مصادر بالمعارضة العراقية لرويترز ان المعارضة تخطط لعقد مؤتمر في اوروبا نهاية سبتمبر (ايلول) القادم لاختيار حكومة في المنفى تدعمها الولايات المتحدة.
واضافت المصادر ان المؤتمر الذي سيعقد على الارجح في امستردام تم الاتفاق عليه اثناء اجتماع بشأن مستقبل العراق عقد في وقت سابق من اغسطس (آب) الحالي بين الادارة الامريكية وستة من زعماء المعارضة العراقية.
وقال مصدر معارض انهم «حصلوا فيما يبدو على موافقة من الحكومة الهولندية لعقد المؤتمر».
واضاف قائلا «هذا اختبار امريكي للمعارضة العراقية كي تتقدم بقيادة موحدة وإلا فإن الامريكيين سوف يتدخلون بشكل اكثر صراحة».
وبعد اكثر من عشر سنوات من الجهود التي بذلها المؤتمر الوطني العراقي وهو جماعة المعارضة العراقية الرئيسية تبنت الولايات المتحدة فكرة اقامة نظام فيدرالي ديمقراطي في العراق في حالة سقوط صدام.
وأسس المصرفي السابق احمد جلبي الذي يعد مرشحا محتملا لرئاسة حكومة في المنفى المؤتمر الوطني العراقي في عام 1992.
ويضم المؤتمر تحت لوائه فصائل رئيسية معارضة لصدام مثل الحزبين الكرديين في شمال العراق وضباطا عراقيين سابقين بالجيش ورجال اعمال ومفكرين، لكن علاقته بالاحزاب الاسلامية المنشقة يسودها الاضطراب.
ويدعو برنامج المؤتمر الوطني العراقي، الذي صيغ في مؤتمر حضره 350 عضوا معارضا عقد في مدينة صلاح الدين عام 1991، الى تشكيل حكومة انتقالية تتولى السلطة في حالة سقوط صدام ووضع دستور فيدرالي يتم اقراره في استفتاء عام.
واصبح المؤتمر اقل توحدا مما كان عليه منذ تشكيله ومنذ ان اجتاحت قوات صدام قواعده في شمال العراق واجبرته على الانتقال الى لندن عام 1996.
وقال مصدر معارض آخر: ان شخصيات اخرى لها قناعات مختلفة عن جلبي قد تتقدم للترشيح لقيادة الحكومة المقترحة مثل اياد علوي الذي يرأس مجموعة من الاعضاء السابقين بحزب البعث الحاكم وآية الله محمد باقر الحكيم الذي يقود نحو ثلاثة آلاف مقاتل اسلامي بالمنفى في ايران.
واضاف المصدر قائلا «الاغلب ان يتم التوصل الى حل وسط وتكون للحكومة قيادة مشتركة»، ويحكم حزب البعث العراق منذ 30 عاما.
وقال اللواء توفيق الياسري الذي يقود مجموعة من الضباط العراقيين في المنفى ان المؤتمر الذي سيعقد في اوروبا يجب ان يكون شاملا بقدر الامكان ولا يقتصر على 100 عضو وهو العدد الذي تم الاتفاق عليه في واشنطن فيما يبدو.
وقال الياسري الذي شارك في قيادة التمرد الذي وقع عام 1991 في جنوب العراق وقضى عليه صدام «نحن نرى تحولا في الموقف الامريكي تجاه المعارضة».
واضاف قائلا «كل المسؤولين الامريكيين اعتادوا عندما نجتمع معهم ان ينصتوا الينا على مدى ساعات ويسجلوا ملاحظات ولا يقولون شيئا».
وقالت مصادر المعارضة العراقية ان جلبي وعلي ابن الحسين الذي ينحدر من الاسرة الهاشمية في العراق يفضلان عقد مؤتمر موسع شبيه بذلك الذي عقد في صلاح الدين وانتهى بتأسيس المؤتمر الوطني العراقي.
وحضر مؤتمر صلاح الدين 350 عضوا تم اختيارهم على اساس التمثيل النسبي للتكوين العرقي للعراق.
وقد أظهر استطلاع للرأي نشر أمس الجمعة ان رئيس الوزراء البريطاني سيواجه معارضة قوية من القاعدة العريضة لحزب العمال الذي يتزعمه إذا أيد أي هجوم عسكري أمريكي على العراق.
والاستطلاع الذي أجرته صحيفة التايمز البريطانية وجد ان 60 من 100 من رؤساء الدوائر الانتخابية لحزب العمال تم استطلاع آرائهم «أبدوا معارضة قوية» لشن حرب على الرئيس العراقي صدام حسين.
وقال خمسة فقط انهم سيؤيدون بلير إذا قرر أشراك قوات بريطانية في أي عمل عسكري.
وتأتي نتائج الاستطلاع في الوقت الذي واصل فيه نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني مساعيه لاقناع الشعب الأمريكي بتوجيه ضربة وقائية إلى بغداد متجاهلاً مشاعر قوية لعدم الارتياح بين الدول الاوروبية الحليفة والدول الإسلامية والرأي العام العالمي الأوسع.
وقال تشيني «ببساطة فإنه لا شك ان صدام حسين لديه الآن أسلحة دمار شامل، ولا شك انه يحشدها لاستخدامها ضد أصدقائنا وضد حلفائنا وضدنا».
وأظهر الاستطلاع انه في حين ان أقلية لا بأس بها من أولئك الذين جرى سؤالهم يعارضون ضربة وقائية تحت أي ظرف فإن الغالبية قالت انها ستوافق علي مثل هذه الضربة إذا كانت هناك «أدلة واضحة وموضوعية» على ان صدام لديه مخزونات من الأسلحة النووية.
وفي الوقت الذي أكد فيه تشيني والرئيس الأمريكي جورج بوش ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد هذا الاسبوع تصميمهم على الإطاحة بالزعيم العراقي فإن حكومة بلير بدت أكثر تحفظا.
ومن المرجح ان تظهر معارضة حزب العمال إلى العلن في سلسلة مؤتمرات حزبية ستعقد في الأسابيع القادمة حيث سيواجة بلير أعضاء قواعد الحزب ومؤيديه التقليديين من أعضاء نقابات العمال اليسارية.
|