تسريبات منتظمة تقوم بها إسرائيل والمنظمات الصهيونية للإيحاء للرأي العام العالمي بأن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، أصبح قيادة غير مرغوب فيها، وباتت ازاحته من قيادة الشعب الفلسطيني أمراً أكيداً وضرورياً لاستمرار عملية السلام بين الجانبين، فمن آخر هذه التسريبات ما نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» لاستطلاع للرأي أجراه معهد «مينا تسيمح» أكد أن ثلثي المجتمع الإسرائيلي فقدوا ثقتهم في عرفات أو أي بديل له، بل أية قيادة فلسطينية بديلة.
وعلى الصحيفة نفسها أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر، في ختام اجتماعه بقيادة الجهاز الأمني الفلسطيني، أن «الفلسطينيين بدأوا بالانفصال عن عرفات».. وقال: لقد تحدثت طوال أربع ساعات مع قياديين في السلطة دون أن يذكروا اسمه « عرفات».
ومن قبل ذلك قامت الإدارة الأمريكية بتسريب معلومات مرة أخرى عن أنها تبحث بشكل جدي عن بديل لعرفات يقوم بالمهام الجديدة للدولة الجديدة التي تزمع الادارة الأمريكية انشاءها.
ومما لا شك فيه أنها تسريبات تتم بشكل منتظم ومتفق عليه بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية لممارسة المزيد من الضغط السياسي والمعنوي على عرفات لقبول الاذعان والشروط الإسرائيلية لقيام دولة فلسطينية «منزوعة الدسم».. وهو الاجراء الذي تم مباشرة بعد فك الحصار العسكري عن مقر عرفات لمحاصرته مرة أخرى سياسياً ومعنوياً من أجل تحطيم معنوياته وتكسير ارادته والقبول والاذعان.
وأزعم أن هذه التسريبات المنتظمة سواء من الجانب الإسرائيلي أو الأمريكي لن تفت في عظم الرئيس الفلسطيني، وحسب معرفتي به، فإن ارادته قوية وعزيمته فولاذية، وقد جربت معه اسرائيل قبل ذلك أكثر من حصار، لكنه خرج منه أشد صلابة، وأقوى عوداً.
لذلك عليهما أن يختصرا الطريق، ويبدأ في المباحثات حول شكل الدولة الفلسطينية تحت قيادة عرفات ورفاقه، لأن هذه الضغوط مهما كان حجمها لن تؤتي ثمارها لسبب بسيط جداً، أنه لم يعد لدى الفلسطينيين ما يقدمونه من تنازلات، وأن ما تم تسريبه عن شكل الدولة الفلسطينية هو الحدود الدنيا لوطن يضم تحت لوائه «الشعب الفلسطيني».
وسواء ارتضى ثلث الشعب الإسرائيلي أو لم يرتضوا بعرفات، كما أبان الاستطلاع، فإنه مختار من شعبه، ولن يقبل الشعب الفلسطيني حالياً عنه بديلاً.
فأريحوا أنفسكم!!
|