Saturday 31th August,200210929العددالسبت 22 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

العمارة في أوروبا العمارة في أوروبا
مركز بومبيدو للفنون Pombidou Centre

* لونارد - باريس:
يعد مركز بومبيدو للفنون بموقعه الوسطي من مدينة باريس واحدا من أجرأ المباني المعمارية على المستوى العالمي لفكرته التصميمية المتميزة والمواد والناتج الذي قاد لمفاهيم جديدة في العمارة الحديثة. ويعده النقاد المعماريون بما يضاهي دار الأوبرا في سيدني من حيث أناقة وقوة الطرح المعماري، حيث يعتبرون ان حجم المشروع وفكرته التصميمية كانا أبعد من منال المعماريين الفرنسيين إذ كان للمعماريين روجرز وبيانو النصيب بتقديم هذا الحل البارع وهما من أصول ايطالية بريطانية، كما كان معظم الطاقم المعماري الهائل الذي عمل على التصميم من المعماريين غير الفرنسيين، وهو مما لم تألفه العمارة في مدينة باريس.
وقد قرر الرئيس بومبيدو عقب انتخابه عام 1969م وهو ممن عرف بشغفه بالفن إنشاء مركزا للفن يهم عامة الشعب وليس فقط الطبقة الارستقراطية التي تهوى الفن عموما. ونظرا لتوسط منطقة Halles في باريس وحيث نشطت مشاريع التطوير باتجاه الغرب. ولم يكن هناك مواقع خالية ضخمة متوفرة في هذه المنطقة المهمة، فقد استهوته فكرة استعمال الأرض التي كانت قد خصصت عام 1930م لبناء متحف للفن المعاصر بكافة أشكاله. ووضع بتصوره أن يكون المنشأ الجديد هائل الحجم يتم وصله بمشروع Halles من خلال ممر للمشاة لتخديم بقية المنشآت ذات الصبغة الثقافية المشابهة، وفوق ذلك كله فقد أراد للتصميم الجديد أن يعبر عن العمارة المعاصرة في القرن العشرين. وقد قوبل القرار بالترحيب من الجهات المختصة وخصوصا في فترة كانت المنطقة بحاجة لانعاش من خلال مشروع حيوي يستقطب الأنظار إليها كونها واقعة في وسط باريس. فاقيمت مسابقة معمارية عالمية هي الاولى على الاطلاق في باريس والتي جرت عام 1971م. وتقدم للمسابقة 681 متسابقا معماريا على مستوى العالم. ولم تكن المسابقة مجرد تقديم حلول واقتراحات إنما كان على المتسابقين تقديم حل معماري متكامل للمشروع يتم اختيار التصميم الفائز من خلال لجنة يرأسها الرئيس بومبيدو شخصيا.
وقد كانت هذ التجربة المعمارية الرائدة من خلال هذه المسابقة جديدة على باريس، وكان العدد الهائل من الحلول المقدمة مربكا لعملية الاختيار للجنة التحكيم التي كانت أيضا مكونة من رموز معمارية عالمية واحتوت على معماري فرنسي واحد فقط. وكانت مؤلفة من أربعة قيمين لمتاحف ضخمة بفرنسا، وأستاذ عمارة فرنسي، واوسكار نيمير من برازيليا، وفيليب جونسون الأمريكي، بالاضافة إلى اميل اليانود المعماري الفرنسي الوحيد، ومهندس فرنسي نصب مسؤولا للجنة التحكيم.
والتصميم الفائز الذي قدم من قبل روجرز وبيانو لم يكن سوى كمية هائلة من الانابيب المعدنية الملونة التي لا تنبىء بالكثير من التنظيم الفراغي المعقد بالداخل. حيث تشابكت مجموعة انابيب وانشاءات من المعدن تبلغ اكثر من 15 الف قطعة معدنية والتي تخفي انشاء زجاجيا بداخلها. وبلغ طول المبنى 166 مترا ومساحته 110 آلاف متر مربع. وتمت المباشرة بانشاء المشروع عام 1972م والانتهاء منه مع مطلع العام 1977م. ويمثل هذا المشروع بداية عصر معماري جديد لمدينة باريس وبداية انطلاقتها نحو تبني العمارة الحديثة.
ويستقطب المبنى أكثر من 25 ألف زائر يوميا وما يزيد عن ثمانية ملايين سنويا من مختلف أنحاء العالم ممن لهم اهتمام بالفن والعمارة، ويحتوي المبني على متحف للفن الحديث ومعروضات فنية من العام 1905م إلى اليوم، وبالاضافة إلى ذلك يحتوي أيضا على مكتبة معلومات عامة للجمهور ومركز أبحاث الصوتيات والدراسات الموسيقية، ومركز الابداع الصناعي وقاعات عرض ضخمة، ومشغل للاطفال ومعرض حرفي تاريخي.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved