Thursday 29th August,200210927العددالخميس 20 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

تأملات في قراراتنا تأملات في قراراتنا
عبدالله بن عبدالعزيز البابطين

لماذا تتسم قراراتنا في الغالب بالعشوائية؟ لماذا قراراتنا تأتي فجائية دون دراسة وتمحيص. نحن العالم العربي بالذات نرى خططنا سواء القريبة والبعيدة المدى جميلة رائعة ولكن على الورق أو عندما يكون الأمر حديث مجالس فالمثالية وبعد النظر وسلامة القصد هي الموجه لنا في اتخاذ القرار ولكن الواقع شيء آخر.المسؤول العربي هو صاحب القرار على الواقع وهو ما ينفذ فعلياً دون النظر لرؤية الآخرين مهما كانت صادقة ورشيدة حتى اللجان التي يناط بها مهمة التخطيط لموضوع معين تجد المسؤول الأول في الجهاز هو الذي يرسم التوجه الذي تسير عليه اللجنة ولذا نرى «رأت اللجنة» يعني رأى المسؤول.. دعونا ننظر حولنا ونتفحص بعض القرارات التي يصدرها المدير فنرى الكثير لا يرون في القرار تناسباً مع الواقع ولا يحقق الهدف المطلوب لكن الجميع لا يستطيعون الاعتراض خوفاً على مناصبهم. لذا تبقى مشكلة القرار العربي قراراً فردياً وهذا يطرح سؤالاً هل المدير المستبد هو غالب القياديين في عالمنا. الإسلام رسم لنا طريقا واضحا ومنهجاً سليما عندما نريد إصدار قرار ما، من ذلك الاستعانة بالله والتوكل عليه واستشعار المسؤولية أمام الله. ثانيا: المشورة وعدم الانفراد بالرأي والتأني وعدم العجلة وهذا هو منهج نبينا صلى الله عليه وسلم ولا أجد داعياً لذكر الآيات والأحاديث فهي كثيرة ومعروفة.
وفي الإدارة تعلمنا أسلوب اتخاذ القرار والخطوات اللازمة لذلك ليكون القرار رشيداً محققاً للأهداف بأقل جهد وتكلفة. انظروا حولكم ثم أجيبوا كم هي القرارات الصادرة هنا وهناك وهي لا تحمل من سمات الرشد شيئاً ؟.الإدارات العامة للتخطيط مهمتها الأولى رسم السياسات المستقبلية القصيرة والمتوسطة والطويلة. والمفترض أن تضم موظفين ذوي كفاءات مؤهلة وعالية ويفترض أيضاً أن الخطط التي ترسمها هذه الإدارة غير قابلة للتغيير عند تغير المسؤول لماذا؟ لأنها أعدت من خلال دراسات وإحصاءات وبحوث لا تتأثر بتغير المسؤول وحسب مزاجيته دون وجود مبررات قوية ومن خلال لجنة متخصصة.
قرار «البلديات»
تطارد البلديات هذه الأيام وبضراوة الباعة الجوالين عند المساجد أو الطرقات وقد نجد للأمانة عذراً إذا كان الباعة غير سعوديين ولا يحملون إقامة نظامية. أما إذا كانوا من أبناء هذا الوطن مأوى الأفئدة واضطرتهم ظروف المعيشة وقسوة الأيام فاقة وفقراً لطلب الرزق لقمة حلال وبأسلوب مشروع لا يتطلب رأس مال كبير ولم يجدوا طريقا آخر فإنني أرى أن ما تقوم به الأمانة ظلم كبير وقطع للأرزاق لفئة لا يجدون عملاً ولا عائلاً وقد سدت في وجوههم فرص العمل إما أنهم لا يحملون مؤهلات تساعدهم أو علاقات تسندهم فلم يجدوا وسيلة تحميهم من غوائل الدهر وطأة الفقر إلا البيع أمام المساجد وفي الطرقات وهو أسلوب شريف ومصدر رزق حلال. وخير من أن يتسولوا هنا وهناك ويتخذوها مهنة تسحق كرامتهم وتهين إنسانيتهم.
إننا إذاً لم ندرس أحوال هؤلاء ونقدم لهم الحلول البديلة التي تحفظ كرامتهم وتسد رمقهم فليس بعيدا أن يصبحوا خطرا يهدد المجتمع ويقوض أمنه فصائلة الجوع تفعل ما لا يجوز والفقر كاد أن يكون كفراً فهل بعد الكفر ذنب. فهل تدفع هؤلاء للكفر بعد الإيمان؟ وهل نساهم في زيادة نسبة البطالة.
إذا لم نقف معهم ونساعدهم حكومة وشعباً فمن يقف معهم ونحن بلد الخير والعطاء بلد التوحيد ومنبع الإسلام نحمل في جوانحنا دين التكافل والرحمة دين البر والتقوى فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا والمؤمنون اخوة.
إن أسلوب المطاردة ليس حلاً ولن يجدي نفعا بل إهدار للطاقات وضياع للجهود فيما لا فائدة منه. المفترض أن تتجه هذه الجهود لمتابعة مستوى النظافة التي أصبحت هما تعيشه الأحياء وخطراً يهدد المواطن بالأمراض. لابد أن توظف البلديات طاقاتها وجهود العاملين فيها للارتقاء بمستوى الأداء على كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات. والله المستعان.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved