حرارة الصيف التي قرأت أنها ستبدأ في الانخفاض هذه الأيام - إن شاء الله- ألهبت الكثيرين من راود الإنترنت لإحياء حملة ظن البعض أنها خبأت وانطفأت في الفترة الماضية ولكن هيهات ذلك والجميع يرى بشكل يومي على شاشات التلفزة مجازر بني صهيون في الأطفال قبل البالغين وأسلوب القمع البربري الذي يستخدمه ذلك الشاروني المأسوني مع اخوتنا وأحبتنا في فلسطين. نعم كدنا أن نعتاد هذا العمل الانتقامي من الإسرائيليين ونستغرب إن مر يوم من دون أن نسمع أو نشاهد مذبحة جديدة. شبه الاعتياد هذا أشعر البعض بأن الملحمة البطولية التي أثبتها وبرهنها العرب والمسلمون على الإنترنت قد انتهت وولت بلا رجعة ولكن الحقيقة هي عكس ذلك بكل تأكيد قد تكون الهالة الإعلامية التي رافقت حملة مهاجمة المواقع والشبكات الإسرائيليةعلى الإنترنت قد هدأت وخفت أخبارها إلا أن هذه الحملة مازالت قائمة ومن نتائجها اختراق أكثر من 50 موقعا تنتهي بامتداد il وهو الامتداد الخاص بالمواقع اليهودية التابعة لإسرائيل وأكثر من 40 موقعاً بإمتدادات مختلفة مابين .com وnet وorg وغيرها هذا بالنسبة للعام الحالي 2002م أما إذا كنا نريد الحديث عن هذه الحرب الإلكترونية منذ بدايتها فالحصيلة أكثر من 400 موقع يهودي وجميعها مسجلة بمواقع رصد الاختراقات وبعد هذا كله يخرج إلينا أحدهم ليقول لنا دعونا من هذه الحرب الخاسرة فنحن لسنا بضد للهاكرز اليهود وحلفائهم.. ألا يعلم هذا العاقل والفاهم والمثقف أي الجانبين هو المنتصر؟
أم أن إحساس الهزيمة لا يزال مسيطرا عليه ولا يستطيع بسببه التفرقة بين معنى الفوز ومعنى الخسارة؟المواقع العربية المتخصصة في هذا المجال كثيرة رغم الحصار الذي يفرضه عليها المستضيف الأجنبي العميل لإسرائيل فتلك الشركات المتخصصة بالاستضافة المجانية والمدفوعة تقوم بإغلاق المواقع الواحد تلو الآخر خاصة إذا ما كانت تحث على ما يعرف بالجهاد الإلكتروني E - Jihad أما البرامج المتخصصة بقذف المواقع الاسرائيلية خارج نطاق الخدمة فهي كثيرة ومتعددة وقد يلزمنا حلقة خاصة لنتحدث عنها بالرغم من أنني تحدثت كثيرا عنها في السابق ولكن هذا الحديث حلو الطعم ولذيذ الفائدة وكما برز العرب في تصميم المواقع بلمساتهم الجمالية ورسومهم العالية وفلاشاتهم الخلابة فقد برزوا أيضا في اختراق المواقع اليهودية والمستهودة بعيدا عن أولئك الأطفال الذين يستهدفون المواقع والمنتديات العربية بالاختراق ظنا منهم أن لعبهم ليس مكشوفا ومعروفا للآخرين.
ألا يعلم هولاء الأطفال أن اتفاقهم مع بعضهم البعض لاختراق مواقعهم للشهرة معروف ومفضوح للجميع؟ أين هي قدرتهم إذن عندما يصبح الحديث عن المواقع الإسرائيلية أيحسبون أننا لا نعلم بما يدور بينهم وفي ماسنجراتهم؟ لكن الحقيقة دائما في النهاية تبدو واضحة للعيان كوضوح الشمس. الحقيقة التي أعرفها جيدا هي أنني فقدت القدرة على إنهاء هذا الموضوع فما يدور في بالي أكبر وأكثر بكثير مما كتبت وقلت ولكن لا يسعني إلا أن أوجه الشكر لكل شبابنا الذين يعملون بصمت ويطبعون أسماءهم المستعارة على صفحات المواقع ويكتبون بالخط العريض في تلك المواقع «تحيا فلسطين».
Shortcut ما زالت شركات الإنترنت تهتم بعدد المشتركين قبل جودة الخدمة ألا يعتبرون بسقوط الكثيرين ممن سبقوهم؟
- أصبحت عندنا مواقع الشات أكثر من المواقع النافعة والسبب كما هو معروف ملازمة المستخدمين لها وشعبيتها الجارفة.
«القرية الإلكترونية» صفحتكم ومشاركاتكم واستفساراتكم محل تقدير فريق عملها دائما وأبدا ..رسالة إلى كل صديق وقارئ ومتابع.
|