تتحدث واشنطن بشكل مكثف هذه الأيام عن شن حرب «محتملة جداً» ضد العراق لاسقاط النظام العراقي وعلى رأسه صدام حسين.. فبعد أحداث 11 سبتمبر استغل الأمريكان هذا الحدث الدامي وبدأوا إطلاق وابل من التهديد والوعيد بلغة «من ليس معنا فهو ضدنا» وعن ما يسمى «محور الشر» أضف إلى ذلك حربها ضد ما يسمى بالإرهاب..
فبعد حربهم في أفغانستان التي كانت نقطة البداية أو ما يسمونها المرحلة الأولى كان من الأمريكان من يتحدث عن النقطة أو المرحلة الثانية من مراحل الحرب ألا وهي العراق.. ولكن فكرة الحرب ضد العراق لم تأت بعد أحداث 11 سبتمبر كما يظن البعض بل كان مُخططا لها قبل سنتين لأهداف منها المصالح الاستراتيجية والاقتصادية العظيمة التي سوف تجنيها أمريكا بعد أن تُنصب «قرضاي عراقي» بعد قرضاي أفغانستان والهدف الآخر طمأنة إسرائيل.. وبالمناسبة الصهاينة سعوا منذ نهاية الستينيات إلى إقناع الإدارات الأمريكية المتعاقبة بضرب العراق وتغيير النظام فعندما ضاق بهم الأمر قصف الطيران الإسرائيلي المفاعل النووي العراقي. والآن الاسرائيليون استعدوا لتلك الحرب بنشر البطاريات المضادة للصواريخ وتلقوا هدية ثمينة من الأمريكان وهي سرب طائرات إف.16 معدلة بالإضافة إلى تلقيهم الضوء الأخضر الأمريكي بإمكانية الرد على أي هجوم عراقي عليهم.
أعود وأتحدث عن الحرب الأمريكية ضد العراق فقبل أيام قليلة أنهى الأمريكان أكبر مناورة عسكرية في تاريخهم حيث خطط لهذه المناورة قبل سنتين وجرت تلك المناورة على أراض شبيهة بالأراضي العراقية واستمرت ثلاثة أسابيع وكلفتها 250 مليون دولار وتضمنت تلك المناورة مهاجمة مواقع توجد بها أسلحة كيماوية.
فبعد تلك المناورة والتكاليف التي أنفقت عليها حتى وان قبل العراق عودة المفتشين فإن الأمريكيين لن يتراجعوا عن الحرب خاصة وان التخطيط كما قلت سابقاً أتى منذ سنتين.. وأن ما قاله بوش ووصف نفسه بالصبور وانه ينتظر معلومات استخباراتية لم يكن الهدف منها سوى المفاجأة والمباغتة بالهجوم بعد أن يعطي المزيد من الوقت لايصال ونقل وتخزين المزيد من الأسلحة وعمل التجهيزات في القواعد «الأمريكية» الجديدة والموجودة في منطقتنا، خصوصا بعدما تأكد الأمريكان بأن السعودية تعارض ضرب العراق وعدم السماح باستخدام أراضينا نقطة للهجوم.. وأما المعلومات الاستخباراتية التي تحدث بوش عنها فهي بلاشك لا تبعد كثيراً عن مكتبه هذا إذا لم تكن موجودة الآن على مكتبه..
والحقيقة أن الأمريكان لا يحتاجون المساعدة من حلفائهم «كما يظن البعض أيضاً» فقبل أيام تحدثت التقارير أن بوش على استعداد لشن الحرب على العراق بمفرده..
|