Tuesday 27th August,200210925العددالثلاثاء 18 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الموقع يضخ المنتجات البترولية من مصفاة جدة عبر أنابيب بطول 43 كم الموقع يضخ المنتجات البترولية من مصفاة جدة عبر أنابيب بطول 43 كم
نائب خادم الحرمين الشريفين يفتتح موقع الخزن الإستراتيجي بجدة اليوم
الموقع يقوم بتأمين احتياجات المنطقة الغربية من المنتجات البترولية للأغراض المدنية والعسكرية

  * جدة - أحمد سعيد العمري - علي السهيمي:
يفتتح نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز اليوم الثلاثاء موقع الخزن الاستراتيجي بمحافظة جدة.
ويقوم موقع الخزن الاستراتيجي بجدة الذي بدأ العمل به في 28 جمادى الأولى 1411هـ بضخ المنتجات البترولية من مصفاة جدة عبر خط انابيب الامداد الذي يبلغ طوله 43 كم الى كهوف التخزين تحت الجبال.
ويأتي موقع جدة في المرتبة الثانية من ناحية تقدم أعمال التنفيذ بعد موقع الرياض. ويقوم الموقع بتأمين احتياجات المنطقة الغربية للمملكة العربية السعودية من المنتجات البترولية وذلك للأغراض المدنية والعسكرية اضافة الى توفير طاقة تخزينية لمساندة نظام توزيع المنتجات البترولية التابع لشركة أرامكو السعودية في المنطقة.
ومن المقرر ان يقام حفل خطابي بهذه المناسبة يبدأ بآي من الذكر الحكيم ثم كلمة معالي مستشار النائب الثاني والمشرف على البرنامج السعودي للخزن الاستراتيجي الاستاذ علي بن ابراهيم الحديثي فكلمة رئيس شركة أرامكو وكبير الاداريين التنفيذيين الاستاذ عبدالله بن صالح جمعة بعد ذلك كلمة مدير الشركة المنفذة المهندس رويلي هميجرن فعرض لفيلم وثائقي عن البرنامج ثم يتفضل سمو نائب خادم الحرمين الشريفين بازاحة الستار عن اللوحة التذكارية.
يعقب ذلك جولة داخل معرض الخزن الاستراتيجي ثم تقدم الهدايا لسموه الكريم وأخذ الصور التذكارية فالتوجه لصالة الطعام وتنأول طعام الغداء فالسلام الملكي ومغادرة سموه الكريم بحفظ الله ورعايته لموقع الحفل.
الجدير بالذكر ان الخزن الاستراتيجي يقوم بتأمين الاحتياجات اللازمة لتأمين الطاقة من المنتجات البترولية.
أهمية تأمين الاحتياجات اللازمة من الطاقة
وتعطى الدول المتقدمة في العالم اهمية كبرى لتأمين الاحتياجات اللازمة من الطاقة وعلى رأسها المنتجات البترولية الرئيسية، وذلك لضمان استمرار خطط التنمية والتقدم للمجتمع وقت السلم بصفة عامة والحفاظ على ارصدة استراتيجية محمية ومأمونة توفر احتياجات القوات المسلحة وقت الطوارئ بصفة خاصة.
ويلعب مشروع الخزن الاستراتيجي دورا حيويا وهاما بالنسبة للمملكة العربية السعودية.
ففي اوقات السلم يضمن هذا المشروع استمرار تلبية كافة الاحتياجات الوطنية من المنتجات البترولية دون توقف كجزء من أنظمة الامداد والتوزيع التابعة لشركة أرامكو السعودية.
اما في اوقات الطوارئ «الحرب» - لا قدر الله - فانه يضمن تغطية احتياجات القوات المسلحة من المنتجات البترولية والقطاعات المدنية الحيوية الهامة كقطاع الزراعة والصناعة والنقل.
كما ان المخزون الاستراتيجي للمنتجات البترولية مردود اقتصادي حيوي وهام، حيث انه يغني عن استيراد هذه المنتجات من الخارج سواء في حالة مواجهة مواقف حرجة «لا قدر الله» في الانتاج من المصافي المحلية او زيادة مفاجئة في الطلب لبعض انواع المنتجات البترولية وكان الرصيد المحلي منها لا يكفي لتغطية هذه الطلبات.
فلسفة التشغيل
تعتمد فلسفة تشغيل مشروع الخزن الاستراتيجي على اربعة عناصر أساسية هي:
* موقع الخزن.
* مصدر الامداد «مصفاة».
* خطوط الانابيب.
* محطة توزيع.
حيث يتم ضخ المنتجات البترولية من محطة الضخ التي انشأها البرنامج داخل مصفاة شركة أرامكو السعودية وعبر خطوط انابيب الامداد للمخازن تحت الجبال حيث يتم تخزين الديزل «البنزين» وقود الطائرات وعند انقضاء المدة المحددة للخزن او اذا دعت الضرورة يتم سحب المنتج عن طريق محطة الضخ تحت الجبال عبر خطوات انابيب التوزيع المحمية الى محطة التوزيع التابعة لشركة أرامكو السعودية ومنها للجهات المستفيدة ويتم تعويض المنتج الموزع بآخر جديد، وفي حالة تعرض خطوط الانابيب او محطات التوزيع لهجوم المعتدي - لا قدر الله - فانه بالامكان توزيع المنتجات البترولية من مواقع الخزن الى الجهة المستفيدة مباشرة بواسطة الشاحنات عن طريق نقاط تعبئة موزعة استراتيجيا.
كما تم ربط كافة المواقع مع مركز عمليات التحكم بشركة أرامكو السعودية بالظهران عن طريق شبكة معلوماتية من الالياف البصرية ذات السعة الدائرية العالية مما يمكن من مراقبة مستوى المخزون وخواصه من بعد آلاف الكيلو مترات كما تم الربط مع وزارة الدفاع والطيران لتزويد الدولة بأدوات اتخاذ القرارات في الحالات الطارئة. ولضمان استمرار تشغيل مواقع الخزن الاستراتيجي وتحت اي ظرف كان فان الامر يتطلب توفر الطاقة الكهربائية وبشكل مستمر.
لذا فقد صممت مواقع الخزن على أساس تزويدها بالطاقة الكهربائية من الشركة السعودية الموحدة للكهرباء سواء وقت السلم او وقت الحرب وفي حالة انقطاع التيار الكهربائي من الشركة لأي سبب كان فسيتم تشغيل محطة توليد الطاقة الموجودة تحت الجبال آليا.
شبكة خطوط الأنابيب والنظرة التكاملية
تقع المملكة العربية السعودية على مساحة شاسعة ومترامية الاطراف تجعل من الصعوبة بمكان ربط جميع مدنها وقراها بشبكة خطوط انابيب لايصال المنتجات البترولية لها مما اوجد مناطق معزولة عن تلك الشبكة اما لصعوبة ووعورة تضاريسها او بعدها عن المصافي ومحطات التوزيع لذا يتم تزويدها بالمنتجات البترولية عن طريق الناقلات البرية مما يكبد الدولة مصاريف طائلة سواء من خلال تكاليف النقل او استهلاك الطرق وكثرة الحوادث. وبالنظر الى توزيع مواقع الخزن الاستراتيجي الخمسة جغرافيا واستراتيجيا والتي تتطلب ربط تلك المواقع بالمصافي ومحطات التوزيع عبر شبكة خطوط انابيب مدفونة تحت الارض لغرض الحماية فقد قام مشروع الخزن بتنفيذ شبكة ضخمة من خطوط الانابيب تزيد اطوالها عن 700 كم تصل مواقع الخزن الاستراتيجي بالمصافي ومحطات التوزيع وقد روعي عند اعداد تصاميم تلك الشبكة تطبيق مواصفات شركة أرامكو السعودية واستخدام معدات وأجهزة من قبل موردين معتمدين لديها وذلك لتحقيق تكامل تشغيلي مع منشآتها ومرافقها وتسهيلا لعمليات التشغيل والصيانة مستقبلا.
ومن امثلة المدن التي ساهم مشروع الخزن الاستراتيجي في ربطها بمرافق ومنشآت أرامكو السعودية «المدينة المنورة» و«أبها».
فمدينة ابها والتي كانت تمد بالمنتجات البترولية بواسطة الشاحنات البرية، اصبحت مرتبطة مع محطة التوزيع في جازان بخط انابيب يبلغ طوله 245 كم عبر الاودية والجبال الوعرة حيث يخترق بعض تلك الجبال بنفق يبلغ طوله 10كم، ومرتفعا فوق سطح البحر بأكثر من 2000م لارتفاع مدينة ابها مما الزم البرنامج بانشاء محطتي دفع للمنتج فوق الجبال، الأولى على ارتفاع 327م والثانية على ارتفاع 1454م عن سطح البحر الى ان يصل الى محطة التوزيع الجديدة التي يجري تنفيذها حاليا من قبل شركة أرامكو السعودية ومن ثم الى موقع الخزن الاستراتيجي بأبها.
اما المدينة المنورة فقد تم ربطها مع مصفاة ينبع بخط انابيب يبلغ طوله 162كم، مرتفعا خلال مساره بما يزيد عن 700م فوق سطح البحر مخترقا بعض الجبال بنفق يبلغ طوله 13 كم ليصل الى محطة التوزيع المزمع اقامتها من قبل شركة أرامكو السعودية الى ان يصل الى موقع الخزن بالمدينة المنورة.
ومما لا شك فيه ان المحافظة على المنتجات البترولية التي سيتم تخزينها في مواقع الخزن الاستراتيجي لأطول فترة ممكنة دون تغيير في خواصها الطبيعية والكيميائية هي من الأهداف الأساسية التي سعت ادارة البرنامج لتحقيقها.
لذا قامت ادارة البرنامج وبمشاركة الشركة المنفذة بعمل دراسات وابحاث مخبرية بهدف تحديد مواصفات المنتجات البترولية المراد تخزينها لضمان بقائها محتفظة بمواصفاتها وجودتها لأطول فترة ممكنة.
ولتنفيذ ذلك تم اخذ عينات من المنتجات البترولية المحلية من مصافي البترول بالمملكة «الرياض، جدة، ينبع، رأس تنورة» في شهر جمادى الأولى 1410هـ والمنتجة طبقا للمواصفات المحلية لشركة سمارك «أرامكو» وارسلت الى معهد بحوث جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية بولاية تكساس وذلك لاجراء التجارب والاختبارات المعملية على العينات للتأكد من صلاحيتها للتخزين الطويل في ظروف مماثلة للاجواء المناخية بالمملكة العربية السعودية، وعلى ضوء نتائج التجارب المعملية امكن تحديد المتطلبات الفنية لمواصفات البرنامج للمنتجات البترولية المحلية قبل التخزين الطويل والتي تضمن استمرار تخزين هذه المنتجات البترولية بمواقع البرنامج مع المحافظة على جودتها ومواصفاتها القياسية لفترة طويلة ولحد أدنى سنتين وذلك لأطالة مدة التخزين قدر المستطاع قبل اعادة تدوير هذه المنتجات المخزنة بكميات أخرى جديدة والاخذ في الاعتبار عند وضع هذه المتطلبات الفنية قدرة المصافي المحلية على انتاج مثل هذه المنتجات بالامكانيات المتاحة حاليا. وحيث تم التوصل الى نتائج ايجابية ومشجعة من معهد بحوث جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية وحرصا من ادارة الخزن الاستراتيجي الشديد على تأكيد نتائج الاختبارات المعملية للمنتجات البترولية التي تم التوصل اليها وللزيادة في الطمأنينة تم انشاء مختبر التجربة المعملية في موقع الرياض وتم تجهيزه بأحدث الأجهزة والمعدات التقنية المستخدمة لاجراء الاختبارات المعملية الخاصة بالمنتجات البترولية التي يتطلبها مشروع الخزن الاستراتيجي حيث تم اخذ عينات من مختلف مصافي المملكة في شهر رمضان لعام 1416هـ «الموافق مطلع عام 1996م» وخزنت في خزانات صغيرة في ظروف مماثلة لظروف التخزين تحت الجبال وبدئ بأخذ عينات من هذه الخزانات بشكل ربع سنوي وإجراء التجارب بمشاركة شركة أرامكو السعودية.
وقد اظهرت جميع الاختبارات التي تمت نجاحا فائقا - ولله الحمد - منذ بداية تلك الاختبارات وحتى تاريخه.
وفي مطلع شهر ذي الحجة 1419هـ «الموافق مارس 1999م» تم البدء بتعبئة المخازن الموجودة تحت الجبال في موقع الرياض، وبعد مرور اكثر من عامين على تعبئة أول مخزن فان المواصفات التي تراقب بشكل شهري لم تتغير وجاءت النتائج العملية ولله الحمد مطابقة للاختبارات المعملية الدقيقة.
تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية في المشروع
تعتبر الكوادر الوطنية الركيزة الأساسية للنهوض بمجالات ومقومات الدول، وعلى هذا الأساس وبمتابعة دائمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس البرنامج السعودي للخزن الاستراتيجي اصبح هاجس ادارة البرنامج هو توظيف وتدريب وتأهيل الكوادر السعودية للعمل في مشروع البرنامج، وبالفعل تم توظيف اكبر عدد يمكن للمشروع استيعابه من السعوديين وبمختلف التخصصات ليعملوا جنباً إلى جنب مع الخبرات العالمية العاملة في المشروع ولتتمكن هذه الكوادر من الاستفادة من هذه الخبرات تدريجيا لتقوم بدورها في المشاركة الفعالة في انجاز مراحل مشروع البرنامج المختلفة بدءا بالتصاميم ومرورا بالتنفيذ وانتهاء بالاختبارات التشغيلية والتعبئة الأولية وتشغيل وصيانة مرافق المشروع ووحداته. ومع بداية المشروع قامت ادارة البرنامج برسم خطة تدريبية وتأهيلية لمنسوبي البرنامج السعوديين لتمكنهم من اخذ اماكنهم الطبيعية في ادارات ومواقع البرنامج تم الانتهاء منها بنجاح ولله الحمد وكانت على النحو التالي:
1- ابتعاث عدد كبير من المهندسين والاداريين لدراسة اللغة الانجليزية في كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
2- ابتعاث عدد من المهندسين بمختلف التخصصات وتدريبهم على التصاميم المبدئية والتفصيلية لمراحل المشروع المختلفة مع الشركات الكبرى التي تولت تصاميم المشروع مثل شركة «سنام بروجتي» الايطالية وشركة «اي بي بي» النرويجية وشركة «اكر» النرويجية وكذلك شركة «ايه بي في روك جروب» السويدية وذلك لفترات تتراوح بين 6 إلى 15 شهراً تدريبياً.
3- ابتعاث عدد من المهندسين لدورات تخصصية في عدد من الجامعات الأمريكية الكبيرة مثل جامعة هارفرد وبيركلي وجورج واشنطن.
كما تقوم ادارة البرنامج وحسب حاجة العمل بتدريب عدد من الاداريين والمهندسين في دورات تخصصية بمعهد الادارة العامة بالرياض اضافة الى ذلك فقد تم التنسيق بين ادارة البرنامج والشركة المنفذة لانشاء مراكز تدريب في مواقع مشروع البرنامج بهدف تدريب الكوادر السعودية على الاعمال الفنية المهنية مثل اعمال اللحام والكهرباء والالكترونيات والآلات الدقيقة والدهان واعمال الصيانة وذلك لفترات تتراوح بين ستة اشهر وسنة مما يؤهلهم للعمل في المواقع بعد انتهاء فترة تدريبهم.
هذا وبالرغم من ظروف العمل الصعبة في مواقع المشروع وتباعدها عن المدن الرئيسية فقد أولت ادارة البرنامج سعودة الوظائف في المواقع اهمية قصوى حيث بلغت نسبة العمالة السعودية الفنية في المشروع اكثر من 20% في حين بلغت نسبة السعودة في الادارة العامة للبرنامج ما يقارب من 80% وقد تم توظيف اكثر من «5000» موظف سعودي منذ بدء المشروع.
وبفضل من الله وبتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس البرنامج السعودي للخزن الاستراتيجي اصبح للكوادر السعودية مراكز حساسة ومهمة في هياكل تنظيم ادارات ومواقع البرنامج وتسلموا مراكز القيادة في جميع ادارات واقسام المشروع الادارية والفنية وبذلك اصبح البرنامج يمثل واجهة حضارية مشرفة للوطن ونقلة نوعية كبرى في مجال نقل التقنيات الحديثة والمتطورة الى ايدي الكوادر الوطنية.
  الخزن الاستراتيجي يبرهن على نجاح المقأول والمصنع السعودي
تعد المملكة من الدول المتقدمة في كثير من المجالات التنموية وعلى رأسها النهضة الصناعية والتي أولتها قيادتنا الحكيمة الكثير من الاهتمام والتشجيع الي ان وصلت في كثير من مجالاتها الى مصاف الدول الصناعية الكبرى ومنذ بدء الدراسات الأولية للمشروع كانت توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس البرنامج السعودي للخزن الاستراتيجي تؤكد على الاستفادة القصوى والاعتماد على المنتج الوطني واتاحة جميع الفرص الممكنة للمقأول والمورد السعودي للمشاركة في هذا المشروع الحيوي والهام وتنفيذا لتوجيهات سموه الكريم فقد أولت ادارة البرنامج جل اهتمامها للاعتماد على المقأولين والموردين السعوديين تصميما وتوريدا وتنفيذا مما ادى الى تنمية قطاع الانشاءات والصناعة في المملكة وتطوير تقنيات واساليب الحفر والانشاء.
هذا وقد عمل في مشروع الخزن الاستراتيجي ما يقارب من 1000 مؤسسة وشركة سعودية كانت وما زالت مرتبطة بأعمال وعقود تنفيذ وتوريد مع مشروع الخزن الاستراتيجي كما انه تم استخدام منتجات ما يقارب من 90 مصنعا سعوديا في مختلف الصناعات لإنشاء وتنفيذ مكونات المشروع.
تسليم مواقع الخزن لشركة أرامكو السعودية
تنفيذا للأمر السامي الكريم المتضمن تسليم مواقع الخزن الاستراتيجي بعد اكتمال انشائها من قبل ادارة البرنامج الى شركة أرامكو السعودية لتشغيلها ولكي يتسنى لشركة أرامكو السعودية القيام بذلك دون عوائق فنية فقد أعدت ادارة البرنامج خطة مفصلة لنقل اعمال التشغيل الى شركة أرامكو السعودية اشتملت على العناصر التالية:
- حضور مندوبي شركة أرامكو السعودية لكافة اختبارات التشغيل والتعرف على كيفية عمل الأنظمة «الكهربائية، الميكانيكية، التحكم، التحصينات، السلامة.. إلخ».
- اقرار برنامج للتدريب العملي على التشغيل عن طريق ملازمة مشغلي أرامكو السعودية للمشغلين من الشركة المنفذة.
- الزام ادارة البرنامج مقأولي الباطن والموردين للأنظمة والأجهزة المختلفة بالمشروع القيام بتدريب مشغلي أرامكو السعودية على كيفية تشغيل تلك الأنظمة.
هذا وقد تم تسليم موقع الخزن الاستراتيجي بالرياض لشركة أرامكو السعودية في شهر ذي القعدة من عام 1420هـ «الموافق فبراير 2000م» بعد الانتهاء من كافة اختبارات الأنظمة وتعبئة الموقع بالمنتجات البترولية لتتولى مهام تشغيله وصيانته.
ونزولا عند رغبة أرامكو السعودية فقد استمرت ادارة البرنامج بتقديم الدعم والمساندة في اعمال التشغيل والصيانة لشركة أرامكو السعودية ولمدة ستة اشهر اضافية بعد تسليم الموقع لها.
نبذة عن موقع الخزن
الاستراتيجي بجدة
يأتي موقع جدة في المرتبة الثانية من ناحية تقدم اعمال التنفيذ بعد موقع الرياض، حيث بدأت اعمال الحفر في الثامن والعشرين من شهر جمادى الأولى من عام الف وأربعمائة واحد عشر هجرية، ولكون طبقة تكوين الموقع عبارة عن صخور نارية صلبة مع بعض التداخلات الصخرية الأخرى فكان لابد من استخدام تقنية الحفر بواسطة التثقيب والتفجير.
يقوم موقع جدة بتأمين احتياجات المنطقة الغربية للمملكة العربية السعودية من المنتجات البترولية وذلك للأغراض المدنية والعسكرية كما يقوم بتوفير طاقة تخزينية لمساندة نظام توزيع المنتجات البترولية التابع لشركة أرامكو السعودية في المنطقة.
وتتلخص فلسفة تشغيل موقع جدة في ضخ المنتجات البترولية من مصفاة جدة عبر خط انابيب الامداد الذي يبلغ طوله «43» كم الى كهوف التخزين تحت الجبال، وعند انقضاء المدة المحددة للتخزين او اذا دعت الضرورة يتم تدوير المنتجات بضخها عبر خط انابيب التوزيع البالغ طوله «51» كم الى محطة توزيع المنتجات البترولية بشمال جدة وفي نفس الوقت يتم تعويض الوقود المستهلك بوقود جديد يضخ من مصفاة جدة الى كهوف التخزين.
البعد الاستراتيجي والنظرة الشاملة
تلعب المشتقات البترولية دورا حيويا وهاما في اوقات السلم، وتزداد الحاجة لها وبشدة وتصبح عملة نادرة في اوقات الحرب، كون المنشآت النفطية تعتبر من الأهداف الأساسية التي يتم تدميرها، مما يدفع كثيراً من الدول المتقدمة الى الاحتفاظ بمخزون استراتيجي يكفي لتغطية احتياجات قواتها المسلحة والقطاعات المدنية الحيوية كالزراعة والصناعة والنقل.
ومن هذا المنطلق حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين على توفير تلك السلعة النادرة وفي أي وقت كان وذلك عن طريق انشاء خمسة مواقع محصنة تحت الجبال لتخزين المنتجات البترولية تم توزيعها توزيعا استراتيجيا دقيقا يضمن تغطيتها لاحتياجات كافة مناطق المملكة.
ولتحديد الكميات المراد تخزينها من المنتجات البترولية عقدت عدة اجتماعات بين منسوبي البرنامج السعودي للخزن الاستراتيجي والقطاعات الأخرى مثل القوات المسلحة وخاصة القوات الجوية، بترومين، سمارك، وزارة المواصلات، وزارة الزراعة والمياه، وزارة الصناعة والكهرباء، وقد تم الحصول على معلومات كثيرة ومستفيضة بخصوص الاحتياجات الوطنية من المنتجات البترولية ساهمت في تحديد الكميات المراد تخزينها.
وبتوفر هذا المخزون الاستراتيجي الهائل فان امداد قواتنا المسلحة وقطاعاتنا المدنية الحيوية بالمنتجات البترولية لن يتوقف بإذن الله تعالى وستستمر عجلة الحياة في هذا البلد المعطاء وتحت أي ظرف كان.
الفوائد الاقتصادية
يلعب الدور الاقتصادي للمشروع دورا مهما وحيويا لقطاع التوزيع في المملكة حيث ان القدرة التخزينية الضخمة للمواقع الخمسة تمنح شركة أرامكو السعودية القدرة على تعويض أي نقص للمنتجات البترولية لأي سبب كان كما ان شبكة الأنابيب الضخمة التي انشأها المشروع والتي سبق الحديث عنها ستنعكس ايجابا في المستقبل القريب حيث سيتوقف نقل الوقود عن طريق الناقلات البرية والتي تكبد شركة أرامكو السعودية مبالغ طائلة بالاضافة الى كثرة الحوادث واستهلاك الطرق وبالرغم من قصر العمر الزمني لتشغيل موقع الخزن الاستراتيجي بالرياض والذي بدأ تشغيله من قبل شركة أرامكو السعودية قبل حوالي سنة ونصف الا ان بوادر الفوائد الاقتصادية للمشروع بدأت تتضح ومن الامثلة على ذلك ما يلي:
1- في مواسم الحج يزداد الطلب على المنتجات البترولية والذي كان يتم تغطيته في السابق بالاستيراد من الخارج الا ان مشروع الخزن الاستراتيجي عوض ذلك النقص في عامي 1420 - 1421هـ.
2- عند خضوع المصافي للصيانة الدورية حينها تقوم شركة أرامكو السعودية بسحب كميات من الوقود المخزن لتغطية السوق المحلي وقد حدث ذلك لمصفاة الرياض العام الماضي.
3- عند حدوث عطل مفاجىء - لا قدر الله - حينها تقوم شركة أرامكو السعودية بسحب كميات من الوقود المخزن لتغطية الاستهلاك المحلي والوفاء بالالتزامات التعاقدية في السوق الخارجي وذلك كما حدث لمصفاة رأس تنورة حينما تعطلت وحدة التكسير الهيدروجيني.
ان كميات التخزين الهائلة التي يتمتع بها المشروع تفتح آفاقا أخرى خارج حدود المملكة حيث تمنح فرصة ذهبية للاستثمار عن طريق تصدير المنتجات البترولية المخزنة تحت الارض عند ارتفاع الاسعار، اضافة الى الدور الذي يمكن ان تلعبه في السوق العالمي من خلال توفر هذا المخزون الهائل عند النقص الحاد عالميا.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved