«جون ووكر، دانيال بيرل» الأول أمريكي طالباني تم القبض عليه في أفغانستان إثر سقوط حركة طالبان ومن ثم تم ترحيله إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتتم محاكمته حالياً وفق الإجراءات القانونية الأمريكية محاكمة عادلة بينما يقبع زملاؤه من مواطني الدول الأخرى في أقفاص كالحيوانات في جزيرة جوانتنامو بكوبا!!!.والثاني صحفي أمريكي تم خطفه في باكستان من قِبل مجهولين أعدموه فيما بعد.. إثر ذلك تم تجنيد الأمن الباكستاني لعدة شهور لملاحقة المشتبه فيهم وبعد القبض عليهم حكم على أحدهم بالإعدام في المقابل وعلى بُعد عدة كيلو مترات تقوم الطائرات الأمريكية بين الحين والآخر «بإعدام» المدنيين الأفغان بالجملة عبر ما تسميه خطأ!!.
هذان أحدث نموذجين يوضحان الهوة الإنسانية العميقة بين تعامل أمريكا مع مواطنيها وتعاملها مع مواطني وشعوب الدول الأخرى.. إذ من حق المواطن الأمريكي أن يتمتع بالحماية والرعاية من دولته ولكن لا يعني ذلك أن تقوم تلك الدولة بانتهاك الحقوق الإنسانية والمدنية لمواطني وشعوب الدول الأخرى سواء الذين يقبعون في أقفاص في جزيرة جوانتنامو بكوبا أو الذين تقتلهم وتدمر منازلهم الآلةالعسكرية الأمريكية بأيدٍ إسرائيلية في فلسطين أو الذين يلاقون شظف العيش في العراق من جراء الحظر المفروض على هذا البلد منذ أكثر من عشر سنوات أو العرب والمسلمون الذين يعيشون في أمريكا وخارجها أو في أفغانستان بلد «الأخطاء الأمريكية!!» إذ ان ما يصل إلى «4000» مدني أفغاني لقوا مصرعهم منذ بدء الحملة الأمريكية على أفغانستان وفقاً لما ورد في صحيفة نيويورك تايمز الصادرة يوم الأحد 21 يوليو 2002م وآخر مشهد على ذلك قيام الطائرات الأمريكية بقصف حفل زفاف في قرية «كاركاي» جنوب أفغانستان فقتلت أكثر من خمسين وأصابت أكثر من مائة معظمهم من النساء والأطفال!!.وأخيراً فإن الهوس الأمني الأمريكي هذا الذي أدى ولا يزال إلى انتهاك الحقوق الإنسانية والمدنية لمواطني وشعوب الدول الأخرى كفيل لوحده بتعاظم الكره للولايات المتحدة الأمريكية سواء في العالم الإسلامي أو خارجه وبالتالي فإن ذلك له عواقب وخيمة على تلك الدولة سواء على المدى المتوسط أو البعيد، وفي اعتقادي فإن انتهاك تلك الحقوق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية يبقى من الملامح الابتدائية لتفكك وانهيار هذه القوة العظمى ولنا في مصير القوى المماثلة في العصور الحاضرة والغابرة خير دليل وأكبر برهان.
|