أجرى هذا التحقيق: راشدالحمدان
ضيف الاسبوع شاب من شبابنا برع في الدراسة وبز زملاءه وفاق أترابه هو الشاب الأمير فيصل اكبر انجال سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز.. فاتحته في اخذ حديث منه للنشر في الجزيرة وضرب موعداً وفي الموعد المحدد اتجهت ومعي مصور الصحيفة الى داره فجرى معه حوار طويل غير مركز على ناحية معينة كما سترى فالحديث عام وشامل.
والآن لنبدأ اللقاء مع الأمير الشاب فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الذي يدرس العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الامريكية.
* مرحباً بالأمير فيصل في ضيافة الجزيرة.
أنا أرحب بك أكثر واهلا بالصحافة وبالجزيرة خاصة لان اسم الجزيرة اسم عظيم وخالد في اعماق التاريخ.
س/ لنبدأ المقابلة.. وليكن السؤال الأول عن رأيكم في الجهود التي تبذلها وزارة المعارف في سبيل تطوير التعليم.
في الحقيقة ان وزارة المعارف يجب ان تشكر على الجهود التي تقدمها لابناء هذه المملكة في مجال التعليم والثقافة.. وجهود هذه الوزارة لاشك ملموسة ومحسوسة في كل قرية ومدينة وفي مجال البعثات الخارجية للدراسات العليا والجامعية..
ولاشك ايضا ان الدولة تعنى بهذا القطاع العناية الكاملة ويرصد لذلك مبالغ ضخمة.. لان في ذلك السبيل الوحيد لا يجاد جيل واع.. وشباب مثقف مخلص يقوم بخدمة بلاده وأمته..
لذلك فيجب ان لا نستغرب الاعمال المخلصة التي يقوم بها رجال وزارة المعارف وعلى رأسهم معالي الشيخ حسن آل الشيخ.. فهم يدركون الثقة الغالية التي اولاها لهم رائدنا وقائدنا جلالة الملك فيصل المعظم.
س/ هل لكم ان تعطونا فكرة عن حال الطلاب السعوديين بامريكا؟
ان حال الطلاب السعوديين في امريكا هي احسن حال فالرواتب الكافية والتأمينات الصحية.. والمراقبة لحل المعترضات والمشكلات.. وتسهيل سبل الدراسة ووسائلها كل ذلك اوجد للطلاب السعوديين حالا ممتازة يحسدون عليها من الاخرين..
ولا انسى ان اشيد بدور المكتب الثقافي هناك.. فقد ساعد الوزارة لتحقيق مطالب طلابها وأنشأ العلاقات الثقافية بين البلدين على مفهوم سليم ومفيد.
س/ ما هو الدور الذي يجب ان تقوم به المملكة العربية السعودية كمركز قلب للعالم الاسلامي في سبيل مساعدة المسلمين في اصقاع الأرض؟..
ج لاشك ان المملكة العربية السعودية هي مصدر الاشعاع الاسلامي.. وهي مهبط الوحي.. ومنبع نور الرسالة التي لم تكن للعرب وحدهم.. ولكنها كانت للعالم اجمع.
والرسول صلى الله عليه وسلم خرج من هذه البلاد برسالته.. ودعا اليها جميع العالم.. وآمن به من آمن وشذ عنه من شذ.. وكافح من بعده المسلمون.
فاذا ما يسر الله لقادة هذه الدولة ما يهدفون اليه وهو ما سعى اليه أوائلهم فان ذلك ليس مستغرباً.
ولاشك ان دور بلادنا كبير.. وعليها يقع حمل عظيم.. وقد بدأت فعلا في مساعدة المسلمين في اصقاع مختلفة من الارض.. وفتحت المساجد.. وساهمت بالمرشدين.. واستقبلت ابناءهم هنا وعينت لهم المكافآت والسكن ليعرفوا دينهم على حقيقته وليعودوا الى بلادهم رسل خير وسلام.
س/ الموضوع الذي تدرسونه في الولايات المتحدة ما هو؟
ج/ العلوم السياسية..
س/ وهل تتفضلون بتعريف هذا العلم؟
ج/ هو العلم الذي يدرس انظمة الحكم المختلفة والقوانين الدولية.. وسير الرجال والقادة ومدى فعالية سياساتهم وقياداتهم.. وتأثيرها في حياة شعوبهم.
س/ ما هي اهدافكم في الحياة؟
ج/ هدفي الاول والاسمى في الحياة هو خدمة بلادي وأمتي.. وان أرد ولو جزءا قليلا من فضلها الكبير عليَّ في تهيئة الجو والوقت والراحة كطالب.. ولا شك ان كثيرا من زملائي الطلبة يشاركونني هذه الأمنية.
س/ لعل سموكم قد شاهد هذه الحفريات القائمة في الرياض في كل مكان.. واعني بها مشروع مياه الرياض فما رأيكم في هذا المشروع وما مدى فعاليته؟؟
ج/ لاشك ان هذا المشروع من المشاريع الضخمة التي تقوم بها الدولة.. وتمثلها في ذلك وزارة الزراعة والمياه.. والمشروع في حد ذاته شيء ضروري ليس للرياض فقط بل لجميع مدن المملكة وقراها..
والذي اعرفه ان وزارة الزراعة قد قامت بعمل شبكات مياه متعددة في اماكن مختلفة من بلادنا الكبيرة..
الا ان هذا المشروع يمتاز لكونه يضم اربع محطات للتنقية في كل من الحاير.. والملز والشميسي ومنفوحة.. ولقد قرأت التقرير الكامل الذي كتب عنه في الصحف.. وسوف تصل المياه الى اعلى البيوت نقية مصفاة.. وبدون الحاجة الى مضخات..
كما ان هذه المواسير التي احضرت تمتاز بعدم قابليتها للتقلص او (الحلاء) وستكون فعالية المشروع عظيمة.. كما انه سيساهم في التطور الصحي لدى المواطنين.. والمشروع وان كان سبب بعض الازعاج للمواطنين بواسطة هذه الحفريات المتعددة..
لا ان المواطن يدرك المصلحة من ذلك.. ولذلك فانه يتقبل هذا الازعاج وتلك المضايقة غير المعهودة بصدر رحب.. فهو شيء لابد منه للدول المتطورة.
س/ من هو الاديب الذي تقرأ له في الداخل.. والخارج.. ومن هو شاعرك المفضل قديما وحديثا؟.
ج/ اعتقد انه يجب الا يتقيد القارىء بأديب معين.. بل عليه ان يقرأ للجميع وبعد ذلك يحكِّم عقله وفكره. ومبدأه اما شاعري المفضل فهو ابو الطيب المتنبي قديما.. وأحمد شوقي حديثا.
س/ وما دمنا في الحديث عن الشعر والشعراء.. فما رأيك لو قلنا ان الشعر خيال والامارة واقع فكيف تعلل اجتماع الوصفين في شخص مثل الأمير عبدالله الفيصل.
ج/ تقصد بالامارة.. السلطة.. اي الشخص المنفذ اوامر الدولة.. اذا كان كذلك فالقول: لاشك ان الامير عبدالله الفيصل من شعراء الجزيرة الافذاذ.. وله روائع تعتبر من عيون الشعر المعاصر.. تبرز فيها احاسيس الامير عبدالله الصادقة..
ولكن قبل كل شيء.. فالامير عبدالله انسان.. والانسان له عقل وقلب.. ومتى ما تحكم العقل في القلب وجد الاتزان.
س/ «التكاسي».. ما رأيك لو حولت الى شركات منظمة للنقل العام؟
ج/ شيء جميل.. وذلك سوف يحد من فوضويتها الآن وسيحفظ حقوق الكثيرين وسيقضي على مشاكل المسافات والاسعار.. وسيكون لها نظام يخضعها للقانون العام.
س/ كيف تقارن جامعة الرياض.. بالجامعات الاخرى في الخارج.. وما رأيك بجامعة الملك عبدالعزيز.
ج/ جامعة الرياض اثبتت قدرتها وفعاليتها في البلاد.. ولقد وصلت الى مركز كبير من اثبات الشخصية واصبح خريجوها يحتلون اماكنهم في الجامعات الخارجية للدراسات العليا والتخصص واصبح نفعهم محسوساً في المدارس.. ولا استبعد ان شاء الله ان يأتي لها الآخرون من الخارج للدراسة والتحصيل.
اما جامعة الملك عبدالعزيز فهي وان كانت في بدء حياتها الا اننا نرجو لها التقدم والخير الكبير لتساهم في خدمة هذه البلد وابناء هذا البلد.
س/ ما هو المشروع الذي وقف في بلادنا.. ونود لو انه نفذ منذ سنتين؟
ج/ التليفون..
س/ ما رأيك فيه الآن؟
ج/ لا بأس.. وان كان يحتاج الى تطوير اكثر..
س/ وكيف؟
ج/ المسؤولون في وزارة الإعلام يعرفون ذلك.
س/ يعني؟
ج/ انا واحد مثلك.. يعني مواطن.
س/ ما هي الكلمة التي تستشف منها الايمان من أجل المبدأ؟
ج/ لقد قال محمد صلى الله عليه وسلم (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).
أعتقد أن هذه الكلمة الرائعة تصوير صادق للايمان من اجل المبدأ.
س/ بلادنا لاشك مليئة بالآثار.. والأماكن السياحية الصالحة صيفاً وشتاءً فما رأيك في فتح باب السياحة العالمي..
وما مقدار تأثير ذلك على حياتنا الاقتصادية؟
ج/ فتح باب السياحة يحتاج الى دراسة.. ويحتاج الى نظام يحمي بلادنا.. وأعرف ان كثيراً من الناس في الخارج يودون زيارة بلادنا.. كي يروها ويشاهدوا الصحراء.. والآثار القديمة التي يسمعون بها ويقرؤون عنها..
وأيضاً فإن ذلك سيعود بالنفع الكبير على اقتصادنا وحياتنا الاقتصادية.
| 
