الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد اطلعت ببالغ السرور على مقالة الاستاذ الفاضل: إبراهيم بن عبدالله الهاجري وفقه الله، فرقم القلم هذه الأسطر:
1 سررت جدا بمقاله والذي يدل على حسن أدبه، وقوة صياغته؛ وهذان أمران ظاهران، وتواضعه الجم؛ ومنها قوله عن ملحوظاته: (وهي نتاج وجهة نظر شخصية ذات طبيعة اجتهادية)، وجودة عرضه؛ حيث تضمن مقاله عرضا شاملا للكتاب بمقدماته، وأثنى على ما يستحق الثناء، وانتقد ما يستحق النقد، كل ذلك حسب ما رآه، جمعني الله به في الجنة.
2 مجمل مقاله يدل على اهتمام كاتبه بالكتاب، وحرصه عليه، وواضح من خلال ما كتب أنه يطمع في طبعة ثانية استدرك فيها ما ندّ عني حسب رأيه في هذه الطبعة الأولى، وسيكون ذلك فلتقر عينه.
3 احتوى مقاله على أمور أسلم بها دون نزاع، ولا مكابرة وله فيها فضل، سيجده عند المحسن الكريم، يوم يجازي المحسنين على إحسانهم.
4 كما احتوى مقاله على أمور يبدو أنها شكلية، والحكم فيها يرجع إلى الذوق العلمي عند طلاب العلم على اختلاف أذواقهم في ذلك، ومنها جعل فواصل عند كل متن، وهذا أمر حسن وخطر في البال، وسيزيد من تكلفة الكتاب، والكتاب قصد به نفع طلبة العلم دون الربح المالي، ولا أدل على ذلك من طرحه في السوق ب (عشرين) ريالا، وهو سعر زهيد جدا إذا قارناه بالكتاب حيث طبع على ورقم شامواه (80 جم)، وقاربت صفحاته من (800) صفحة، ولا مقارنة بين سعره وسعر الكتب المماثلة في الطباعة.
كما قامت دار الوطن مشكورة بتوزيع كمية كبيرة منه على العلماء وطلاب العلم.
5 أخذ الكاتب علي عدم إشارتي للنسخ المخطوطة والمطبوعة التي رجعت إليه في الضبط والمقابلة وهذا مطلب مهم، وهي مدونة في مسودات الكتاب الأولية، ولكن لكبر حجم الكتاب، حذفت منه بعض المتون، وبعض المباحث رأيت عدم الحاجة لها، ومنها: ذكر النسخ ووصفها؛ لأن غرضي كان خدمة النص، وقد حصل، ومن النسخ الخطية التي رجعت إليها (آداب المشي إلى الصلاة)، رجعت إلى نسختين محفوظتين في (مكتبة الملك فهد الوطنية)، وهما نسختان كاملتان، ورجعت إلى نسخة خطية ل (منظومة البيقوني)، أما النسخ المطبوعة فكثيرة جداً، كما رجعت إلى كثير من كتب الشروح لتأكد من ضبط كلمة ونحوها؛ ومثال ذلك:
أ رجعت لضبط (كتاب التوحيد) إضافة لنسخه المطبوعة مفردة: (تيسير العزيز الحميد)، و(فتح المجيد)، و(تحقيق التجريد)، و(القول المفيد).
ب ورجعت لضبط كتاب (آداب المشي إلى الصلاة) إضافة لنسخه المطبوعة مفردة: (الشرح الكبير) لابن قدامة، و(المبدع في شرح المقنع) لابن مفلح، (والإقناع) للحَجَّاوي، و(كشاف القناع) للبهُوتي، و(شرحه الإمام محمد بن إبراهيم).
ج ورجعت لضبط منظومة (الرحبية) (بتسكين الراء المهملة) إضافة لنسخها المطبوعة مفردة: (الهديّة في شرح الرحبية) للقاضي القيسي، و(السبيكة الذهبية) للشيخ فيصل آل مبارك.
د ورجعت لكثير من شروح (الورقات) لضبط منظومة (تسهيل الطرقات) وذلك إضافة لنسخها المطبوعة مفردة.
والكلام في ذلك يطول، ويعلم الله وحده أنني بذلت من وقتي، وجهدي، ومالي الكثير في سبيل تحصيل هذه النسخ وتصويرها ومن ثم نسخها، ومقابلتها.
وحيث إن همي الأساس هو تقديم نص هذه المتون مضبوطة ومصححة، وتقليل حجم الكتاب عن حجمه الأصلي فقد استغنيت بذلك.
وتخيل أخي القارىء لو أنَّي قمت بذكر هذه النسخ الخطية، والمطبوعة، وكتب الشروح، عن كل متن، ووصفتها وصورت ورقة من كل نسخة خطية، لاشك أن ذلك سيزيد من حجم الكتاب، وهذا يصلح لو أنَّي أخدم كتابا مفردا أما اثنين وثلاثين كتاباً، فالأمر يختلف، ومثل هذه الأمور قد لا تفيد جمهور المطلعين، وهي متيسرة لمن أرادها، وهو يعرف طريقها.
6 قوله: (ذكر في غلاف الكتاب كلمة اعتنى، حيث وردت هكذا (اعتنى بجمعها وضبطها وقدم لها عبدالله بن محمد الشمراني) والذي أعرفه أن الأولى هو (عُني) بالبناء للمجهول).
قلت: لا أعلم وجها لقولك: (الأولى)، ولو رجعت ل (القاموس المحيط) لعلمت صحة الأمرين دون تفضيل بينهما؛ حيث قال الفيروز أبادي (ص 1316): (عَنَاهُ الأمرَ يَعْنيه، ويَعْنُوه، عِنَايَةً (بكسر العين)، وعَنَايَةً (بفتح العين)، وعُنِيَّا (بضم العين وكسر النون وتشديد الياء): أهَمَّه. واعْتَنَى به: أهتمَّ. وعُنِيَ بالضم، عِنايَة، وكَرَضِيَ قليل، فهو به عنٍ) أ. ه.
فتبين لك من خلال هذا النص أنَّ اعتنى بضبطه، وعُنِيَ (بالضم) بضبطه، وعَنِيَ (بالفتح) بضبطه؛ كلها صحيحة، والأخير قليل. وانظر: (لسان العرب) (15/104).
7 قوله: (نقل المؤلف أسماء شروح (كتب التوحيد) من كتاب (الدليل إلى المتون العلمية) للشيخ القاسم. ولكنه لم يشر في الهامش إلى كتاب (عناية العلماء بكتاب التوحيد) لعبدالإله بن عثمان الشايع..).
قلت: لم ألتزم في الكتاب ذكر كل الكتب التي اهتمت بكل متن، وذكري لكتاب الغفيلي جاء عرضاً، فعدم ذكر كتاب الشائع لا يعد استدراكاً، علماً بأني أعرف كتاب الشائع جيداً وطالعته مراراً وفيه جهد جيد لأخينا الشيخ عبدالإله الشائع نفع الله به، وسوف أذكره في محله في الطبعة الثانية إن شاء الله ليس لأن ذكره على شرطي، وقد فاتني، بل إرضاءً لك حفظك المولى.
8 قوله: (ذكر تاريخ وفاة الشيخ محمد بن مانع 1394ه وهذا غير صحيح والصواب أنها سنة 1385ه...).
قلت: مأخذك صحيح؛ والسبب في ذلك أنني لم أترجم له، ولم أرجع إلى من ترجم له، بل أخذت تاريخ وفاته من كتاب كان في متناول يدي، علماً بأني ترجمت له في كتابي: (الإمام المحدث سليمان)، و(المدخل إلى زاد المستقنع) ووثقت ترجمته من مصادرها الأصلية فجاء التاريخ على الصواب.
9 بقي أن أذكر أنَّ مقاله أحتوى على بعض الملحوظات خرجت عن قناعة منه، وما ذكرته في كتابي كان على قناعة مني، وكل له وجهة يراها، غفر الله للجميع.
10 وفي الختام أشكر أخانا الأستاذ: إبراهيم بن عبدالله الهاجري على محبته لأخيه المسلم، ونصحه له، وقد تقبلتها بصدر رحب، وانتظر المزيد من غيره.
وأحب أن أبشر الجميع أنَّ غالب المتون المطبوعة في كتابي ستخرج قريباً إن شاء الله على شكل مواد سمعية ليستفيد منها العوام ومن أخذ الله منه نعمة البصر، وستكون بسعر زهيد جداً.
للتواصل (الرياض ص. ب: 103871 الرمز: 11616) email: |