* كتب.. سعود عبدالعزيز:
غادرت لجنة الحكام بكامل اعضائها برئاسة الاستاذ الوقور عمر الشقير الرياض متوجهة الى ابها للوقوف عن قرب على استعدادات الحكام الذين تم اختيارهم لإدارة مباريات ومنافسات الدورة السادسة لبطولة الصداقة على كأس الأمير عبدالله الفيصل وبعد اكتمال وصول الحكام المختارين تم اجراء اختبارات «الكوبر» التي يتم من خلالها تقييم الوضع اللياقي والفني الاستعدادي للحكام المشاركين وهو اسلوب متبع في كل بطولة قبل انطلاقتها وقد سجلت اختبارات الكوبر اخفاق الحكم الدولي عمر المهنا في تجاوز الاختبارات وهو ما يعني انه غير جاهز للمشاركة في البطولة وهنا يكون القرار المفروض اتخاذه في مثل هذه الحالة اعادته والاستعانة بحكم آخر يكون اكثر جاهزية واكبر استعدادا فضلا على ان هذه البطولة ودية ومن الواجب على اللجنة منح الفرصة لحكام جدد والذين تم اكتشافهم لتقديمهم في الموسم القادم خاصة وان لجنة الحكام سجلت في العام الماضي سقوطا مريعا افسد الكثير من متعة المباريات والمنافسات ولكن اللجنة برئاسة الوقور عمر الشقير رفضت اعطاء الحكام الواعدين الفرصة وراحت تستدعي الحكام المتقدمين عمرا والذين اخذوا حقهم بشكل ليس كبير فقط بل مبالغ فيه الى حد بعيد فكان ثمار هذا اخفاق حكم دولي وكبير في اختبار الكوبر ليؤكد هذا الموقف صحة الكلام والطرح الذي ذكره الحكم الشجاع صالح الشهري في حواراته السابقة مع الجزيرة الجريدة والذي اكد ان المجاملات والعلاقات هي التي تحدد من يستمر في سلك التحكيم ومن يرحل عنه. واذا كان الشهري شجاعاً وصادقاً الى حد بعيد فان موقف اللجنة مع سقوط المهنا في اختبارات الكوبر واسلوب «الطمطمة» الذي نتبعه يؤكد ان اللجنة تكيل بمكيالين مع التحكيم والحكام فهي تصدر القرارات الصارمة ضد البعض منهم عند اخفاقه في ادارة مباراة في حين نغض الطرف عن البعض ولا نتجرأ في اصدار نفس العقوبات ضد آخرين لسبب واحد وهو ان العلاقات والمجاملات تلعب دورها في هذا الجانب فعلى سبيل المثال الكل متأكد ان الحكم الشجاع صالح الشهري لن يتم مشاهدته يرتدي قميص التحكيم بعد ان تحدث عن سلك التحكيم بكل صراحة ووضوح. لقد وضع اخفاق المهنا في اختبار الكوبر لجنة الحكام برئاسة الاستاذ عمر الشقير في الميزان اما ان تتخذ القرار الصحيح باستبعاد المهنا وكل من فشل في اختبار الكوبر وتغض الطرف عن هذا الموضوع وتعيد له الامتحان حتى يتمكن من تجاوز الكوبر ليبقى وتؤكد في هذه الحالة ان المجاملة والعلاقات هي التي تتحكم وتسيطر على سياسة اللجنة وان الحكم الجيد ليس ضرورياً ان يبقى وان الحكم المتواضع يمكن ان يصل الى الدولية ويقود مباريات هامة ويسقطها اذا كان يحصل على الدعم اللازم او كما يقال في المثل المصري «المخرج عاوز كده» وهو مافعله عدد من الحكام الذين وصلوا الى الدولية اوهم في طريقهم وشاهدناهم كيف كان مستواهم الفني لحظة ادارتهم للمباريات الحاسمة والحالة التي كانوا عليها حتى انهم تعرضوا للوقف لفترات طويلة بسبب فشلهم الذريع في قيادتها.
ان التحكيم الخارجي وبالتحديد الاوربي الذي يقف على هرم التحكيم في العالم لم يصل الى ماهو عليه الآن الا بسبب غياب المجاملات والعلاقات عنه وان الحكم الجيد الجاهز فنياً ولياقياً ونفسياً هو الذي يبقى ويستمر ويعطى اهم المباريات واقوى المنافسات لقيادتها اما الحكم غير الجاهز وغير القادر على تجاوز اختبارات الكوبر فان مصيره الابعاد وقد شاهدنا عددا من الحكام الدوليين الاوربيين الذين تم ابعادهم لحظة عدم جاهزيتهم وهو ما يجب ان تعمله لجنة الحكام برئاسة الشقير الذي ينبغي عليه ان يقضي على المجاملات والعلاقات التي قضت على عدد من الحكام الجيدين الذين قرروا الرحيل بعد ان ايقنوا انهم غير مرغوب فيهم وان الفرصة لن تأتي اليهم ابداً ابداً!! لقد عانى التحكيم المحلي كثيراً من تفشي ظاهره المجاملات ورأينا عدد من الحكام نفوذهم أقوى من رئيس اللجنة في اللجنة نفسها بل ان الجميع لاحظ كيف بات بعض الحكام اصحاب النفوذ العالي والقوي كيف اصبحوا يحددون المساعدين الذين يشاركونهم في المباريات وهي قرارات حاول رئيس اللجنة ايقافها لكنه عجز وهناك امور خافية خطيرة تنخر في جسد التحكيم المحلي يجب علاجها بسرعة شديدة قبل أن يستفحل الامر ثم يصعب العلاج. ان غياب الحكم السعودي واقصد حكام الساحة عن المشاركة في نهائيات كأس العالم الاخيرة يؤكد ان الوضع امر لا يمكن السكوت عليه وبحاجة الى وقفة صادقة وواقعية لاعادة هيكلة التحكيم المحلي حتى نستطيع تقديم حكام مميزين يمكن الاعتماد عليهم في المنافسات المحلية ويجدون لهم مكاناً بارزاً في مونديال «2006» بدلاً من الاسلوب المتبع حاليا وهو مشاهدتهم في الدورات العربية حيث الحضور المكثف لهم والغياب الكامل في المونديال العالمي.. نتمنى صادقين من كل من له صلة بسلك التحكيم ان يراجع نفسه قبل اي شيء ويطرح سؤالا: هل التحكيم المحلي بخير ام لا!!
النفط مقابل العطاء
انهارت الاوضاع المادية للاندية تماما صغيرها وكبيرها ولم تعد قادرة على توفير السيولة النقدية اللازمة التي من خلالها تستطيع ادارة امورها على الوجه المطلوب وفي الاسابيع الماضية زادت حدة اوجاع وشكاوى الفرق وفي مقدمتها النصر والهلال والاهلي والاتحاد والذين اعلنوا عن افلاسهم تماما وانهم غير قادرين على توفير المرتبات الشهرية للاعبين المحترفين والعاملين فيه فهؤلاء لاعبو النصر لم يستلموا مرتباتهم منذ «8» أشهر تقريباً مما جعل اكثر من لاعب يقرر بيع بعض من ممتلكاته الخاصة من اجل توفير لقمة العيش له ولأفراد اسرته وفي الهلال اعلن عدد من الاداريين فيه ان خزينة النادي خاوية على عروشها وان الهلال لن يستطيع جلب لاعبين اجانب مميزين ولن يتمكن من تجديد عقود نجومه التي تشترط مقدمات عقود وفي النادي الاهلي ظهرت بوادر الازمة المادية الخانقة في تصريحات اكثر نجومه جرأة وأقصد سعد الدوسري الذي اعلن انه سيقرر العودة للرياض واعلان الاعتزال في حالة عدم الحصول على مرتباته الشهرية المتأخرة والحال هذا ينطبق على اكثر من لاعب وفي الاتحاد قال نجمه سامي شاص انه لن يحضر للتدريبات والسبب انه لايملك السيولة النقدية اللازمة التي تجعله يشتري «الوقود» لسيارته الخاصة التي توصله الى مقر النادي من منزله وفي الشباب النادي النموذجي والأغنى والذي كان الجميع يتفاخر انه الفريق المنتظم في تسليم الرواتب للاعبيه اعلنت ادارته في وقت متأخر من هذا الاسبوع انها قررت الغاء المشاركة في كأس الخليج للناشئين لانها غير قادرة على توفير المبالغ اللازمة للمعسكر والوصول لقطر حيث مقر اقامة المسابقة. واذا كان الوضع المادي للاندية الخمسة الاغنى والأشهر تحت الصفر فانه سيكون بدون شك أسوأ لدى الاندية الاقل شهرة وغنى ولهذا فان الاحتراف الذي عصف بالاندية كبيرها قبل صغيرها بحاجة ماسة لاعادة النظر فيه واعادة النظر تحتاج الى قرار تاريخي بإلغائه واعادة العمل بالنظام السابق الذي بصدوره سيكون قراراً تاريخياً لجميع الاندية وسيزيح الكابوس المادي الخطير الجاثم على صدور ادارات الفرق فنظام الهواة اقل تكلفة واكثر جدوى وأسهل تطبيقا من نظام الاحتراف الذي جعل النادي اسيراً لتصرفات عدد من اللاعبين الذين يغلب على تصرفاتهم وسلوكياتهم التهور وعدم الالتزام واذا كان البعض سيقول ان بالغاء نظام الاحتراف فان عددا من اللاعبين ومعهم اسرهم سيلحق بهم الضرر الكبير فان هذا الامر معالجته بتكوين لجنة في رعاية الشباب يتم حصر عدد واسماء اللاعبين المحترفين في جميع الاندية التي تطبق الاحتراف ثم يرفع الامر لجهة الاختصاص لتوظيفهم في المؤسسات والجهات الحكومية ويكون بهذا ضمنّا لهم مرتبات معقولة ومنتظمة بدلاً من حالة الفوضى التي هم يعيشون فيها فلا هم محترفون يستلمون مرتباتهم باستمرار ولا هم هواة يمكن لهم من خلاله البحث عن وظائف حكومية.. لقد ساهم نظام الاحتراف في هروب عدد من اعضاء الشرف لكثير من الاندية كما انه ساهم بشكل مباشر في حصر البطولات بين ثلاثة الى اربعة اندية فقط واسقط فرق المناطق بشكل كبير وجعلها مجرد قناة تفريغ للاعبين لصالح الاندية الاكثر ثراء وغنى وحرم الجميع متعة مشاهدة المباريات التنافسية الكثيرة وجعلها محصورة بين فريقين الى ثلاثة فقط!!
ان علينا الاعتراف اولاً واخيراً اننا فشلنا في تطبيق نظام الاحتراف وان هذا الاحتراف وقبل اقراره من جديد فرض اسلوب الخصخصة كما هو حاصل في اوربا والدول المتقدمة كرويا واعطاء الاندية كامل الصلاحيات في التحكم في شؤونها المالية الداخلية والخارجية وان تتحكم في الادارات بشكل مباشر بدلا مما هو حاصل الآن حيث ان دور الاندية معدوم فكثير من الفرق تذهب للملاعب لخوض مباراة، وهي لا تعلم هل ستنقل مباراتها تلفزيونيا وهذا الجانب من أهم عوامل هجر الجماهير للمدرجات حتى اصبحت خاوية تماما وعجز دخل المباراة عن تسديد رسوم مكافآت الحكام.. فهل بعد كل هذه الازمات المادية الخانقة نعترف بواقعنا المرير مع الاحتراف ونلغيه ونعود للنظام السابق ام نكابر وننتظر استخدام بعض المسكنات لنعالج بها كرتنا ورياضتنا المحلية لتزداد بعد غيابه اوجاع الرياضة السعودية التي سجلت في الفترة الاخيرة تراجعاً خطيراً بعد سقوط الاخضر في نهائيات كأس العالم الاخيرة واخفاق الهلال في الحصول على السوبر الآسيوي امام سامسونج الكوري الذي أحضر فريقه الثاني ولا يفوت هنا التذكير بسياسة «التطنيش» الذي تتبعه اللجنة الفنية التي حتى الآن لم تصدر اللوائح والانظمة والقوانين لجدول كأس تحت سن «23» ولم ير الجدول النور رغم الصيحات والآهات التي تطلقها الاجهزة الادارية والفنية للفرق المشاركة.
|