Thursday 1st August,200210899العددالخميس 22 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رأي رأي

الحياة داخل إسرائيل أصبحت كابوساً للمحتلين
أصبح الخوف من العمليات الاستشهادية الفلسطينية هو الشعور السائد بين الإسرائيليين إذا فكروا في الخروج من منازلهم للتسوق أو الذهاب إلى أحد المطاعم.
فطوال سنوات السلام في ظل اتفاقات أوسلو تصور الإسرائيليون أنهم أصبحوا يعيشون في دولة لا تعيش في حالة حرب مستمرة ويمكنها تطبيع علاقاتها مع أعدائها ومن ثم تطبيع الجبهة الداخلية وحياة الإسرائيليين عموما، ففي ظل مثل هذا الخيار سيكون العالم مختلفا وتصبح الحافلات العامة خيارا مفضلا بالنسبة إلى الركاب في إسرائيل بدلا من كونها أداة لموت محتمل في ظل الخوف من العمليات الفلسطينية وتصبح أماكن التسوق واللهو مكانا آمنا للاسترخاء بدلا من الخوف والترقب الذي يسيطر على أي إسرائيلي تدفعه الظروف إلى ارتياد مثل هذه الأماكن الآن.
فقد تلاشت الآن معالم الحياة الطبيعية في إسرائيل، في مثل هذه الظروف يصبح من الصعب على الشباب الإسرائيلي الاقتناع بأن إسرائيل مكان يمكن أن يسميه وطن آمن ولكنها أصبحت بالنسبة إليهم كابوسا مقيما. وعلى الرغم من أنهم سيظلون في إسرائيل فإنهم يشعرون بالخوف من المستقبل وبدؤوا يتساءلون عن مصير الدولة وهويتها.
والأمر سيختلف عندما تضع الأطفال والشباب الفلسطيني في الصورة، فالأطفال الفلسطينيون ومنذ اشتعال الانتفاضة الفلسطينية الثانية يعيشون تحت ظروف أشد كثيرا من قسوة الظروف التي يعيش في ظلها الأطفال الإسرائيليون.
بالفعل ففي سنوات الهدوء في أعقاب اتفاقات أوسلو ربما يكون هؤلاء الأطفال قد بدؤوا يفكرون في صورة أكثر طبيعية للحياة يمكنهم من خلالها ممارسة شؤون حياتهم على الأقل داخل مناطق «ألف» و«باء» في الأراضي الفلسطينية طبقا لمسميات أوسلو ولكن هذه الآمال تبددت بعد إعادة احتلال المناطق الفلسطينية بالكامل مرة أخرى.
والمناطق «ألف» هي المناطق التي كانت تخضع للسيطرة الأمنية والإدارية للسلطة الفلسطينية وتضم المدن الفلسطينية الرئيسية في الضفة الغربية وقطاع غزة وفقا لاتفاقات أوسلو أما المناطق «باء» فتخضع للسيطرة الإدارية الفلسطينية وسيطرة أمنية فلسطينية إسرائيلية مشتركة، وتبقى المناطق «جيم» التي كانت تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، والآن يعيش الأطفال والشباب الفلسطيني مثل كل سكان الضفة الغربية تحت حظر كامل للتجول على مدار الساعة، وقد أغلقت السلطات الإسرائيلية الجامعات التي التحق بها أو يأمل في الالتحاق بها الشباب الفلسطيني، وتعلم الشباب الفلسطيني حب الاستشهاد ربما لأن الاستشهاد أصبح الطريق الوحيد الذي يمكن للشباب الفلسطيني اختياره الآن بعد أن أغلقت جميع الطرق أمامه، فالشباب والأطفال الفلسطينيون ينظرون لإخوانهم الكبار فيجدون الإسرائيليين قد طردوهم من مكاتبهم والأطباء لا يمكنهم الوصول إلى المرضى والمرضى لا يستطيعون الوصول إلى الأطباء ولا المستشفيات بسبب حظر التجول الذي تفرضه القوات الإسرائيلية أو مئات نقاط التفتيش الإسرائيلية على امتداد الطرق داخل المناطق الفلسطينية. ولا يمكن لأي طفل أو شاب أن يؤكد أنه يمتلك أي سيطرة على حياته أو مستقبله في ظل هذه الظروف.
والآن بعد أن جرى كل هذا العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مدى ما يقرب من عامين بشكل متواصل هل يمكن لهؤلاء الأطفال والشباب على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الذين جعلتهم السياسة أعداء رغم انهم يعيشون مأساة متقاربة هل يمكنهم صياغة مستقبل لأرضهم ومن ثم صياغة مستقبلهم هم؟.

أمي ولنتز/ لوس أنجلوس تايمز

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved