* العواصم الوكالات:
بدأت طبول الحرب الخاصة بعملية عسكرية أمريكية محتملة ضد العراق تقرع بقوة في تركيا بعد الكشف عن وصول وفد عسكري من البنتاجون الأمريكي إلى أنقرة بشكل سري يوم الجمعة الماضي بحث تفصيلات خطة اقامة درع دفاعي عن تركيا يتضمن بين تدابير أخرى نصب شبكة واسعة من صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ تحسبا لإمكانية تعرض تركيا لصواريخ سكود عراقية لدى انطلاق العملية الأمريكية التي قال رئيس الوزراء التركي بولنت اجاويد ان واشنطن تبدو مصممة عليها رغم معارضة تركيا لها.
وحسبما قال اجاويد في مقابلة تليفزيونية فإن «واشنطن عازمة على المضي قدماً في هذه العملية سواء وافقت تركيا أو رفضت، بل إنها لوحت لنا بأن اعتراضنا على مثل هذه العملية لن يكون لصالحنا. وأننا لا نزال نرى أنه بالامكان التوصل لحل للأزمة عبر الطرق السياسية دونما حاجة لعملية عسكرية.إلا أنه وفي ضوء هذا التصميم الأمريكي فقد اخذنا استعداداتنا السياسية والعسكرية للتعامل مع هذه العملية».
ووفقا لما كشفت مصادر مطلعة اهتزت العاصمة التركية خلال الساعات الماضية بعد ان بدأ لهيب الحرب يلفح الجميع واقترب وقت دفع الفواتير حيث طلبت امريكا رسميا من تركيا استخدام كافة القواعد العسكرية التركية بما في ذلك طبعا قاعدة انجرليك الشهيرة، علاوة على السماح لها بنشر قوات برية أمريكية على الأراضي التركية واستخدام المجال الجوي التركي في العملية المحتلة ضد العراق.
وقالت المصادر التركية انه وسط هذه الخلفية فقد بات من المحتمل ان يقرر المجلس العسكري الأعلى برئاسة اجاويد تمديد فترة كل من رئيس الاركان وقائد قوات الجندرمة شبة العسكرية لمدة عام لخبرتهما في الملف العراقي.
ومن جانبها قالت صحيفة حريت التركية أمس إن سلسلة الاجتماعات المحمومة والمفاجئة التي شهدتها انقرة بالامس وشملت رؤساء الجمهورية والوزراء والاركان ووزير وكبار مسؤولي الخارجية والسفيرالأمريكي تركزت حول بحث موضوع العراق في ضوء العملية العسكرية المحتملة. واشارت إلى ان محادثات وفد البنتاجون الفني الذي ضم 15 مسؤولا وخبيرا في كل من رئاسة الاركان ووزارة الخارجية التركية تركزت على تفصيلات خطة اقامة درع دفاعي عن تركيا خلال العملية المحتملة بحيث لا يقتصر هذا الدرع على حماية قاعدة انجرليك وبعض المواقع المحدودة على الحدود التركية العراقية على نحوما كان قد تم خلال حرب الخليج. بل يمتد هذه المرة ليشمل حماية كافة القواعد التركية والاماكن الحساسة والمراكز الصناعية المهمة على غرار ما كان قد تم في اسرائيل خلال حرب الخليج. اما صحيفة (زمان) التركية فقد ذكرت امس ان العملية العسكرية الأمريكية المحتملة باتت متوقعة الآن في موعد اقرب مما كان متوقعا من قبل. وقالت انه في ضوء ذلك وفي ضوء التصميم الأمريكي على العملية والانتقال إلى مرحلة مطالبة تركيا بمطالب عسكرية ولوجستية محددة فقد بدأت الوزارات والمؤسسات الحكومية التركية المختلفة في استعداداتها اللازمة للتعامل مع هذا الوضع.
رامسفيلد يستبعد التسوية
إلى ذلك أكد وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد ليل الثلاثاء/الاربعاء على وجود صلة أكيدة بين العراق وشبكة القاعدة كما شكك في قدرة طاقم تفتيش دولي جديد على كشف النقاب عن أسلحة الدمار الشامل بحوزة النظام العراقي. ومن شأن تصريحات رامسفيلد تلك أن تضفي زخماً على التكهنات التي تؤكد أن واشنطن لن ترضى بحل دبلوماسي فيما يتعلق بالتهديدات التي تمثلها الأسلحة العراقية على الرغم من أن وزير الدفاع الأمريكي أكد أنه لا توجد خيارات عسكرية قيد الدراسة حاليا.
وقال رامسفيلد إن إدارة الرئيس جورج دبليو بوش تقوم بإحاطة أعضاء منظمة حلف شمال الاطلنطي (الناتو) والكونجرس علما ببرامج تطوير الاسلحة العراقية وتنبئ بأنه بمجرد أن يتعرف الناس على حجم طموحات صدام فسوف يتفقون مع الولايات المتحدة في إدراك المدى الحقيقي الذي يشكله مثل هذا التهديد أو الخطر.
وقال «لديهم (العراق) أسلحة كيماوية وأسلحة بيولوجية وشهية مفتوحة للاسلحة النووية وهم يعملون عليها (برامج هذه الاسلحة) لسنوات طويلة وهناك الكثير الذي لا نعلم عنه شيئا فيما يتعلق ببرامجهم» تلك.
وقال وزير الدفاع الأمريكي «إن الامر يتطلب تفتيشا ممحصا ودقيقا يوافق عليه العراق ثم يلتزم به وهذا شيء يصعب تصديق إمكانية تحقيقه .. أي أن يقبلوا بهذا النوع من التفتيش».
وأضاف أن مفتشي الاسلحة بحاجة إلى التنقل في حرية تامة إلى أي مكان في العراق وفي أي وقت ودون إخطار مسبق وأنهم سيكونون بحاجة للاعتماد «على المنشقين والمخبرين» لابلاغهم بمكان إخفاء معامل الاسلحة.
وفي بغداد سخر صدام من اتهام واشنطن له بحيازة أسلحة دمار شامل مؤكدا أن الهدف من وراء ذلك هو المس بالشعب العراقي. كما استبعد نائب الوزراء طارق عزيز في تصريحات صحفية نسبت له إمكانية السماح بعودة المفتشين الدوليين إلى بلاده.
الكويت : لا تحركات جديدة
ومن جانب آخر أعلن وزير الاعلام الكويتي الشيخ احمد الفهد الصباح يوم الثلاثاء ان لا وجود لتحركات غير اعتيادية أو تعزيزات للقوات الاميركية المتمركزة في الكويت.
وقال وزير الاعلام في تصريح صحافي «ليست هناك تحركات غير طبيعية وليست هناك زيادة غير طبيعية في القوات الاميركية».
واضاف «كلها تحركات طبيعية بموجب الاتفاق الدفاعي» الذي يربط الكويت بالولايات المتتحدة.
وكان الوزير الكويتي يرد على معلومات صحافية تقول بان واشنطن عززت وجودها العسكري في الكويت تحسبا لهجوم واسع النطاق ضد العراق.
|