لا تمر مسابقة خاصة بالفن التشكيلي أو معرض تنافسي لهذا النوع من النشاط الا وتطفو على السطح بعد اعلان النتائج اشكالية التحكيم بل يبدأ الهمس بين الفنانين او الفنانات التشكيليين بأن التحكيم لم يكن منصفاً ويبدأ هؤلاء بالقول بأن لوحة الفنان فلان او الفنانة فلانة لاتستحق المركز الذي منحت اياه من قبل لجنة التحكيم او بأن العمل الخاص بالفنان او الفنانة كان مظلوماً من قبل هذه اللجنة وبالتالي يظهر السخط بصورة دائمة او شبه اعتيادية خلاف كل معرض او مسابقة تنافسية والحقيقة ان لجان التحكيم سواء في الفن التشكيلي او في اي مجال تنافسي آخر لن تنال رضا الجميع لأنه كما قيل رضا الناس غاية لاتدرك..
وكما هو معروف فان لجان التحكيم واقصد هنا لجان تحكيم الفن التشكيلي ان هذه اللجان عادة تتكون من خمسة اشخاص وجميعهم من المختصين والمؤهلين في هذا الجانب وعادة يتم الاتفاق فيما بينهم على افضلية هذا العمل او ذاك من خلال جودة العمل وتفرده واكتمال كافة الجوانب الفنية والتقنية اضافة الى الشكل والمضمون وتكامل العناصر الفنية وبالتالي فان لجان التحكيم دائما وابداً يهمها العمل بالدرجة الاولى وليس صاحب العمل واسمه كما يقال عادة في كل معرض. كما ان لجان التحكيم في نظر هؤلاء تحكم الاعمال من منظور اعجاب شخصي سواء بالطرح او بالاسلوب والتقنية او بصاحب العمل نفسه وانا والعياذ بالله من انا لا ادافع من هذا الموقع عن المحكمين (بضم الميم وفتح الحاء) وانا احدهم في بعض المعارض والمسابقات لكن ما اود ايضاحه لاحبائنا التشكيليين ومن واقع تجربة شخصية ومن خلال ثقتهم في شخصي المتواضع بمحادثتي عن هذه الاشكالية بصوت مسموع ما اود قوله ان اللجان بصورة عامة تحرص على العدل واعطاء كل ذي حق حقه بعيداً عن المحسوبيات والاهواء الشخصية كما يشاع كما انني ايضا لا ألوم بعض الفنانين والفنانات المجتهدين والمتحمسين الذين يصدمون بالنتائج بعد اعلانها بل يتفاجؤون بأن اعمالهم لم تكن من الاعمال الرابحة في المعرض، لكن ما يؤلم حقاً هو الطعن في اللجان بصورة دائمة ومستمرة وان هذه اللجان بوضعها الحالي تشكل معول هدم لطموح و حماس واجتهاد الفنان او الفنانة.
ايضاً هذا لا يمنع القول بأن لجان التحكيم بشر وهم معرضون للخطأ والصواب بل ان بعض لجان التحكيم وهذا نادر يكون فيها عنصر مهيمن قد يقود اللجنة الى ما يريده هو او وفق اهوائه ورؤاه الشخصية او الاسلوب الذي يحبذه، ويميل اليه او الاسماء التي يفضلها او يفضل اساليبها وتقنياتها اعجاباً منه بهذا الاتجاه والاسلوب في التعبير.
ما ادعو اليه هو ان نعمل على ايجاد اجواء من الثقة بين الفنان وبين لجان التحكيم والتي لا تأتي الا بالشفافية والمصارحة والمناقشة العقلانية المتزنة والموضوعية ويتم ذلك بتسليط الضوء على الاعمال الفائزة والوصول الى الكيفية التي فازت بها هذه الاعمال وفق حوارات مقنعة للجميع.
اتمنى لمسيرتنا التشكيلية ان تواصل وثبتها الطموحة والجادة بعيداً عن الاشكالات والشوائب التي تعيق وتحد من طموحنا جميعاً في هذا الفضاء الثقافي الجميل.
|