إلحاقاً لما كتبته سلفا على هذه الصفحة من الجريدة العدد رقم 10878 بتاريخ 1 جمادى الأولى 1423هـ الموافق 11 يوليو 2002م بعنوان (من يقف خلف دوامة النقد في الساحة التشكيلية) وذكرت فيه عدداً من المقالات قد قرأتها مؤخرا وبالتحديد تحقيقات إعلامية كان المعني بها عدم تأييدي لهجوم الزملاء على الزميلات أو العكس أو الزملاء لبعضهم البعض والتشكيك في انتاج أعمالهم عبر الإعلام. وقد كان الهدف من مقالي هذا واضحا وصريحا ألا وهو الحفاظ والاحترام لهذا الكيان التشكيلي الابداعي الثقافي اعلامياً. وقد كتب الفنان التشكيلي والمحرر لهذه الصفحة في زاويته الأسبوعية (تلميحة) الأستاذ محمد المنيف مقالا جميلا يساند قلمي المتواضع بعنوان (التشهير بالآخرين أداة قتل لا وسيلة) في نفس العدد المذكور.
والهدف كما ذكرت سلفا كان هدفا ساميا من وجهة نظري لصالح الساحة التشكيلية وصرخة لصحوة ضمير الزملاء والزميلات بأن لا نسيء لبعضنا البعض وأن نهتم أكثر بالقضايا الجوهرية التي تفتقدها الساحة ولم يكن القصد من مقالي الاساءة لأي اعلامي أو محرر تشكيلي أو زميل تناول مواضيع وكتب عنها تتعلق باقتباس أعمال لفنانين آخرين أو نقل أعمال آخرين حرفيا نسبها لأنفسهم.. وقد كان المعني بكلمة (وباء) في مقالي هو اتهام بعضنا البعض كتشكيليين بمهاترات وتشهيرات إعلامية مغلفة بسحابات ضبابية تعمي أعيننا عن مقومات النقد التشكيلي البناء والايجابي معا والذي من أهم اهدافه هو ابراز وصف العمل الفني وتحليله بشكل موضوعي وحيادي النظر مع الأخذ في الاعتبار أن النزاهة هي من أهم الصفات التي يتمتع بها الناقد في حكمه على العمل الفني. وقد أيدني عدد من الزملاء والزميلات في وجهة نظري هذه منهم المحرر والفنان التشكيلي من المنطقة الشرقية الأستاذ عبدالرحمن السليمان والفنان علي الصفار ومن الغربية الفنان هشام بنجابي ومن الوسطى عدد كبير من الزملاء والزميلات منهم الفنان التشكيلي علي الرزيزاء والفنان سمير الدهام والتشكيليات هلا بنت خالد وشريفة السديري وكذا من رائدات الشعر والأدب الأستاذة سلطانة بنت عبدالعزيز السديري والأديبة الأستاذة أميمة الخميس.
وانني لم أنكر أن الساحة التشكيلية تفتقد أقلام ذوي الخبرة في مجال النقد التشكيلي فقراءة العمل الفني لها متخصصون وأعتقد أن جميع الزملاء والزميلات لن يقبلوا أن يلقب كل من هب ودب بفنان تشكيلي وأنه ليس من العدل أن يتساوى مجتهد في المجال ويكافح عبر سنوات طويلة يصنع من خلالها تاريخا وأسلوبا مميزا ينصهر للوصول إليه وتظهر على الساحة أسماء تفاجىء الجميع اعلاميا بأعمال لا تتساوى مع خبرتهم الزمنية أو حتى أعمارهم في بعض الحالات ويقدم هؤلاء أعمالا على مستوى عالٍ وأكاديمي معا لا يتناسب منطقيا مع تاريخهم التشكيلي ونضجهم الفكري والمعرفي وحتى الثقافي في المجال وكذا الحال مع تشكيليين وتشكيليات تجد لهم أعمالا قمة في الأداء والابداع ومع مرور الزمن تظهر أعمال أخرى لهم ضعيفة كل الضعف تناقض أعمالهم القوية. ولكنني هنا لست متخصصة في مجال النقد ولا في مجال التحكيم على الأعمال. انني فقط تشكيلية وان كنت أكتب عن قضايا الساحة في بعض الأحيان فهدفي هو التوعية وحزني على أصحاب الريشة والابداع بأن يهاجموا زملائهم في المجال فنحن جميعا زملاء هدفنا واهتمامنا واحد في هذا المجال والشللية والغيرة هما نصل سام نغمده في بكورة هذا المجال ونحد من تطوره عالميا.. ونجاح وفوز كل فرد منا هو بمثابة نجاح للجميع.. والتنافس فيما بيننا تنافس شريف يدفعنا للمزيد من العطاء المميز.. والساحة مفتوحة الزراعين لابداع الجميع.. ولكل أسلوب وعمل فني جمهوره ومتذوقوه.. والأذواق تختلف.
وعندما أشرت في مقالي السابق عن قضية الزميل نايل ملا أشرت للزملاء الذين هاجموا زميلاتهم فان كل ما كتبوا من ارائهم لم أستفد منها علميا.
بينما أذا أخذت القضية أذا كانت هناك بالفعل شبهات بصورة منطقية حيادية النظر وبتحليل نقدي وأكاديمي وسأضيف كلمتين (مؤدب وبناء) لن تكون هناك قضية من أساسه وسيستفيد كل من يهمه المجال سواء كان متذوقا أو فنانا. ومن حيث ما أشرت إليه عن سلسلة التحقيقات للمحرر والشاعر الأستاذ (سيد الجزائرلي) والتي صدرت في عدة أعداد من جريدة اليوم فكلمة (وباء) لم تكن تعني المحرر نفسه أو التحقيق في حد ذاته فالتحقيقات التي سلط عليها الضوء كانت مبنية على آراء هجومية من قبل التشكيليين على التشكيليات وقد تناول الأستاذ سيد التحقيقات بطريقة ايجابية كما أنه أخذ آراء التشكيليين وردود فعل التشكيليات معا وقد كانت مقالته حيادية تستحق التقدير.
وانني اذ احترم وأقدر عطاء الأستاذ سيد الجزائرلي من خلال كتاباته عبر سنوات ليست بقصيرة عن الفن التشكيلي السعودي والذي منحها ايضا جل جهده واهتمامه المنزه سواء في الصحف أو المجالات المحلية... ولكن للأسف ما جعلني أحزن وأعاود الكتابة مرة أخرى هو ردة فعل بعض الاشخاص المحدودي الثقافة والمعرفة بأخذ كلمة الحق وتحوير مضمونها وتصيد كلمات بين الأسطر لتعني أشياء أخرى بعيدة كل البعد عن مضمون الأهداف السامية التي احتوتها كلماتي في مقالي السابق. وأجابتي على هؤلاء الفئة من الأشخاص هو ان (البقاء للأصلح).
هدى العمر فنانة وكاتبة تشكيلية |