في يوم الثلاثاء 13 جمادى الأولى الساعة الثامنة والنصف صباحاً تناولت الجريدة وقبل أن أتصفحها تجمدت عيناي على خبر أسود ملفوف بثوب من الكآبة والجزع الخبر يقول :(وفاة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز) وفي نفس الشهر من السنة الماضية كنت ممن رثوا شقيقه الأكبر أمير الإنسانية الأمير فهد بن سلمان وأجد نفس المشاعر الجريحة تنساب بألم وحسرة على فقد أمير وانسان سعودي مميز، ومشاعري الحزينة هي مشاعر كل مواطن ومواطنة على فقد أمير لا نعرفه إلا من خلال وسائل الإعلام وأجد القلم يكرر بألم وقتامة قول الشاعر المفجوع:
يا كوكباً ما كان أقصر عمره وكذلك كواكب الأسحار وهلال أيام مضى لم يستدر بدراً ولم يُمهَل لوقت سرار عجَّل الخسوف عليه قبل أوانه فمحاه قبل مظنة الأبرار |
وفي المناسبات الحزينة يصهر الحزن القلب ويستولي عليه الجزع ويزلزل الهلع النفوس الجريحة، ويدمي أكبادها حر الأسى. وقلوب محبي الأمير أحمد قد جرحت جروحاً بليغة وغائرة ودموعهم تنسكب بحرارة وغزارة وتنوح بحرقة وأسى وتردد:
فالعين تبكي على (أحمد) وحق لها ودونه من جديد الأرض أستار |
وكل المراثي تفيض بالدمع والأسى والمرارة والحرقة، ولكن ليس هناك أشد ألماً ووقعاً ومرارة من فقد الابن فلوالده ووالدته كل العزاء. رحم الله الأمير الشاب أحمد بن سلمان وألهم والديه واخوته وأخته وزوجته وأولاده حسن الصبر وحسن العزاء.
وعن انجازاته العملية والإنسانية فقد أضفى الطابع الدولي على المسابقات السعودية في مجال الفروسية كما ذكر مدير عام نادي الفروسية، وذكر حسان عبدالرحمن في الشرق الأوسط أن أحمد بن سلمان يظل علامة فارقة في جبين الشباب بنجاحاته على صعيد الأعمال والفروسية ونجح الأمير أحمد بن سلمان في خلق حضور شخصي له في أوساط من عرفوه وكان للأمير أحمد دور هام وحيوي وفعال في تفعيل الدور الإعلامي الذي قدمته صحف ومطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والنشر ويذكر منسوبو الشركة السعودية للأبحاث والنشر ممن عايشوا أحداث أزمة الخليج في التسعينات دوره في تلك الفترة حيث قدم كافة أوجه الدعم ليخرج العمل الصحافي في أفضل صوره.
وللأمير أحمد مساهمة كبرى في خدمة مرضى الفشل الكلوي، وله دور كبير في أعمال خيرية وانسانية أخرى فله الرحمة والمغفرة ومع رحيله وقتامة الحزن تحيط بكل شيء، وظلام الفاجعة يكبل القلم، والقلم ملتاع ومفجوع وهو يستنطق أبيات الشاعر:
هوى النجم الذي زال يعلو ويطلع في ذرى الفضل القديم مضى فغدت جهات القلب سوداً كأن بفُوْدِهِ نار الجحيم محاسن في الثرى غابت فأضحت بطون الترب منها في نعيم |
ومناقب أحمد كثيرة وقد تورثها عن آباء كرام وأرى أدق تعبير عنها قول الشاعر:
وأفعال بها تسمو المعالي جرى فيها على نهج قويم تورثها لآباء كرام وطيب عناصر وزكاء خيم |
له الرحمة والمغفرة والدعوات الصادقة ولسان المواطنين والمواطنات وبصوت واحد مجروح يقولون كما قال الشاعر:
ألا من مُبلِّغ عنا أباه (سلمان) فهو ذو قلب سليم تصبر واحتسب الله شبلاً أناخ بمربع الرب العليم وكن بالأجر مغتبطاً معافى وإن أصبحت في خطب جسيم حباك الله في الدارين فضلاً ولطفاً من لدن صمد حليم له الغفران في التاريخ زاد يبشره بجنات النعيم |
|