فجأة انتفض نائب رئيس الهلال ورمى بملف التوأمة الذي بليت أوراقه وأصفرت بين يديه وزمجر مطلقاً تصريحاً عنترياً ضد اللاعب والنجم عبدالله الجمعان أجزم أنه سيبقى مجرد كلمات تطير في الهواء مثلما طارت كلمات التوأمة وتبعثرت أوراقها المهترئة..
انظروا لما قاله نائب رئيس نادي الهلال عن عبدالله الجمعان في تصريحه لصحيفة «عكاظ» يوم الاثنين الماضي وتمعنوا في نوعية الكلمات التي أطلقها.. وبعد ذلك فكروا بروية هل يمكن لإدارة يحتل فيها هذا منصب نائب الرئيس أن يرجى منها نفع أو خير للنادي.
ففي بداية تصريحه وصف عبدالله الجمعان ب«المنشق» ووعد بإنزال أقصى العقوبات عليه وتوعد بأن ذلك سيكون في الاجتماع الذي سيعقد برئاسته اليوم (الأربعاء) وأعلن نائب الرئيس بكل شجاعة رفضه لكل التدخلات والوساطات الشرفية.
ثم عاد في تعداد أوصاف الجمعان وقال إنه لاعب لا يملك ثقافة ولا علماً ولا مركزاً.!!
وأنا هنا لست بالمدافع عن عبدالله الجمعان ولا عن خطئه، بل من أشد المطالبين بمعاقبته، ولكن ليس على طريقة نائب الرئيس عنتر بن شداد الذي ألمح إلى الطريقة التي سيتبعها في علاجه للمشكلة والعقوبات التي سيتخذها عندما ينعقد المجلس برئاسته (اليوم) عندما قال إن البرازيل أبعدت «روماريو» وإيرلندا ابعدت «كين» من فريقها وليس الجمعان بأفضل منهما. وفي هذا إشعار من نائب رئيس الهلال إلى أن الابعاد عن النادي سيكون هو العقوبة المنتظرة لعبدالله الجمعان.
وعندما سئل عما إذا كانت هناك تحركات اتحادية لضم اللاعب إلى صفوفه استبعد نائب رئيس الهلال ذلك وقال بالحرف: «لا اعتقد أن هناك نادياً محترماً يقبل أن يضم لاعباً بمثل هذه النوعية»!!
يا ساتر.. ما هذا الطعن في أخلاق وقيمة اللاعب الإنسانية؟!
بل ما هذا التعامل الأرعن مع المشكلة؟!
فعبدالله الجمعان بعيداً عن مشكلة وموقف مباراة نهائي السوبر يعتبر «فنياً» من أفضل لاعبي كرة القدم في المملكة، وحتى «سلوكياً» فليس هو بذلك اللاعب الذي يقتلع من النادي على طريقة نائب الرئيس ويبعد نهائياً.
نعم يعاقب وبشدة أيضاً.. ولكنه يبقى من أبناء النادي ومن خيرة من خرجهم، وإن كان أخطأ فيجب التعاطي مع هذا الخطأ في إطاره الواضح والمحدود بما يحفظ حق النادي وهيبته، وبما لا يجعله يخسر أحد مكتسباته ذات القيمة.
ومما يؤسف له أن نائب رئيس الهلال لم يسىء لعبدالله الجمعان عندما قال: «لا اعتقد أن نادياً محترماً يقبل أن يضمه»، بل أساء إلى ناديه الذي ظل الجمعان عضواً فيه ولاعباً في صفوف فريقه الكروي لأكثر من عشر سنوات عبر الدرجات السنية المختلفة، فبمنطق ومفهوم سعادة النائب المحترم أن الهلال لم يكن محترماً طيلة هذه المدة ولن يكون نادياً محترماً طالما بقي الجمعان فيه..!!
بصراحة لو توقف نائب الرئيس برهة ولملم أوراق التوأمة المبعثرة على الأرض حوله وفكّر فيما قدمه هو للهلال في منصبه كنائب للرئيس لوجد أنه لم يقدم ولو مقدار «ركلة» كرة طائشة لعبها الجمعان في مباراة تحصيل حاصل. ولو فكّر في إيهما أكثر فائدة للبقاء والاستمرار في النادي هو أم الجمعان؟! لوجد أن تسديدة «طائشة» من قدم الجمعان ربما تأتي هدفاً يجلب بطولة أو كأساً هي أكثر فائدة من بقائه على كرسيه سنين طويلة يناجي فيها ملف التوأمة ويقلب أوراقه البالية.
مرة أخرى وأخيرة.. أنا لا أدافع عن عبدالله الجمعان ولا عن خطئه ولكن أدافع عن مصلحة النادي ومكتسباته التي توجب عقاب الجمعان وتوجب المحافظة عليه أيضاً.
أما نائب الرئيس فهذا وجهي إن عقد اجتماعاً برئاسته اليوم أو غداً أو أي يوم.
| 
