قرأت ما كتبه الأستاذ عبدالله الكثيري من خلال الرسالة المفتوحة التي وجهها لمدير الأمن العام الفريق اسعد بن عبدالكريم الفريح وكذلك إلى مدير عام المرور.
وذلك في صفحة «عزيزتي الجزيرة» في العدد «10884» تحت عنوان «ماذا بعد أن امتلأت المقابر بالموتى والمستشفيات بالمعوقين؟».بداية أود أن احيي الأستاذ عبدالله على جرأته الجميلة والموفقة لأبعد الحدود في مناقشته بهذا الاسلوب لقضية الطيش والتهور في قيادة السيارات من قبل بعض الفئات وكذلك حثه للمسؤولين عن الأمن في وضع حد لذلك. فهذه الرسالة بحق جريئة في طرحها وصراحتها بشكل اكسبها الشمولية والموضوعية في عرض واقع هذه الاشكالية والاسباب التي أدت إلى بروزها وانتشارها وكذلك اقتراح بعض الحلول التي تساهم في القضاء عليها، وتوجيه ذلك كله إلى المعنيين رأساً بهذا الامر.. والذين بمقدورهم - بإذن الله- ايجاد الحلول المناسبة لذلك طالما توفرت الهمة والارادة والتخطيط السليم وتفعيل دور الامكانيات المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية وبالأخص جهاز المرور.فالتهور بالسرعة الجنونية وممارسة التفحيط من قبل بعض المتهورين والطائشين والمراهقين له عواقب ومخاطر وخيمة، ولست هنا بصدد ذكر وشرح هذه العواقب والمخاطر فلقد كثر التطرق لها واصبح الكل يدركها فهل هناك أبلغ من صور الفواجع والمآسي التي تعرض كل يوم بل كل لحظة على ساحات الطرق، وأبطالها للأسف مراهقون ومتهورون غابت عنهم الرقابة وخلت لهم الساحة فلم يعد هناك من يردعهم ويكبح جماح جنونهم وهوسهم المميت القاتل، نعم فالرقابة عندما تكون ضعيفة تصبح بمثابة غيابها، حتى لقد بلغ التمادي والاستهتار من قبل بعض الطائشين أن يمارسوا تجاوزاتهم أمام أنظار بعض رجال الجهات الأمنية وهذا وللحق رأيت منه ما يحدث بأم عيني عياناً بياناً، وهذه اللمحات الصريحة انقلها للمسئولين بصدق لأننا نريد حلولا جذرية ونريد صدى لما نقول فلقد «طفح الكيل» وتفاقمت المشكلة فجاوزت الحدود المعقولة فإذا كانت بعض الاجراءات لم تعد تجد الآن في نزع فتيل الطيش والتهور وتردع المخالفين في ذلك فلم يعد هناك الا أن يتخذ جهازنا المروري شعاراً جديداً مفاده«يا روح ما بعدك روح» في ملاحقية للمتجاوزين نظم وقواعد المرور وتطبيق اقصى العقوبات بحقهم وأن يكون هذا الشعار جاداً وقويا بمدلول عباراته. واخيرا فإني أؤيد كل ما اقترحه الأستاذ الكثيري عبر رسالته المفتوحة من اجراءات عقابية بحق المتهورين وأضيف على ذلك هذه النقاط:
أولاً: التشديد والتعميم على جميع مراكز المرور بالمملكة على فرض دقة المراقبة وملاحقة المتجاوزين والمتهورين وتطبيق الاجراءات النظامية الرادعة بحقهم وعدم التهاون أو التغاضي بذلك مطلقاً فشدة المراقبة لها دور فاعل في الحد من التمادي وفي ذلك ما يعيد لجهازنا المروري هيبته وتفعيل دوره بالصورة المأمولة والمرجوة.ثانياً: الحزم والشدة في عدم قبول «الشفاعات» في حق المخالفين بأي حال من الاحوال وعدم الرضوخ لكل مطالب «الاستجداء» و «المحسوبية» بحق المخالفين لان ذلك يفتح باباً واسعاً ويحدث فجوة وثلمة عريضة تخل بجدية ومصداقية ما يتم تطبيقه من عقوبات رادعة، وتعطي مجالاً كبيراً وتمادياً في ارتكاب التجاوزات ولا أظن أن احداً يجهل ذلك.
وفي النهاية أناشد مسئولي الأمن ومنهم سعادة مدير الأمن العام بأن تتسع صدورهم لتقبل جميع الملاحظات ووجهات النظر وتطبيق ما يرونه منها جاداً ويخدم العملية الأمنية، لأنه في الأخير يظل المسئول والمواطن بمكانة تحتم فيه المسئولية والوطنية العمل يداً بيد لخدمة الوطن ورفعته. والله ولي التوفيق.
محمد بن سند الفهيدي /بريدة |