Wednesday 24th July,200210891العددالاربعاء 14 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

وعن التقاعد.. الحديث يطول ويطول! وعن التقاعد.. الحديث يطول ويطول!

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
الأستاذ/ خالد بن حمد المالك.. وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الأول من شهر رجب من كل عام هو بداية حياة جديدة لبعض من موظفي الدولة حيث تنتهي حياة حافلة بالجهد والاجتهاد منذ أن وطئت قدماه أول عتبة من أعتاب العمل الوظيفي الحكومي حيث يودع هذه الحياة الحافلة بالخلود إلى الراحة وترتيب وضعه لما بعد التقاعد ويكون قد أعد العدة مستقبلاً لهذه المرحلة التي يمر بها أي موظف أعطاه الله طول العمر ووصل إلى هذه المرحلة من مراحل الحياة الوظيفية والسنية، أما من خلفه فهو أيضاً يرتب عدة من نوع آخر وهي تكريم هذه الكوكبة من المتقاعدين في محفل مهيب وتذكير بأبرز إنجازات هؤلاء على مختلف المستويات والوظائف والدرجات تنقله الصحافة على أبرز الأعمدة وقد تنقله التلفزة والإذاعة لتُري هذا المجتمع مدى حرص واهتمام الدولة بالمتقاعدين والعناية بهم وأنه لم يُنس دورهم الذي أدوه بكل نزاهة وأمانة وسلموا الراية للخلف وهم مرتاحو الضمير قريرو العين وتكون هذه «استراحة المحارب»..
شيء طيب وشعور فياض من زملاء المهنة ورفقاء العمل الذين أصروا إلا أن يكون هذا الوداع يليق بالمتقاعدين.. لكن أكرر السؤال: هل هناك أكثر من هذا تكريماً لهم، وهل هم راضون كل الرضا عن هذا التكريم؟ لم أكن الباحث الذي يبحث في رسالة تعليمية ليحصل على درجة الماجستير أو الدكتوراه حتى أصل إلى الهدف والغاية التي انشدها وأضع التصورات والرؤى التي يجيزها المشرف والهيئة المحكمة لها.. انني اكتب من خلال التجربة التي أعرفها والميدان الذي أعيش بين أركانه والحديث الذي يتداول: أن للمتقاعد في قطاعه الذي يعمل فيه وتقاعد منه حقوقاً هامة وتكريماً معنوياً غير منظور لتكون اكتملت دائرة التكريم بشقيها المعنوي والرضا النفسي ويودع الحياة وهو يذكر هذه المجموعة التي وقفت تحييه عندما غادر إلى حيث الراحة «الأبدية من الهموم الوظيفية» وأرى من وجهة نظري ونظر المنصفين من الزملاء ابتداء من رأس الهرم الوظيفي في الوزارة وعلى رأسهم معالي الوزير الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد ومعالي نائب الوزير لشؤون تعليم البنات الدكتور خضر بن عليان القرشي أن الوزارة سباقة في هذه المبادرة بحق هؤلاء المتقاعدين ومن أبرز نقاط التكريم الأخرى من وجهة نظري الشخصية:
ترقية الموظف المتقاعد إلى وظيفة أعلى من الوظيفة التي يشغلها إذا كانت وظيفته التي يشغلها لم تصل إلى الحد الأعلى من سلم الوظائف الإدارية وإذا كانت تنطبق عليه شرط الترقية النظامية وتكون ترقيته لشهر واحد فقط فلا تؤثر على مستحق للترقية عليها بالنظام وبنفس الوقت هي تكريم لموظف يودع حياته الوظيفية وهو يدرك أن الجهاز ومسؤوليه يقدرونه ويكرمونه فيما يملكون تحت أيديهم من لوائح وأنظمة تحقق الاستقرار النفسي في آخر شهر من حياته الوظيفية وقد عاصرت أحد الزملاء الذي كان يستجدي الترقية في آخر عام من خدمته بعد أن أمضى في وظيفته التي سيتقاعد منها أكثر من «10» سنوات وأخيراً طالب بترقيته ولو لشهر واحد ولكن ودع الحياة الوظيفية بعد أن ضاقت به الدنيا بما رحبت.. وكان لدي فضول غريب وإلحاح في النفس في تلك اللحظة لأعرف سبب إصراره على الترقية وقد فاته قطار الحظ.. أردت أن استفزه بعبارة قد تحرك شيئاً في نفسه فلعله ينسى أو يتناسى على الأقل همومه بالترقية وإشفاقاً عليه وعلى صحته لما رأيته منه من هموم وغبن بعينيه.. فقلت له يا أخي الكريم ألم تسمع في قانون كرة القدم المعد من «الفيفا» مصطلح «الوقت الضائع» قال «نعم» إذاً ماذا تريد بالترقية في هذا الوقت الضائع، قال بكل بساطة وتجرد من التكلف: أليس في الوقت الضائع تعديل لنتيجة وتغيير لمصالح ومكاسب في آخر رمق ثوان فيه؟
* تحقيق رغبة بعض منهم وللوزارة قدرة على تحقيقها دون الاضرار بالمصلحة العامة مثل من له «بنت» تعمل في منطقة خارج مقر سكنه وقد حان الأوان ليستريح أليس من الأولى أن يكرم بنقلها قبل أن يقف على منصة التكريم ليتسلم شهادة التكريم ليعيش بقية عمره وقد أطمأن باله إلى «عورته» التي كان قلقا عليها وهو على رأس العمل فما بالك عندما يترك العمل.. وأعرف ويعرف العديد من الزملاء في العمل أن زميلا لنا يحتل منصبا قياديا في القطاع التعليمي وإحدى ركائز هذا القطاع وبعد تقاعده لم تشفع له خدمة «40» سنة في العمل في قطاع تعليم البنات عندما تعينت ابنته خارج منطقته التي يسكنها أضطر إلى السكن معها ردحاً من الوقت فمن باب أولى أن يكرم هذا المتقاعد بنقل «ابنته» تقديراً وعرفاناً ووفاء.
هاتان نقطتان جديرتان بالمناقشة وللمبادرة كما قلت من وجهة نظري الشخصية أطرحهما للنقاش والدراسة والتقويم من جميع الجوانب وتوضع لهما الضوابط التي ان تحققت سيكون التواصل بين المتقاعد وجهازه تواصلاً يزيد من ارتباطه فإن أصبت فيهما فذلك ما كنت ابغي وإن أخطأت فمن نفسي.. والله الهادي إلى سواء السبيل.

محمد بن غازي العنزي
مدير مكتب الوكيل للشؤون التنفيذية شؤون تعليم البنات وزارة المعارف

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved