|
|
في صفحة «شواطئ» من جريدتنا الغراء الجزيرة ورد مقال في يوم الجمعة الثاني من جمادى الأولى لعام 1423هـ تحت عنوان «سلوكيات إدارية تفيض خوفاً ونفاقاً» وكان عبارة عن قراءة لمقتطفات من كتاب «أفكار إدارية» للكاتب يوسف القبلان تحدث فيه الكاتب عن بعض السلوكيات المتبعة لدى بعض الموظفين وعدم اهتمامهم ببعض الأوامر من المدير الإداري عندما أصدر أمراً «بوجوب تعبئة نموذج لإعداد دليل يخدم المنظمة ككل ولكن تجاوب الزملاء لم يكن مشجعاً برغم أنه أكد الطلب بمذكرة إلحاقية ومع ذلك لم يلق هذا الاستجداء آذاناً صاغية» هذا ما جاء في المقال وفي القصة التي أوردها الكاتب في كتابه الآنف الذكر، وبالرغم من إلحاح مدير الإدارة لهذا الطلب، ولكن حلت المشكلة عندما جاء الطلب موقعاً بإمضاء المدير العام فكان التجاوب سريعاً وتهاتف الموظفون على الرد إما بتعبئة النموذج أو الاعتذار المهذب، بالإضافة إلى المبادرة بالاتصالات التلفونية التي توالت على مكتب المدير لمعرفة فحوى هذا الأمر الإداري لإنجاز ما يجب إنجازه على حد تعبير الكاتب، ولقد استوقفني هذا المقال وتذكرت المأساة التي وقعت فيها، كمأساة ذلك المدير الإداري المسكين الذي لم يكترث به أحد من موظفيه، قبل أيام قليلة مضت من نشر هذا المقال حيث كنت استقل سيارتي مع عائلتي متوجهين إلى مملكة البحرين الشقيقة لقضاء بعض الوقت هناك، وقبل دخولي إلى جسر الملك فهد بحوالي عشرين كيلاً تقريباً إذا بي أفاجأ باتصال من مكتب الاستقدام الذي كنت قد قدمت لديه لطلب استقدام خادمة ليبلغني بأن الخادمة سوف تصل إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض في اليوم التالي وعليه يجب الحضور لاستلامها من هناك، وبعد أن أبلغته بما عليه حالي وأني بعيد قال يمكنك توكيل من ينوب عنك لاستلامها بدلاً عنك فقلت في نفسي قد فرجت والحمد لله بعد أن فكرت في الرجوع قبل وصول الهدف أو الانتظار ليلة أخرى في المنطقة الشرقية لمراجعة كتابة العدل لتوكيل من ينوب عني بذلك، وأخيراً هداني تفكيري إلى مواصلة المسير وشرح هذه القضية إلى المسؤولين في الجمارك أو الجوازات لعلي أجد مخرجاً يريحني وعائلتي من عناء الرجوع والبحث عن فندق في المنطقة الشرقية خصوصاً أن حجزي مؤكد ومسبوق الدفع في البحرين، وبعد وصولي إلى الإخوة في الجمارك والجوازات فوجئت برفضهم لمساعدتي معللين ذلك بأنه ليس من شؤونهم وأنها حالة خاصة تستدعي إما الرجوع إلى الرياض أو المنطقة الشرقية والانتظار حتى الصباح لإجراء اللازم اجراؤه، على الرغم من جميع المحاولات واستعطافهم بأن الأطفال لا يستطيعون احتمال المزيد من العناء ومشقة السفر إلا أن هذا لم يجد نفعاً، وأخيراً قررت أن أذهب إلى البحرين وأريح أطفالي وفي الصباح يقدر الله ما يشاء، وفعلاً في الصباح الباكر ذهبت إلى سفارة خادم الحرمين الشريفين في مملكة البحرين فكانوا نعم السفراء لبلادهم وكان تجاوبهم سريعاً وميسوراً وقد قمت بعمل الوكالة التي تخول من أوكلته باستلام الخادمة مشكوراً بالنيابة عني وحلت المشكلة بفضل من الله ثم بوقفة من موظفي السفارة الذين كانوا خير معين وخير سفراء لبلادهم ومواطنيهم، فلهم مني جميعاً دون استثناء ولا تخصيص جزيل الشكر والعرفان على دماثة الأخلاق وحسن الاستقبال وتفهمهم لأوضاع المواطنين هناك، ومع شكري المتواصل لهم دوماً الذي لا ينقطع، أبدي عتبي واستغرابي من موظفي الجوازات والجمارك الذين لم يتفهموا وضعي ولم يبدوا أي استعداد للمساعدة، برغم جميع المحاولات والترجي. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |