في تصريحات أدلى بها في واشنطن مؤخراً قال سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ان أفضل فلسطيني في نظر شارون هو الفلسطيني الميت، وأمس أثبت شارون عملياً صحة ذلك عندما أعرب عن ارتياحه بل وفرحته لمقتل 13 فلسطينيا في غارات لجيشه على بضع منازل في قطاع غزة، وقال الارهابي شارون ان هذه واحدة من أفضل عمليات الجيش الاسرائيلي.
لقد احتفى شارون حقيقة بسيل الدم الذي أراقه من أجساد الأطفال والنساء والرجال الذين كانوا نائمين عندما غدرتهم الصواريخ والرصاصات، وبدا شارون أمس وكأنه يستشرق أسعد أيامه وهو يتحدث بكل صلافة عما ارتكبته يداه الاثنتان.
ومن بين ما قاله الأمير سعود الفيصل في ذات تلك التصريحات ان مسيرة السلام لكي تستمر فلا بد من ذهاب شارون، وتثبت الأيام دائما صحة ذلك فشارون، صاحب التاريخ الدموي المعروف، يقيم استراتيجية في الحكم على محاولة الاخضاع بالقوة بل وبالقتل حتى ان نائبة وزير الدفاع الاسرائيلي قالت أمس في معرض تقديم استقالتها ان حكومة اسرائيل تفتقر لأي أفق سلمي يمكن ان يعطي أملا للفلسطينيين.
الغارة الاسرائيلية الجديدة جاءت وسط انفراج نسبي سمح بانعقاد لقاءات فلسطينية اسرائيلية وصفها المراقبون بأنها تواكب محاولات السلام التي يضطلع بها أكثر من طرف دولي، كما جاءت الغارة بعد ساعات من تصريحات لحركة حماس عن استعدادها وقف هجماتها إذا توقفت اسرائيل عن قتل المدنيين الفلسطينيين.
وتؤكد المذبحة ان شارون عازم على عدم اعطاء أي فرصة للتسوية بالمفهوم العادل والشامل، لأنه يتطلع الى سلام منقوص يقوم على القمع وقهر وقتل الأكثرية، وهذا ما لن يحصل عليه.
|