فقدنا كسعوديين وعرب ومسلمين أميراً له ثقله الإنساني حيث انتقل إلى جوار ربه تعالى صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز في ريعان شبابه إثر معاناته من مرض كان يعالج منه في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض.
ولا يستطيع أحد داخل وخارج المملكة أن يتصور كيف تلقينا خبر وفاة الإنسان الذي كرس كل لحظة من لحظات حياته لخدمة الإنسانية.. وقد كان يرحمه الله يختزن في أعماق نفسه كماً هائلاً من العواطف والمشاعر الإنسانية التي لا حدود لها.
لقد مات الأمير أحمد.. وبقي الإنسان أحمد الذي ترك للإنسانية صفحات نيرة ملأها بالأعمال الخيرية والإنسانية التي تنطق في كل مناسبة وتتميز وتنفرد في كثير من الأمور.
وحينما نستعرض بكل فخر واعتزاز سيرة هذا الإنسان الذي أنجبته مدينة الرياض في العام 1958م.. وفي معهد العاصمة النموذجي تلقى تعليمه الثانوي ومن ثم درس في مدرسة كلورادو للتعدين ومن ثم التحق بأكاديمية ونتورث العسكرية لمدة عامين ليتخرج منها برتبة ملازم ثان.. وبعدها انتقل إلى القوات المسلحة السعودية برتبة ملازم أول ومن ثم نقيب.. تلقى أثناء ذلك عدة دورات وأكمل دراسته الجامعية من جامعة كاليفورنيا.. وانتقل من السلك العسكري إلى العمل بالقطاع الخاص حيث أنشأ شركة أساس العالمية وتقلد منصب رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق أكبر دار نشر متكاملة في العالم العربي.. وبدأ مساهماته الإنسانية في المجتمع السعودي.
ومن خلال تلك السيرة الذاتية المشرفة نجد الأمير أحمد في كل عمل إنساني.. فقد ساهم - رحمه الله - في خدمة مرضى الفشل الكلوي..
كذلك زيارته المتكررة إلى جمعية الأطفال المعوقين ومساندتهم ودعمهم المتواصل.
وأشير هنا أن الفقيد يرحمه الله كان يعمل على إنشاء مستشفى خيري لخدمة المرضى.. كما كان الفقيد داعماً للفكر والثقافة عبر إدارة المجموعة السعودية للأبحاث ومساهماته ودعمه المستمر والمتواصل للأعمال الخيرية في مجال التعليم والصحة وغيرها مع الحرص على رعاية الكثير من الأسر والعوائل دون إعلان أو مباهاة.. فقد كان يرسل دعمه دائماً باسم (فاعل خير).
ولعل أهم ما يجب التنويه عنه في نهاية هذه التعزية بأن أقدم العزاء لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني وأخص سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - أمير منطقة الرياض - والد الفقيد والذي عرفناه دائماً قدوة في الصبر والاحتساب.. ونحن نعتبر أن فقدان أمير الإنسانية هو مصابنا جميعاً ونعزي أنفسنا.
اللهم ارحم فقيدنا الغالي وألهم والديه الصبر والسلوان والعزاء للجميع. {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}. ويرحمك الله يا أبا فيصل.
الرياض |