Wednesday 24th July,200210891العددالاربعاء 14 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مستعجل مستعجل
كلهم على قلب سلمان
عبدالرحمن بن سعد السماري

«إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه» هكذا كان ابتلاء سلمان بن عبدالعزيز.
* سلمان.. ذلك الرجل العظيم.. الذي يعرفه مليار مسلم من هو.. وماذا قدم لأمته.. أبتلي بمصيبتين خلال عام واحد.. وفاة الأمير فهد بن سلمان قبل عام.. ووفاة الأمير أحمد بن سلمان يوم أمس الأول..
* ولاشك أن وقع تلك المصيبتين كان عظيماً علينا وعلى كل من يحب سلمان.. لكن يبدو أن وقعها على هذا الانسان العظيم كان أخف.. ذلك ان سلاحه في مواجهة كل المصائب والابتلاءات.. هو الايمان الصادق.. والصبر والاحتساب والرضا بقضاء الله وقدره.. والتسليم للواحد القهار.. الذي ابتلاه في اثنين من أعز أبنائه.
* وسلمان العظيم.. الذي وهب حياته لدينه وأمته وأبناء أمته.. يعرفه أبناء الصومال وبنجلاديش والبوسنة والهرسك وأفغانستان.. مثلما يعرفه سكان حي أم الحمام في الرياض.
* يعرفون هذا الرجل الذي وهب ماله ووقته وكل ما في وسعه.. من أجل أبناء أمته.
* سافر للبوسنة عدة مرات وقت المحنة ووقت الحرب ووقت الصدام ووقت المعارك.. ولم يهدأ له بال حتى عادت أمور المسلمين الى ما كانت عليه.. وذهب هناك مرات ومرات ليطمئن على الأوضاع ولم يقل.. إني أخاف القذائف أو الحرائق أو البرد أو الثلج.. بل لم يستقر له بال حتى شاهد البوسنيين في أحسن حال.
* سلمان العظيم.. كان وراء أول جمعية بر أسست هنا.. وكانت أم جمعيات البر وقدوتها.. وكانت لبنة الخير وبداياته.. وكان السنة الحسنة لكل عمل خيري.. وظل هذا الانسان العظيم يرعاها لحظة بلحظة.. ويقدم لها ميزانياتها بمئات الملايين.. وصارت ترعى عشرات الآلاف من الأسر.
* سلمان العظيم.. كم مسح من دمعة يتيم.. وكم انتشل أرملة.. وكم ساعد من معوق.. وكم ساند.. وكم دعم.. وكم أنفق.. وكم ضحى في ميادين الخير والبر؟
* إننا أبداً.. لا نستغرب تلك الجموع المهولة التي كانت تتدافع في قصر سموه يوم أمس.
* نحن لا نستغرب ذلك.. لأننا نعرف مكانة هذا الانسان العظيم في قلوب كل هؤلاء.. ولأننا نعرف أيضا.. كيف احتل هذه المكانة.
* أما زميلنا.. وحبيبنا.. بل شقيقنا أحمد بن سلمان رحمه الله.. فهو شخص عرفناه منذ عدة سنوات.. بدماثة الخلق والتواضع ومحبة الآخرين.. وبالكرم والجود والعطاء الذي لا يتوقف.
* عرفناه في الصحافة وفي غير الصحافة.. فكان نعم الأخ.. ونعم الزميل.. ونعم الانسان الذي يحتفظ بعلاقات طيبة مع الناس.
* جمعنا بهذا الشاب الخلوق «أحمد بن سلمان» رحمه الله.. مواقف ومناسبات لا تحصى.. فلم نعرف عنه إلا الوفاء والشهامة والرجولة وصفاء القلب.. ووقفة الرجال.. عندما تكون الوقفات.
* إننا لاشك .. خسرنا أخاً وصديقاً وزميلاً افترسه الموت وهو في قمة عطائه وفي ريعان شبابه.. ولا نملك سوى التسليم بقضاء الله وقدره والدعاء له بالمغفرة والرحمة والجنة.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved