* الرياض - ايمان التركي:
كانت حياة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن سلمان - رحمه الله - مليئة بالمواقف الانسانية النبيلة والعلاقات الأسرية الحميمة دون ان يخل ذلك بصفات الدقة والانضباط في تعامله مع أسرته ومع الآخرين.. هذه الجوانب المشرقة واللمحات المضيئة من حياة سمو الأمير الراحل أحمد بن سلمان نستشفها من أكثر الناس قرباً منه وألصقهم بحياته اليومية.
فتقول عنه والدته صاحبة السمو الأميرة سلطانة بنت تركي السديري: ان الحزن ليعتصر قلوبنا جميعاً فقد هزنا بشدة كما هز الكثير سماع نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد يرحمه الله المفاجىء ولاشك انه خبر مؤلم.
ولكن لا راد لقضاء الله ولا نقول إلا الحمد لله على ما قضى والحمد لله على ما أمضى ونبتهل الى الله العلي القدير ان يجزيه الجزاء الحسن على خير ما قدم وان يتغمده بواسع رحمته وغفرانه ويشمله بعفوه ورضوانه ويسكنه فسيح جناته ويجعل اجتماعنا به في دار كرامته انه سميع مجيب.
واسترسلت سموها تقول: لكن كان يرحمه الله حنوناً ورؤوفاً وذا قلب كبير يتسع لحب جميع الناس البعيد عنهم قبل القريب منه وكان دائما يسأل عن الصغير قبل الكبير ويتفقد أحوالهم ويلبي حاجاتهم.
ووسط أجواء من الحزن رفضت صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت سلمان شقيقة الفقيد الراحل الأمير أحمد بن سلمان الحديث إلا أنها بعبرات يعتصرها الألم قالت عند مواساة «الجزيرة» لها هذه هي الدنيا.. عبارة تتردد في كل مأساة.. وأي مأساة نتحدث عنها.. ماذا عساي أن أقول في موقف بطلة الصمت ولغته الدموع.. فقد توقف القلب النابض بالحب والوفاء والحنان ولكن لم تتوقف القلوب المليئة بالحب من الدعاء والترحم عليه.. فعندما نفقد انسانا بهذه السجايا الانسانية لابد ان نشعر بمرارة غاصة وحرقة شديدة ولأن الشعور بالنهاية وتوقف قلب عاش نبضه على فعل الخير ومساعدة كل محتاج قلب احتضن كل عبرة منكسرة ودمعة منهمرة فالمصاب مصاب الجميع ونسأل الله للفقيد الغالي الرحمة والمغفرة وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان.
أما زوجته صاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت مشعل بن سعود بن عبدالعزيز فقالت وبشفاه ترتجف عليها عبارات الأسى والحزن وبعيون تحجرت عليها دمعاتها من هول ما فجعت به فتقول: انه من الصعب الحديث عن الفقيد الآن فالأمر أكبر من أي حديث فقد رحل قلب يخفق بالعطاء بدون كلل أو ملل وكيف لا نضيق ونحزن ونحن نودع هذه الأيادي الكريمة وكيف لا تتحشرج الكلمات بصدورنا ونحن نشعر بهذا الفراق الأبدي لزوج وأب عطوف نجده أمامنا في كل لحظة وثانية ولكن لا تفي الكلمات ولا العبارات بما في النفس ولكن ندعو له بالرحمة والمغفرة ونسأل المولى عزوجل ان يسكنه فسيح جناته و{إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.
|